بحث عن اهمية الوقت , بحث عن الوقت , بحث متكامل عن الوقت

الوقت هو ذلك الشيء الّذي نتعامل معه بشكلٍ يومي، ويرافقنا كظلّنا، إلا أنّنا نجهل ماهيته؛ فهو شيء أصعب من أن يفكّر به الإنسان، فلا يمكن إدّخار الوقت أو توظيفه كالمال، والوقت هو الشيء الوحيد االمشترك بين جميع البشر على اختلاف أعراقهم وأجناسهم وأعمارهم في هذا الوجود، فجميع البشر لديهم يوميّاً 24 ساعة، ولكلّ شخص الحرية في التصرف بتلك الـ 24 ساعة المتاحة له، فإمّا أن يهدرها بالقيام بالأعمال والأنشطة الّتي لا أهميّة لها، أو أن ينظّم الـ24 كلّ يوم للقيام بأعمال مفيدة، وهذا ما يسمّى بتنظيم الوقت.

حدّد الله عزّ وجل الوقت للإنسان بأن جعله عبارة عن تلك الفترة التي يعيشها في هذا العالم، وهي الفترة التي يجب فيها على الإنسان أن يستغلّها بالقيام بجميع الأعمال الصالحة، لتحقيق الغاية والمقصد من خلقه ألا وهي عمارة الأرض، فعند موت الإنسان ينتهي وقته وبالتالي لن يتسنّى له فعل أيّ شيء، والوقت هو من الأشياء الأربعة المهمّة التي يُسأل عنها الإنسان يوم القيامة، كما جاء في قول رسولنا الكريم : ” لن تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع: عن عمره فيما أفناه، وعن شبابه فيما أبلاه، وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه، وعن علمه ماذا عمل به”. وعندما يُحاسب الإنسان يوم القيامة على وقته فيمَا أبلاه سيتمنّى لو أنّ بإمكانه الرجوع إلى حياته الدنيا ليغتنم وقته بالشكل الصحيح في الأعمال الخيّرة والصالحة التي تكسب رضا الله عزّ وجل، لذا يجب على كلّ إنسان اغتنام وقته بالشكل الصحيح قبل فوات الأوان.

الوقت في القرآن الكريم

الوقت في القرآن الكريم الوقت مهم جداً في هذا الوجود، فلولاه لما استطاع الإنسان إدراك زمن أيٍّ من الأحداث التي تقع، ولعظم أهميّته فقد أقسم به جلّ وعلا في فواتح بعض السور القرآنية، لأنّه سبحانه وتعالى عندما يقسم بشيء فهذا يدل على عظم شأنه، وأبرز الآيات الّتي أقسم بها تعالى هي: “والعصر إن الإنسان لفي خسر”. “والليل إذا يغشى والنهار إذا تجلّى”. “والفجر وليالٍ عشر”.

طرق تنظيم الوقت

ولأهميّة الوقت يجب على كلّ إنسان اغتنامه واستغلاله دون ضياع أيّ جزء منه هباءً منثوراً، ويمكن اتّباع بعض النصائح التالية لتنظيم الوقت: يمكن استغلال وقت انتظار الحافلة أو المواصلات في قراءة كتيّب صغير أو سماع الموسيقى. ترتيب جميع الأشياء الموجودة في الحياة اليومية سواءً في العمل أو المنزل. الابتعاد عن القيام بأيّ نشاط غير مجدٍ. تجنب الخوض في الأحاديث التي لا فائدة منها. المداومة على استخدام الأدوات التي تعمل على توفير الوقت والجهد. محاولة حل المشاكل اليوميّة، وذلك من خلال توظيف المعرفة المكتسبة والموجودة لدى الفرد نفسه

أهميةالوقت

ممّا ذكرناه سابقاً يتبيّن لنا أن هناك فوائد عديدة للوقت، منها: تحقيق السعادة والراحة النفسية والرضا لدى الفرد. استغلال الوقت طريق النجاح؛ فمن يستغلّ وقته بالشكل الصحيح فإنّه دون شك إنسان ناجح في حياته، فاستغلال الوقت هو الفارق بين الناجح والفاشل. استغلال الوقت وتنظيمه بحيث يتمّ جعل العبادات ضمن البرنامج اليومي يكسبنا رضا الله عزّ وجل ومحبته.

أهمية الوقتِ فِي الإسلام

استغلالِ الوَقِت لِكَسبِ رِضا الله: إنّ عِبادَ الرّحمن حَريصون كل الحرص على استغلالِ كُل ذرّة مِن أعمارِهِم المَحدُودَة فِي مُحاوَلَةِ كَسبِ رضا الله تعالى للفَوزِ بالجنّة والابتعادِ عَنِ النار، لذلِكَ على المُسلِم أن يَحرِصَ على تقديمِ ما يستطيع مِنَ الخيرات والإيمانِ بالله وإدراكِ قيمةِ الوقت في تحديد مصيرهُ، لأنّ الامتحان الأهَم والأعظم فِي حياةِ الإنسان هي أن ينجو مِن عقابِ الله وسخطه قبلَ أن ينتهي العمر ويذهب ريحه، لذلك سنحاسَب على كلّ ثانية فِيما قدّمناه سِواء كان بالخير أو الشّر، وقد قال الله تعالى: “فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ”، سورة الزلزلة:7-8. إيجادِ حياةٍ كريمة ورزقٌ طيّب: قال الله تعالى: “وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا” سورة الطلاق: 2-3، وَقَد رُوِيَ عَن أبي ذَرّ عَنِ النبي صلى الله عليهِ وسلّم قال: (لو أخَذَ النّاسُ كُلّهُم بهذِهِ الآية لَكَفَتهُم)، وبالتالي نَتَعَلّم مِن هذا الأمر أنّ الإنسان الذي يستغلّ وَقتَهُ فِي طاعةِ الله والابتعادِ عَن نَواهِيه سَيَجعَلُ الله له فِي كُلّ ضيقٍ ومشاكِل الحياة مَخرَجاً ويرزقهُ رزقٌاً مِن حَيثُ لا يدري، فالحياةِ الكريمة صَعبَةِ المنال لا يٌمكن أن تأخُذَها سِوى برضى الله عليك واستغلالُ الوَقِت فِي طاعَةِ الله. التفكيرِ بالوقت وحسابِ الآخرة يجعل أهدافَ الإنسان نبيلة: تخيّل حسابكَ وأنت واقف أمامَ الله تسأل عن عمرك ماذا فعلت فيه؟، وعن مالك فيما أنفقته؟، المال من أين إكتسبته؟، والمعروف أنّ الموت علينا حق فلا مهربَ منهُ فمجرّدِ التفكير بالموت لوحدهُ يجعلنا نقف لنعيدَ حساباتنا مع الأعمال التي نفعلها، هل هي فعلاً ترضي الله! فعش ما شئت فإنّك ميت، وأحبب من شئت فإنك مفارقه، واعمل ما شئت فإنّك مجزٍ به، دائماً اجعل أهدافك في الحياة نبيلة واستغلّ وقتك في العمل وأيضاً في طاعةِ الله. الإسلام يعلّم الإنسان أن يُنفِقَ وَقتَهُ إنفاقاً استثماريّاً وليسَ إنفاقاً استهلاكيّاً: الحياة المليئةِ بالروتين قاتِلَة مِثِل الأكل، والنوم، الذهاب إلى العمل وهكذا، مِن دُونِ وجودِ مُغَذٍ لِرُوحِ الإنسان مِثلَ (الصلاة، والزكاة، والكلام الطيّب، وحجّ البيت، والصوم، وغيرهِ مِنَ الأعمال الصالحة)؛ فهِيَ التي تَجعَلُ تِجارَة الإنسان ناجِحَة وَتُدخِل الطمأنينةِ على قَلبِه وَيُوَلّد شعورِ أهميّةِ الوقت لديه، فقد كان الرسول عليهِ السلام يصلّي ليرتاح من همومِ الدنيا وليس من أجلِ أن يرتاح منها ويؤديها. فَلا تَجعَلُ حياتُكَ مِثلَ الأنعام وامدُد حَبلاً بَينَكَ وبين الله حتّى يكون الله مَعَكَ فِي كُلّ خُطوَةٍ تَخطيها فِي حياتك، وتنعم بالراحة والطمأنينة خصيصاً إذا أردتَ حَياةً لا خَوفَ فِيها، فالوقت عبارة عَن لِعبَةٍ زَمنيّة، لا تسمح للوقت والحياة أن يسيّرا حياتَكَ كَما تُريد بَل أنت سَيّرها نَحوَ الطريق الصّحيح لتَكُونَ حَياتُكَ ذُات مَعنى، والطريق الصّحِيح هو الذي سَيُعلّمكَ أهميّةِ الوقت، وَقَد قال الله تعالى: (وَالْعَصْرِإِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍإِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ)سورةِ العصر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى