بيني والورق ألف حكاية (5)

بيني والورق ألف حكاية (5)

بيني والورق ألف حكاية (5)

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

معانقة جديدة لأعين تهوى لغة الأحبار الصادقة ، ورؤية جديدة في الطرح أستمدها من ذكريات الزمن المرير ، أنزفها هنا ، لتنساب رياحين الصدق وتزكي أنوفكم ، لأدرك بعدها هل لحرفي أن ينثرجماليات الحياة كما أراها أنا ، أم تراه يكون أداة لجلب الصداع والأرق ، معتقداتي وأفكاري في هذا الوجود شيئا أمتلكه أنا فقط ، على الأقل في هذه الصفحة ، قد تكون الفكرة مبسطة لدى البعض ، ولكنها بنظري نالت شرف المحاولة ، عن جدارة واستحقاق .

كنا بالأمس القريب أطفالا صغار ، ترتسم ملامح الطفولة والبراءة على محيانا ، هذا يبتسم لفعل نصدره ، وذاك يبدي إعجابه بتلك الحركة الطفولية ، وآخر يسعى لنرسم إبتسامتنا وسط عالم مجهول لا ندركه

كبرنا شيئا فشيئا (وسط فرحة مدوية من الجميع ) ، ولا أدري بعدها مالذي جرى ؟

فهل كبرت الأجساد ولم تكبر العقول معها !

هناك إشارة أسمعها من شخص خرافي فقد كان يقص علي قصة ، حيث أنه كانت هناك قديما جبال أطلق عليها جبال الألم ، جبال تجري بجوارها أنهار من دموع، ويتوسطها وادي الحزن الدفين ، أحجارها جراح العمر، وتعلوها غيوم سوداء ، إذا أمطرت تمطر دما ، وإذا يبست تلك الأرض تجرع أهلها مرار الحياة ، هناك قيدت
بسمة يتيمة وفرض عليها سجن إجباري لا يفكه إلا شخص واحد فقط ، وقد قيل بأنه سيأتي من بلاد البشر ، منشيا سيفا من حنان ، وجهه خليط من الفرح والطموح والتفائل ، يكسر كل الحواجز ، ويجعل من الجبال ماء ، ويرسم بتلك الجبال لمحة تفائل ، ويداوي الجراح ببلسم يدفن الماضي ، ويدعو الرحمن أن يمطر قطرات من نسيان ، تذيب بها تلك الجبال ، ثم تتحرر بعدها تلك البسمة وتعانق شفاه كل محروم .

أنا أفضل عضو ، كثيرا ما أسمع وأشاهد تهافت البعض ، لنيل هذا اللقب ، حتى ان بعضهم يحاول كتابة الملايين من كلمات الشكر ، لنيل هذا اللقب ، ولكني هنا أبشر كل عضو وعضوة قبل لحضة الأعلان ، فأنتم افضل الأعضاء فعلا ، فمشاركتكم بهذا المنتدى ، وسمو اخلاقكم ، ورقة مشاعركم، وأحترامكم للغير ، جعلت منكم أفضل الأعضاء من دون أية أوسمة أو جوائز ، فكم تمنيت أن يمنح هذا اللقب

لكل مشترك هنا.

أقدم اقتراحي عبر هذه الصفحة ، وهو خرافي على شاكلة تلك الأفكار التي جمعتها هنا ، أتمنى أن يقطع ذلك الوسام ، قطعا صغيرة ، ويرمى به بعيدا ، فكلنا متميزون ، وكلنا يمتلك بداخله نشاطا وسمة معينة بذاتها ، يفوق بها الآخرين ، ونبقى في النهاية أخلاقنا العالية ، هي أعظم وسام نمتلكه وتجعل منا أصدق الأخوة مشاعرا ، وأفضل الأصدقاء وفاء .

الخيانة أشد من طعنة الرمح وقد تفوقه إيلاما ، لا أملك حروفا تضمد جراح الضحية ، ولكني أتصور أن كل خيانة لا بد أن تكون متوقعة ومحسوبة ، فإذا كان هناك حماة للوطن يبيعونه برخص التراب ، وإذا كانت القلوب لدى البعض محطات سريعة ، وإذا كان الحب لديهم ألعوبة وكذبة ، يتسلون بها ويتلذذون باهانة الضحية ، قصص كثيرة سمعتها قبل أن اعرف معنى الخيانة ، جمعتها هنا بمخزون أفكاري .

عيشوا معي أحداث هذه القصة كما أتخيلها أنا

ولدت معه بنفس اليوم ، براءة الطفولة ، كانت بادية عليهما ، أصوات سمعتها ممن كانوا يتأملون ذلك المشهد ، كانوا يتمنون أن يجمعهما القدر يوما ، كبر الأطفال وكانت (م) لا تهتم بـ(أ) أبدا .

ولكنها تشعر بأهتمامه الزائد بها ، وخصوصا إذا كان هناك شجار يجمعها مع أحد الأطفال فكان يهم ليدافع عنها حتى وإن كانت هي المذنبة

كبر الأطفال وصاروا كبارا وشائت الأقدار أن يرحل (أ) للدراسة خارج الوطن ، حينها فقط شعرت (م) أن هناك شيء ينقصها في هذه الحياة ، عاشت لحضات كئيبة بدونه ، وكانت تحسب الايام يوما بعد يوم لأجازته ، ففيها فقط تستطيع أن تراه .

وقبل ذلك كانت (م) تتردد على أخوات (أ) ، رغبة منها في التودد لأهله ، ولبقاء شيء يذكرها به دوما ، ومع أن أخوات (أ) كانوا متعجرفين بعض الشيء ، فالكبر يغلب عليهم إلا أنها تحملت كل ذلك

كان (أ) عندما يرجع في كل إجازة يحاول جاهدا أن يرى (م) بأية وسيلة ، ولكني أجزم أنه لا يتعب في ذلك فهي من كانت تهيء له الفرصة للقاء ، فهي أكثر شوقا منه ، مع إختلاف كل منهما في التفكير

ولعل (م) تتذكر هنا عندما كان ينصحها (أ) بترك صديقتها (س) لأهتمامها الزائد بنفسها ، من حيث الأزياء والملابس وتنوع المكياج في كل يوم ، ولكنها كانت تجامل (أ) فقد كانت (س) رغم كل ذلك صديقتها الوحيدة ، ولكنها لا تملك إلا أن تجامل (أ) وتقطع علاقتها بـ(س) فترة إجازة (أ) فقط .

أنتهت الدراسة ورجع (أ) للوطن بعد طول إنتظار ، وكان الموضوع الدارج حينها موضوع الزواج ، خصوصا عند أهل (أ) فقد كانوا يمنون أنفسهم بلحضة الفرحة بإبنهم الوحيد ، خصوصا أن البقية بنات وهو الولد الوحيد في العائلة

المشكلة هنا أن (أ) كان يحب (م) لكنه لا يملك أن يصارحها بذلك الحب ، ولكنه في المقابل ليس متأكد من شعورها هي تجاهه ، لأنها لم تبين له ذلك .

أما (م) فقد تقدم لها فترة دراسة (أ) أكثر من خمسة عرسان ، وفي كل مرة ترفضهم ، بانتظار (أ) ليتقدم لخطبتها يوما ما .

تناقلت أخبار في ذلك الحي ، بأن (أ) يعد العدة للزواج بعد رحلة سفر طويلة ، ومن المؤكد أن خبر كهذا وصل إلى مسامع (م) ، فأخذت تستجمع شتات أفكارها ، فوجدت نفسها في موقف صعب جدا ، لأنها طوال حياتها قاطبة ، لم تلمح بحبها لـ(أ) ، وبعد مشاورات طويلة مع نفسها ، قررت مصارحته بذلك الحب .

فخرجت ذات يوم ، مع علمها الأكيد بتواجد (أ) بجانب بيته ، فقد كان يحب الجلوس طويلا خارج البيت ، رأته من بعيد وتقدمت له برعشة وخوف ولم تقل سوى كلمة واحدة (أنــــــــــا أحـــــبــــــــــــك ) ، وذهبت هاربة ، تسحب رعشتها والخوف ، حتى أنها أصطدمت بأمها أثناء دخولها البيت ، فسألتها عن سبب توترها ، فقالت (م) كلاب الحي طاردني أحدهم .

مرت أيام ، بل أسابيع ، و(أ) لم يحرك ساكنا ، و(م) تنتظر على نار

وفي يوم من الأيام ، سمعت حوار يدور بين والدتها وأبيها ، وكان والدها يقول بأن (أ) سيتزوج عن قريب ، وقد ألتقيته بعد صلاة الفجر ، وقدم إلي الدعوة لحضور المناسبة ، قاطعته والدتها ، لتسأله عن العروس ، فقال هي (س) جارتنا ألا تذكرينها ، ولكنه قال لي كلام غريب ، حينما سألته عن هذه البنت بالذات

قال (تزوجت فتاة أحبتني ولم تصارحني بحبها )

دمتم بود

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى