بحث عن الرياضيات

الرياضيات

يعدّ علم الرياضيات من أهمّ المواضيع التي يبدأ الإنسان بتعلمها منذ أن يبدأ حياته أي بعد تعلّمه للغة مباشرة، فيبدأ الشخص بتعلم العدّ والعمليات الحسابية الرئيسية كالجمع والطرح وغيرها، وهو ما ينعكس على حياته اليومية والعملية بشكلٍ عام، فالرياضيات هو العلم الذي يدل على الكم وعلى طرق التعامل معه، ولذلك فهو يستخدم كعلمٍ لقياس ما في العلوم الأخرى، فلا يمكن لأيّ علمٍ مهما كان أن يكتمل من دون الرياضيات، ولا يمكننا فهم أيٍّ من العلوم أيضاً إلّا إذا قمنا بتحويل ما فيه من علاقاتٍ وظواهر إلى معادلاتٍ رياضية توضح تلك العلاقة بين ما فيه من متغيرات وثوابت.
استُعمل الرياضيات منذ وجود الإنسان عن طريق الفطرة؛ إذ إنّه ومن دون وعي الناس لما يقومون به كانوا يقيسون طعامهم وشرابهم والوقت ومساحة الأرض وغيرها، فترجع المخطوطات والكتب في الرياضيات إلى البابليين الذين كانوا يمارسون الحساب قبل ما يزيد عن ثلاثة آلاف عام، فقد كان علم الرياضيات قد تطوّر وقتها لممارستهم له بذلك الشكل؛ إذ كانوا يعرفون العمليّات الحسابية الرئيسية فبذلك نستطيع معرفة أنّ الرياضيات كان قد بدأ بالتطوّر والبدء قبل تلك الفترة بكثير، ولكن كان البابليون في تلك الفترة يستخدمون أنظمةً أخرى للحساب غير النظام العددي المستخدم في هذا الزمان.

علاقة الرياضيات بباقي العلوم

يدخل الرياضيّات في جميع العلوم، فيدخل بالتأكيد في علم الفيزياء الذي لا يمكن له القيام من دون الرياضيات؛ حيث لا يمكن التعبير عن معظم الظواهر الفيزيائيّة التي تحدث من حولنا من دون الرياضيات، ولا الوصول إلى التطور الذي وصلنا إليه في الوقت الحالي عن طريق الهندسة وبناء الآلات والأبنية وغيرها والتي تتمّ وفقاً لمعادلاتٍ رياضيّةٍ مُعقّدة تستخدم الآلات في كثيرٍ من الأحيان لحلّها.
ويدخل الرياضيات في علوم أخرى كالأحياء والكيمياء والعلوم الإنسانية كعلم الاقتصاد الذي يعتمد على الرياضيات بشكلٍ أساسيٍّ للتعبير عنه بالإحصائيات والاستبيانات والحساب وغيرها، والتاريخ وعلم الاجتماع والتاريخ عن طريق الاحصائيات وتحديد الفترات الزمنية المختلفة وفي بعض الجوانب في علم النفس وخاصةً عند قياس ذكاء الأفراد، ولكن توجد بعض الجوانب في علم النفس والأخلاق والتي لا يمكن للرياضيات أن يدخلها لعدم قدرة الإنسان على قياسها وعدم وجود مرجعٍ لذلك؛ كالنفس، والحق، والخير، والشر، والعدالة، وغيرها من صفات النفس والأخلاق التي نعرفها جميعاً.
ويدرس جميع طلاب التخصصات العلمية كالفيزياء والهندسة الرياضيات، ويتوسّعون فيه قبل دخولهم إلى تخصّصاتهم؛ إذ إنّ فهمه يعدّ المفتاح الرئيسي لفهم تخصصاتهم المختلفة، ولهذا فإنّ البعض أطلقوا على علم الرياضيات لقب ملك العلوم أو لغة العلوم، ولكن العلماء اختلفوا في كون الرياضيات في ذاته أحد العلوم أو فرعاً من فروع المنطق فقط؛ إذ إنّ العلماء الذين لم يعتبروا الرياضيات من العلوم بنوا ذلك على أساس أنّ المعادلات الرياضية لا يمكن إثباتها وإنكارها عن طريق التجربة والخطأ والمنهج العلمي المتبع في باقي العلوم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى