بناء شخصية قوية والتخلص من الضعف 2019

ماذا تعني قوة الشخصية في قاموسك؟

هل تعني قوة السيطرة وفرض الرأي على الآخرين؟ أم أنها تعني القدرة على تحقيق المكاسب و الفوز بالألقاب والمراكز؟ أم أنها تعني فرض وجود وقوة حضور؟ أم لديك تعار يف أخرى تقترب أو تنأى عن هذه المعاني؟
دعنا-أخي القارئ- نتخذ لنا تعريفا مرجعيا مشتركا فالمقام لا يتسع لمناقشة التعاريف السابقة وليكن تعريفا دقيقا وجامعا فقوة الإدراك أساس لقوة التطبيق.

معنى قوة الشخصية:
يعرف بعض الباحثين الشخصية على أنها:” مجموعة من الصفات العقلية والجسمية والانفعالية والاجتماعية التي تميز شخص عن غيره”.
فإذا كانت شخصية الفرد فعلا تتألف من طائفة من الطباع والسلوكيات تميزه عن غيره وتشكل فيه بصمات تدّل عليه وترسم له سمات تعرِّفه قد تصل إلى 2523سمة (حسنة وغير حسنة) أو تزيد كما أثبتت بعض الدراسات النفسية, فإن جملة”الاستمرار الحثيث في عمليتي النمو والتطور” إنما تعني بدقة متناهية وتصوير بليغ قوة الشخصية وكمالها, ذلك أن التوقف عن النمو ضعف ومرض والإضراب عن التطور وهن واستكانة, فالقوة الحقيقية هي كفاءة الاستفادة من تجارب الماضي وإدراك بصير بالواقع واستشراف إيجابي للمستقبل, وتمييز بين الصواب والخطأ وتمحيص بين الخير والشر وقدرة على اتخاذ القرار المناسب وتفضيل للاختيار السليم وهي تعني باختصار اعتلاء مطية النمو والتطور. فهل أنت عازم على امتطاء هذه المطية للوصول إلى حب الله ونيل التميّز؟ ظني فيك كذلك فلا تلتفت إلى قول متخاذل متشكك أو خوار محبط ,وأصغ فقط إلى قوة صوتك الداخلي وبشر نبيك صلى الله عليه وسلم بأنك أنقذت فردا من أمته من براثن الضعف ومخالب الهوان.
الطريق إلى بناء قوة الشخصية:

تبدأ مسيرة تقوية الشخصية من الإيمان بأنك شخص مهِّم بث الله فيه كل عناصر القوة ومصادر الإنجاز التي تجعل من وجودك في حياتك الدنيا وجود بناء وإعمار وغرس وإثمار فإنك لم تخلق عبثا ولن تترك سدى,
ثم عليك التزود بالنقاط التالية:
1)- ارتبط بهدفك الأسمى
كثيرا ما ينشغل الواحد منا بثانويات الأمور عن مهمته السامية ودوره الرئيس في الحياة فيضيع في متاهاتها ويغرق في تفاصيلها المعقدة فيعيش حياة راكدة ورتيبة تفتقر إلى الحيوية والحماسة فحري بك-أخي القارئ- أن تذكر نفسك بغايتك السامية وأن تعقد لها جلسات مراجعة (خلوة مع الذات) للتركيز على الهدف فهي ما يشحنك بالطاقة وينشأ فيك حب التغيير و نشدان الإنجاز.
2)- تحمل مسئولية نفسك
إن السمة المشتركة بين جميع الناجحين في الحياة هي شعورهم المرهف بالمسئولية تجاه الذات وتحمّلهم لها فامض بنفسك على طريق التغيير بخطى وئيدة وثابتة وأقطع مسافات قصيرة من أجل الحفاظ على اللياقة وأقلع عن العادات السلبية وتحلى بالعادات الإيجابية فذاك هو تنمية الذات واستمتع بإنجاز شيء واحد على الأقل كل يوم ولو كان صغيرا فإن الجبال من الحصى, و الواحد منا إنما يكبر بإنجازاته.
3)- قوي فيك إرادتك الحرة
إحدى نعم الله عليك في كونك مريدا فلتكن إرادتك قوية ولتصدق عزيمتك على طريق التغيير(تنمية الذات وبناء الشخصية) ولتبقى هذه الآية نبراسا لروحك (قد أفلح من زكاها) ولا يخفى عليك أن من معان التزكية في اللغة “التنمية والتطهير”.
4)- تحلى بالمثابرة وروح الإصرار
فلا يصل في النهاية إلى تحقيق الأهداف إلا المثابرون والمثابرة أقوى من الذكاء والموهبة, وكم هو رائع أن تترك بصماتك بعد رحيلك تتحدث عن مآثرك.
5)- تنمية القدرة على التحمل
القدرة على التحمل من الدلائل على قوة الشخص واتزانه, فعندما تحافظ على هدوئك في الموقف الصعب وترسي ثباتك في الظرف الأشد تشعر بعدها براحة نفسية وفرح روحي مردهما إلى قدرتك على الضبط الانفعالي.
قوة الرسائل الإيحائية في تقوية الشخصية :
تتعامل القوانين النفسية بطريقة جادة مع الرسائل الإيحائية والعبارات التوكيدية التي يرسلها المرء إلى نفسه حيث تقوم بغرسها في عمق عقله الباطن كقناعات راسخة ثم تقوم بإنتاج المشاعر والصور الذهنية الموافقة لها لتحيلها في الأخير إلى سلوكيات موافقة للقناعات والصور الذهنية, وهذه بعض الرسائل الإيحائية والتوكيدات الذاتية قد حبرتها لك تحبيرا دوِّنها في مذكرتك أو على ورقة و اجعلها في مكتبك لتقرأها وتركز عليها وتتأملها كل يوم حتى تغرسها في وعيك الباطني من أجل الحصول على شخصية أقوى وثقة في الذات أكبر.
و تمرينك الإيحائي اليومي هذا لا يأخذ منك إلا لحظات معدودة تعبق بأريج المشاعر القوية والأحاسيس الصادقة, فركز معي.

تمرينك الإيحائي التطبيقي:-
1)- إرادتي في حالة جيدة وعزيمتي في طريقها إلى القوة سأزداد نموا بهما كلما توغلت في المستقبل.
2)- صبري وإصراري ومثابرتي هي التي تصنع أعمالي وتحقق لي أهدافي ولا أزال أنمو بشيم ذوي العزم.
3)- أتزود بالهدوء والسكينة والتركيز في لحظات خلوتي وأستجمع طاقتي لمواصلة دربي المبارك فأنا صاحب مهمة نبيلة ودور مهم.
4)- حلمي وثباتي الانفعالي هما عدتي وعتادي في مواجهة ضغوط الحياة وأزماتها و بهما أنتصر على عجزي وأتغلب على ضعفي.
5)- سأفطم نفسي عن كثرة النقد…لأن نقدي للناس لا يفيدهم في شيء بل يؤلبهم ضدي ويحرضهم على كراهيتي ويحملهم على محاربتي, وخير من ذلك أصلح ما يمكن إصلاحه وأنقذ ما يمكن إنقاذه فأقدم النصح بالقول والفعل والقدوة.
6)- سأترفع عن لوم الناس وتوبيخهم على مشاكلي ومصاعبي لأن ذلك يظهرني بمظهر العاجز الضعيف وبدلا من ذلك أتحمل مسئولية نفسي فأعمل على إسعادها وإنجاحها ورفعها إلى منزلتها الحقيقية, منزلة (أحسن تقويم).
7)- سأواظب دائما على قراءة هذا الدعاء بكل كياني (رب اشرح لي صدري ويسرّ لي أمري واحلل عقدة من لساني يفقه قولي) أردده وأكرره حتى ينطبع في كل خلية من خلاياي.

تدريبات عملية لتقوية الشخصية:
إنها مجموعة متنوعة من التدريبات البسيطة والسهلة لكنها قوية ومؤثرة لتقوية شخصيتك إلا أنها تأخذ منك بعض الوقت والجهد وتأخذ عليك ميثاقا بالالتزام والمواظبة و تتنوع هذه التدريبات لتشمل كل جوانب الشخصية فمنها (العقلية والجسمية والاجتماعية …وغيرها)ونحن نشير في هذا المقام إلى التدريبات الوجدانية.
التدريبات الوجدانية
لاشك –عزيزي القارئ-أن العالم الوجداني(العاطفي والانفعالي)عند الإنسان يحتاج إلى ترويض وتهذيب لكونه جزء من شخصيته فحياتنا الوجدانية تحتاج إلى صقل كما أن سلوكياتنا العاطفية والانفعالية بحاجة إلى ضبط وحسن إدارة وإذا تجلت أمامنا حقائق بهذا الصدد تكون أول ما يتجلى الحقائق التالية:
1)- أن ما نحسه من عواطفنا وما ندركه من انفعالاتنا لا يمثل إلا النزر القليل من حياتنا الوجدانية.
2)- أن حجم العواطف المدفونة في عقلنا الباطن أكبر وأثرها أخطر وإن كنا قد تناسيناها مع الوقت إلا أنها لا تزال موجودة ويزيدها خطرا تراكم بعضها فوق بعض.
3)- أننا كثيرا ما نقف عاجزين أمام براكين انفعالاتنا و حممها حائرين أمام هزات عواطفنا.
ومن التدريبات التي تعمل على تقوية الجانب الوجداني في الإنسان الآتي:
1)- تمارين التفريغ الانفعالي.
2)- تمارين التخلص من المخاوف والتحلي بالشجاعة.
3)- تمارين التحكم في الغضب.
4)- تمارين الاسترخاء والتأمل.
5)-تمارين تقوية الحس الجمالي (التذوق الجمالي)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى