برج خليفة أطولَ مبنى على وجه الكرة الأرضية

ما زلنا – في الوطن العربي – نصنف على أننا من دول العالم الثالث النامية المتخلفة اقتصادياً ذات المستوى المعيشي المنخفض ، إذا ما تمت مقارنتنا بالدول الغربية، ويمكن أن يكون هذا صحيحاً عند غالبية الدول العربية و لكن عندما تكون هناك دولة مثل الإمارات العربية المتحدة، و تكون مستعدة لتنفق ملياراً و نصف مليار دولار لإنشاء أعلى ناطحة سحاب بالعالم، يجب أن يتم إلغاؤها من قائمة التخلف الاقتصادي وإدراجها ضمن قوائم أخرى.

يعدّ برج خليفة أطولَ مبنى على وجه الكرة الأرضية بارتفاع يصل إلى 828 م، والذي يعتبر واحداً من أهم الإنجازات في تاريخ الهندسة المعمارية، فكيف تم إنشاء هذا العملاق؟

استمرت عملية البناء للبرج قرابة ال 6 سنوات ( من فبراير 2004 و لغاية يناير 2010 ) حيث نتج مبنى بمساحة تبلغ 4 ملايين متر مربع و 180 طابقاً يضم 900 شقة سكنية ، و160 غرفة فندقية بالإضافة إلى 37 طابقاً من المكاتب، وكان برج خليفة نتاج أفكار شركة إعمارالعقارية الإماراتية – وهي واحدة من أهم و أكبر الشركات العقارية في العالم -، والذي كان الهدف منه هو إبراز دور مدينة دبي كأهم مركز مالي و تجاري متنامٍ في العالم.

بناء البرج

لإنجاز هذا المبنى العملاق قامت شركة إعمار بالاستعانة بالشركة الهندسية الأمريكية Skidmore, Owings & Merrill LLP: SOM، حيث تم استخدام أحدث الوسائل و التقنيات الهندسية لإتمام بناء هذه الناطحة و بأسرع وقت ممكن، و قد وجدوا أن أسرع طريقة للبناء هي باستخدام التشكيل التسلقي؛ و الذي يتم من خلال استخدام قوالب جاهزة ارتفاعها 4 أمتار ، حيث يتم صب الإسمنت المسلح – باستخدام أكبر مضخات إسمنت في العالم – فيها لتشكيل الدعامات، الأمر الذي أدى إلى إتمام طابق كامل كل أسبوع، ومن الجدير بالذكر بأن الإسمنت الذي تم استخدامه يتكون من 25 مادة تم تصنيعه خصيصاً لهذه الغاية ، حيث إنه يبقى سائلاً، بينما يتم نقله إلى أعلى البرج كما وأنه يتصلب بشكل قياسي فور صبه.

أساليب بناء جديدة لإتمام البرج

أوضح المهندس المشرف على عملية البناء (بيل بايكر) بأنه تم و لأول مرة استخدام نظام “النواة المدعمة”، والتي تعتبر سابقة من نوعها في عالم الهندسة المعمارية؛ حيث تم استخدام هيكل مركزي سداسي الشكل في وسط المبنى لمقاومة عزم الدوران الناتج من القوى الضاغطة على المبنى، وتم تدعيم هذه النواة بثلاثة أجنحة اضافية، وبالنسبة لأساسات البرج فإنها تعتمد على الترابط القوي بين الأرض و جوانب الأعمدة ، حيث تم استخدام 192 عموداً تحت البرج و على عمق 50 متراً تحت الأرض .

الاختبارات التي تم إخضاعها للبرج و إتمام عملية البناء

من الأمور التي استرعت اهتمام المهندسين خلال عملية تصميم البرج و تنفيذه – كونه بناءً طويلاً جداً – هو مدى تأثير الرياح عليه ، لذلك قاموا بالاستعانة بمهندسي الرياح الذين اختبروا المبنى، و قاموا بعمل 3 تحسينات ديناميكية عليه، وهي:

  • تحسين الدعامات الخارجية.
  • تقليص عرض البرج عند المستويات العليا .
  • إعادة توجيه البرج نسبة إلى اتجاهات الريح السائدة في المنطقة.

و في النهاية تم تغليف البرج ب 24 الف لوح زجاجي عاكس بطول 6 أمتار وبتكلفة 2000 دولار للوح الواحد، فهنيئاً لك دبي على هذه الإنجازات العملاقة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى