بيني والورق ألف حكاية (8)

بيني والورق ألف حكاية (8)

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بيني والورق ألف حكاية (8)

بأبجديات حروفي ، وبوح قلمي ، ونبضات قلمي أحييكم ، أنقل لكم هنا عصارة فكري الحالم ، أسكبها لكم
قطرة – قطرة ، لتروي متعطشي في الكتابة ، وترسم لكم شخصي على الورق ، كما أنا دون زيف ، أو حتى تضخيم لمشاعري المكبوتة ، أو تسويف لكلماتي الصادقة .

فهي كما هي على الورق ، أغرف حبرها من سويداء قلبي ، لأسطر بها حكاياتي بهذا المتصفح ، لتلامس قلوبكم
إن كانت صادقة فعلا ، أما إذا جائت باهتة فأعلموا أن العقل تسيد خطوط القلم ولم يترك المجال للقلب ليحكي حكاياته بصدق .

لا أدعي الأبداع في الكلمة ، أو التربع على عرش الكتّاب ، أنا أصغر من كل ذاك ، أنا كالطير أحلق وحيدا بأحساسي في هذا الوجود، بعيدا عن عالمكم ، كثيرا ما تغتالني نظرات كثيرة ، ترمقني بعضها بالغرور ، بعضهم يتلصص عليّ من خلف ذلك الجدار ، يترقبون الزلة أو حتى تغيير المسار ، أقابلهم بنظرات بريئة ، أفترش لهم من قلبي ورودا ، وأنفض من جناحي غبار أحقادهم .

رصاص البعض منهم تحاول إغتيال حروفي ، وإجهاظ حلمي ، والتقليل من عبق حروفي ، وروعة شذاها بنظري أنا على الأقل .
هم يحلمون بشيء من الخيال ، تزينه لهم أحقادهم ، يحسدوني على قلوب أحبتني ، وأياد تقف معي
لحضة – لحضة ، ولم يدرون أن المحبة من الله وحده ، ليس لنا بها حيلة ، تأتي هكذا دون سابق إنذار ، لتلتصق بالفؤاد رغما عنه ، لتداوي بعدها جراحه ببلسمها الشافي ، تصبح ترياق لهمومي ، وتحملني دوما للأرتقاء بحروفي لأرضي متذوقهم الراقي جميعا.

عفوا يا أحبابي /

يامن تنتظرون حروفي ، حكايتي اليوم جائت باكية ، كغرفة مهجورة لا يسكنها سواي ، يسيل الدم من جدرانها ، أرضها أشواك ، وترابها من الرمضاء الحارقة ، أجلس فيها وحيدا ويداي على خداي ، أتأمل ذلك المنظر المأساوي ، وشيء من الغموض يحيرني ، لما أنا دون غيري ؟

ومر قطار الذكريات بعدها ، حاملا معه همومي وأحزاني ، لترحل معه بعيدا كل جراحي ، تركته يحملها إلى أرض الفناء ، وكتبت بعنوانها ( إلى مقبرة الماضي ) ، علهم يصلون للعنوان دون عناء ، ويحضرون جنازة مرارة أيامي ، ويرشون ماء النسيان على قبرها .

كثيرا ما أجد نفسي ماسكا بقلمي دون شعور ، أخربش على أوراق الزمان المنسية ، وأنسج آلاف الحكايات ، أجزم بأنها حالة من الأزدواجية ، أو دعوني أسميها بالجنونية ، فقبل الشهرة التي جعلت مكانها تحت قدمي ، روحي المشتاقة لمحادثتكم رغم كل القيود ، تربط بين المعقول واللا معقول في البوح ، بكتابة حروف تنثر أشواقا من هنا وهناك .

فالشوق يجبرنا أحيانا كثيرة إلى الوصول إلى مرحلة الجنون ، فأعذروا جنوني ، ولا عتب على الجنون .

دمتم بود إلى أن ألقاكم

أخوكم / نواف

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى