بحث عن التثقيف الفنى 2019، بحث حول التثقيف الفنى كامل ، بحث فى التثقيف الفنى جاهز

تعريف الفن
الفن أو الفنون هي إنتاج إبداعي إنساني وتعتبر لونا من الثقافة الإنسانية لأنها تعبير عن التعبيرية الذاتية وليس تعبيرا عن حاجة الإنسان لمتطلبات حياته رغم أن بعض العلماء يعتبرون الفن ضرورة حياتية للإنسان كالماء والطعام
فهناك فنون مادية كالرسم والنحت والزخرفة وصنع الفخار والنسيج والطبخ
والفنون الغير مادية نجدها في الموسيقي والرقص والدراما والكتابة للقصص وروايتها

ويعتبر الفن نتاج إبداعي للإنسان حث يشكل فيه المواد لتعبر عن فكره أو يترجم أحاسيسه من صور وأشكال يجسدها في أعماله.

وهناك فنون بصرية كالرسم و النحت و العمارة و التصميم الداخلي والتصوير و فنون زخرفيه و أعمال يدوية وغيرها من الأعمال المرئية.

وحاليا تستخدم كلمة فن لتدل علي أعمال أبداعبة تخضع للحاسة العامة كفن الرقص أوالموسيقي أو الغناء أ والكتابة أو التاليف و التلحين وهذا تعبير عن الموهبة الإبداعية في العديد من النهارات والبشر بدأوا في ممارسة الفنون منذ 30 ألف سنة . وكان الرسم يتكون من أشكال الحيوانات و علامات تجريدية رمزية فوق جدران الكهوف . وتعتبر هذه الأعمال من فن العصر الباليوثي .ومنذ آلاف السنين كان البشر يتحلون بالزينة والمجوهرات والأصباغ.
.

وفي معظم المجتمعات القديمة الكبرى كان الإنسان تعرف هويته من خلال الأشكال الفنية التعبيرية التي تدل عليه كما في نماذج ملابسه وطرزها و زخرفة الجسم وتزيينه وعادات الرقص . أو من الاحتفالية أو الرمزية الجماعية الإشاراتية التي كانت تتمثل في التوتم مادة الذي يدل علي قبيلته أو عشيرته . وكان التوتم يزخرف بالنقش ليروي قصة أسلافه أو تاريخهم . وفي المجتمعات الصغيرة كانت الفنون تعبر عن حياتها أو ثقافتها.
.

فكانت الإحتفالات والرقص يعبر عن سير أجدادهم وأساطيرهم حول الخلق أو مواعظ ودروس تثقيفية .وكثير من الشعوب كانت تتخذ من الفن وسيلة لنيل العون من العالم الروحاني في حياتهم . وفي المجتمعات الكبرى كان الحكام يستأجرون الفنانيين للقيام بأعمال تخدم بناءهم السياسية كما كان في بلاد الإنكا . فلقد كانت الطبقة الراقية تقبل علي الملابس والمجوهرات والمشغولات المعدنية الخاصة بزينتهم إبان القرنين 15م. و16 م. لتدل علي وضعهم الاجتماعي . بينما كانت الطبقة الدنيا تلبس الملابس الخشنة والرثة . وحاليا نجد أن الفنون تتبع في المجتمعات الكبرى لغرض تجاري أو سياسي أو ديني أو تجاري وتخضع للحماية الفكرية

أنواع الفن

هناك أنواع عديدة للفن، منها ما زال عبر التاريخ، ومنها ما ظهر حديثا. اليوم هناك فنون جميلة مثل التصوير والنحت والحفر والعمارة والتصميم الداخلي و الرسم. وهناك فنون كالموسيقى والأدب و الشعر والرقص والمسرح. وجاء تطويرا على المسرح السينما و الرسوم المتحركة كما ظهر في السبعينيات مصطلح الفنون الإعلامية، وهي تشمل فن الفيديو و فنون إلكترونية و فنون الانترنت

الفن و الإنسانية في إطار المجتمع الجديد

الفن وكما عرفنا سابقا والى الآن هو عمل أو نشاط إنساني لايمكن فصله عن الإنسانية بأي شكل من الأشكال وهو تأليف لكتاب جديد في الحياة الإنسانية في ثورة جديدة من الأفكار القيمة لبناء مجتمع جديد يقدر المعاني الهادفة في فهم العالم لوجه من الحضارة الفنية وان لايهمل ما توصل إليه الفنان الكوردي من نهوض في الحركة الفنية التشكيلية ، فالفن هو التحول المباشر في العقل البشري وبداية هذا التحول هو تطور فكر الإنسانية عند الفنان الحقيقي في عصر يمتلك الوجود المميز لانتقال التطور الفني إلى تطور فكري تتفاعل فيها الميزات الإنسانية وتحول تلك المقدرة الفنية الى خبرة ذاتية من اجل بناء ونشوء مجتمع إنساني ومن تراكماتها تتكون الحضارة الصحيحة و الحضارة أسلوب الحياة ، وأسلوب حياة الإنسان عبارة عن عمليتي انعكاس وخلق لا ينفصلان بعضهما عن بعض وهذا هو طريق الفن ، لان الفنان يتفاعل مع القيم الاجتماعية في مميزات عن الإنسانية وهو الانسجام التفاعلي لذا أصبح الفنان الكوردي يحمل في ثقافة الفكر البشري من بداياته حتى حاضره وبذلك أصبح الفن هو الوجه الأكمل للحضارة الإنسانية وواقعها التاريخي بصورة أعمق و أوسع من باقي نشاطات الإنسان التي تعكس وجها واحدا من الحضارة لذا فالفن المعاصر يكون أكثر ارتباطا بالإنسان عندما يعبر عن فكرة أو عن الواقع و الخيال إلا أن ماهية الفن لا تتوهج إلا في حدود إستشراقه عن المستقبل لارتباطه بالخيال الذي يثير الواقع اللأ محدود لخلق آخر يحمل صفات الإ بداع والتغير، ولكن يجب أن يمتاز ذلك الواقع بحيث يبقى حاملا صفات الواقع والأصالة الذي انبثق عنها ( لان تجربة الإنسانية ليست رد فعل مباشر تجاه العالم الخارجي بل مشبعة بالذكريات و التوقعات و بنوعية وقيم مجتمعنا أي بكل ما تميز بها الحضارة ) . السؤال كيف يمكننا بناء مجتمع جديد في إطار القيم الإنسانية ؟ الجواب / أن التغير الفكري و تاثيرأتها على شخصية الإنسان يتغير المجتمع فإذا كانت هذه التغيرات ايجابية فيؤدي بذلك إلى بناء نظام جدلي ذا طابع مدروس من تكويناتها الأصلية ويصبح بذلك مجتمع مبني على قيم أخلاقية جديدة و متطورة من جميع النواحي ويكون للفن الدور في إظهار هذه المعالم بالشعور و الأحاسيس الهادفة إلى بناء أخلاقيات معينة خدمة للإنسانية .

وأصبح للفن وظائف وأدوار متعددة، يمكن أن نذكر هنا أن من وظائف الفن والتربية الفنية التي تؤديها في المجتمع كما صنفها أزهر(1998):
1- الوظيفة الجمالية.
2- الوظيفة النفعية.
3- الوظيفة التعليمية.
4- الوظيفة التثقيفية.
5- الوظيفة الدينية (الأخلاقية).

وهذه الوظائف تتداخل في الفن فالوظيفة الجمالية هي تلبية لحاجة إنسانية ومطلب اجتماعي، أما الوظيفة النفعية فهي الجانب الذي يؤدي فيه العمل الفني وظيفة شغل الفراغ وربط الحيز الذي يشغله بالمحيط، وفي الوظيفة التعليمية ينقل العمل الفني معلومة قد تكون علمية أو وطنية أو قوميــــة أو اجتماعية أو سلوكية، أما الوظيفة التثقيفية فتكون من خلال شرح المضامين التي تعكس البيئة أو المجتمع التي جاء منها ذلك العمل الفني بأفكاره وعقائده وعاداته وتقاليده وتاريخه وتراثه، وأخيراً الوظيفة الدينية أو الأخلاقية والتي التزمت بها الفنون الإسلامية فاتخذت من الصورة الزخرفيه في العمارة والفنون الإسلامية عناصر تزينها بآيات من الخط العربي مع زخرفات نباتية وهندسية.

أدوار الفن والتربية الفنية في ثقافة المجتمع…….
وقبل أن نتعرض لأدوار الفن والتربية الفنية بالتفصيل من خلال مناقشة مجموعة مختارة من الأعمال الفنية، لابد من الإشارة إلى أن العمل الفني قد يلعب العديد من الأدوار، فقد يتضمن العمل الفني الواحد أكثر من غرض لتحقيق هذه الأدوار، وقد يشملها كلها. ويمكن إيجاز أدوار الفن التشكيلي في التنمية الشاملة للمجتمع في النقاط التالية :

1- دور الفن في الحياة الاجتماعية.
2- دور الفن في تمجيد البطولات وتسجيل الأحداث والانجازات الحضارية.
3- دور الفن في المحافظة على التراث.
4- دور الفن في التحليل النفسي والتعبير عن ذات الفنان.
5- دور الفن في الرقي بالذوق العام والإحساس بالجمال.
6- دور الفن في التربية والتعليم وصقل المفاهيم وتحسين السلوك.
7- دور الفن في الصناعة والدعاية.
ونبدأ بالـــشرح
أولاً:- دور الفن في الحياة الاجتماعية:
للفن صلة بالحياة الاجتماعية، و ينتمي الفنان إلى مجتمعه ويتأثر بما يدور فيه من ظروف وأحداث، من خلال تواصله مع الناس وحياتهم اليومية (بأفراحها، وأحزانها، وحلوها، ومرها)، والفنان وهو الإنسان الصادق التعبير، يستلهم من حياة الناس في مجتمعه صوره الفنية التي يترجمها بواسطة أدواته الفنية بالرسم، أو بالنحت، أو بالزخرفة أو غيرها من الوسائل ويحولها إلى عمل فني جميل يعبر عن الحياة. (بسيوني، 1994، ص131)

ثانياً:- دور الفن في تمجيد البطولات وتسجيل الأحداث والانجازات الحضارية:
لقد كان الفن وسيلة من وسائل تسجيل الانجازات الحضارية والتاريخية وهو وسيلة تمجيد لبطولات القادة. وبواسطة الفن تبقى تلك البطولات والأحداث في الذاكرة إلى الأبد، ففي الفنون القديمة وفي الفن المصري القديم سجل الفراعنة بطولات ملوكهم وأحداث جرت ما زلنا قادرين على استقرائها في تلك الرسوم التي تركوها على جدران معابدهم وأهراماتهم. كما سجل الفنان جويا الحدث المأساوي التاريخي في أسبانيا في لوحة قتل الثوار فكانت تعبيراً عن فترة حرجة في تاريخ الغرب.
ثالثاً- دور الفن في المحافظة على التراث:
التراث هو تجارب السلف وبقاياهم التي تركوها، وأصبح مكانها اليوم في المتاحف أو المكتبات مثل (المخطوطات، والأدوات، وبقايا العمائر القديمة). والتي ما زالت تعبر عن الفطرة والتلقائية وتزخر بالقيم الفنية الجمالية برؤية خاصة. (بسيوني، 1994، ص134). ويتحدد متوسط العمر الزمني للتراث بما يقدر بأربعين إلى ستين سنة، فكل ما يسبق هذا العدد من السنين يعتبر من التراث. والفنان حينما يستحضر رموزاً من هذا الماضي في هيئة صور وأشكال، فإنه يسجل ذلك التراث ويحافظ عليه من الضياع والاندثار، فيخرجه شكلاً جديداً بتناول جديد ورؤية وحس فني خلاق.
رابعاً– دور الفن في التحليل النفسي والتعبير عن ذات الفنان:
لا يحظى الفن عند البعض في المجتمع السعودي بالتقدير، وينظر إليه على أنه مجرد صور منقولة أو ألوان منثورة خالية من المعاني والأحاسيس المعبرة عن ما في نفس الفنان ، ويعتبره البعض الآخر ترفاً زائداً على حاجة الإنسان، وفي الحقيقة فإن الأمر غير ذلك، فالفن وسيلة من وسائل التعبير والتنفيس عن الانفعالات، وهو لغة الفنان عندما يريد إخراج ما يكمن في نفسه من اللاشعور إلى العالم المحسوس، على شكل صورة في لوحة ملونة أو مجردة أو من الخيال أو على شكل منحوتة أو أي عمل فني آخر، فنكتشف عن طريق العمل الفني شخصية الفنان الذي أبدعها، ونفهم أفكاره التي كانت متعمقة في نفسه ومخفية عن الأنظار. (بسيوني، 1994، ص 169)

خامساً:- دور الفن في الرقي بالذوق العام والإحساس بالجمال:
يتميز الفن بطبيعته الخاصة التي تعتمد في إدراكه على استخدام الحواس والشعور للوصول إلى تلك المعاني المتضمنة داخل إطار العمل الفني وفهم القيم الفنية الجمالية التي وضعها الفنان المنتج للعمل الفني لينقلها إلى المشاهد المتلقي.

سادساً- دور الفن في التربية والتعليم وصقل المفاهيم وتحسين السلوك:
يتأثر الفن التشكيلي بالتربية ويؤثر فيها فقد كانت بداية الفن في المملكة العربية السعودية هي بداية التربية عن طريق الفن عندما أقرت مادة الرسم (التربية الفنية لاحقاً) لتكون ضمن المنهج العام والتي كانت وما زالت تسهم في تربية الطلاب جمالياً حيث أنها من المفترض أن تساعد المتعلم لكي يكتسب خصالاً فنية تتأصل في شخصيته لتنمو معه وتتطور بممارسته المستمرة للفن، حتى يصبح متذوقا وناقداً لما يراه من مختلف الفنون، ويميز منها الحسن والرديء، بمساعدة المعلم المتمكن من مادته والقادر على تغطية ميادين التربية الفنية بمفهومها الحديث. مع ما تهتم به التربية من ترسيخ للقيم والعادات وتعويد الطلاب على السلوكيات الحميدة. (قانصو، 1992، ص11).
سابعاً- دور الفن في الصناعة والدعاية:
لقد عرف الغرب أهمية التصميم الصناعي، إذ إنهم أرادوا لمصنوعاتهم أن تنجح وتتحسن، فكانت من أولويات التعليم أن بدأ الاهتمام بالتربية الفنية التي وظفت في خدمة التكنولوجيا الصناعية لإنتاج مواد وسلع تساعد الإنسان وتيسر حياته. حيث لعبت عملية العرض والطلب والدعاية عبر وسائل الإعلام دوراً مهماً في تقديم المنتج أو السلع بشكل جميل ، فقد علم الصناع أن جمال شكل السلعة يؤدي إلى رواجها، وأن الإنسان بطبعة لا يقبل على شراء الشيء القبيح، بل يجذبه الشكل الجميل المتناسق واللون المنسجم.
وفي حياتنا أمثلة كثيرة على سلع يحرص مشتروها على أن يكون لها شكل جميل ومميز، (مثل: السيارات، والساعات، والأقلام، والملابس والأثاث… وغيرها) (بسيوني، 1994، ص176).

الدكتور/ طارق بكر قزاز

علاقة الفن بالمجتمع

عندما نطرح سؤالاً مهماً كعلاقة الفن بالمجتمع، يتبادر الينا مباشرة إلينا أمام قضية واحدة متكاملة لا تقبل الجزئيات الفن يعتبر وسيلة للحوار الحسي بين المجتمعات المتنامية منذ القديم وحتى يومنا هذا.فمنه نستطيع بث رسائل مفهومة لكل أصناف البشرية متجاوزة حدود اللغات التي تنطق بها أمم مختلفة الأعراف والجنسيات.
فهناك لغة واحدة مفهومة وواضحة تقبلها كل الأطراف هي محور تعبيرات نستشف من خلالها الرؤية الإنسانية لهذه الجماعة. والنمط التي تتعايش به. تسوق لنا مجمل القضايا المنسجمة مع نسيج حضارتها وتطورها وتفاعلها ببوتقة المنظوم الكونية والتاريخ أكبر شاهد لهذا الكلام. مجمل قضايا تستطيع المجتمعات اختصار مفاهيمها ضمن الإطار الإبداعي. وتصعد كثيراً من القضايا التي تحكم بنيتها الأساسية والعقائدية والاقتصادية وما تسعى إليه من تواصل وارتقاء ضمن الصبغة الإنسانية. وهذا ما جسدته ريشة الفنان عبر العصور القديمة والحديثة .
والفن علاقة مولدة مع الإنسان ومتمثلة في مجمل معايشته اليومية فهي في المآكل والمشرب واللباس . حتى في المعايشة مع الشريك الآخر . فإذا لم يكن هناك فن وصبغة شمولية لصيغ العلاقات الإنسانية الودية بفن فلا يستطيع أحدنا أن يتواصل مع الآخر بشكل من الأشكال ويكون الحاصل هو خلل في ذوق العام يؤدي بالبنية الحياتية مهما اختلفت صيغتها سواءً كانت فردية أو جماعية إلى انحطاط بمستوى الإنسان الى حضيض الشر اللامتناهي. ويجب أن نعرف أن القدرة الإبداعية ليست مسألة متسامية عند كل الناس . فهناك علاقة نسبية في مسألة الخلق والإبداع الفني
إن درجات الرهافة الحسية عند الفنان أكبر وأعمق وأكثر تأثيراً من الأشخاص العاديين . فعملية الخلق الفنية وجدت مع الإنسان منذ البدء والطبيعة أكبر مثال على ذلك . ويكون الإنسان الفنان أكثر مراقبة وتدقيق وبحث بكل المعطيات المتواجدة من حوله وبمحيطه . فهو يعيش مرحلة تواصل حسية دائمة مع الجماد والنبات والحيوان . ويستطيع أن يوجد بينه وبين ما ذكرت ويشكل دائم علاقات تواصل ومودة وألفة لا تختلف بجوهرها عن العلاقات التي يستطيع أن يتواصل معها مع أبناء طبيعته الواحدة. وهذا ما يكلفه بذل جهد أكبر وطاقة اضافية. من هنا نلاحظ أن العملية الإبداعية تحتاج من المبدع دائماً محرضاً إضافياً . كي يساعده على تحويل الأشياء المحيطة وإضفاء الصبغة الحسية والعلاقة الجمالية مع أبسط الأشياء من حوله . هذا الأمر يحتاج الى الخبرة والمحاكاة والتجربة والتدريب . فهذه العناصر التي ذكرت ستؤدي بالنهاية الى ولادة إبداعية. ولايقتصر الأمر في كثير من الأحيان على وجود علاقة فردية بين الفنان وبين ذاته . ولكن هناك مطالبة أكبر للمبدع بأن يترجم قضايا المجتمع السياسية والأقتصادية والعقائدية بلغة حسية تضفي البهجة على المحيطين به وتؤكد أنه القطب المرسل الغني لمجمل الشحنات الجمالية التي تثري وتغني الفقر الحاصل لدى الطرف الآخر وهو المتلقي. كم من أمور تقدم اليك على طبق من فضة وذهب لتجمل داخلك. هي حصيلة لمعاناة فرد استطاع من خلالها أن يضيف البهجة والمتعة الى حياتك بكل بساطة وسهولة . فهو النبع الذي منه تتدفق الأحاسيس وبرفاهته يتم تصعيد القضايا ومعالجتها لكي تنشر جواً من الشذا والعطر الداخلي الذي يحقق لك بالنهاية راحة وطمأنينة وسكينة وهدوء وسلام.
الفن والمجتمع بين الذوق والتذوق
هو أحد الجنسين الكبيرين في العمل الفني بجانب الأدب ويعتمد على الصورة وتندرج تحته أنواع فن التصوير و النحت و العمارة و الموسيقى و الرقص و السينما .
و الفن فرح و هو أسمى درجة من درجات الفرح التي يستطيع الإنسان ان يهبها لنفسه، و هو يخلص البشرية من حدودها و يعرض أسمى صور الإنسان و النماذج و القد وات . و هدف الفن النهائي هو التثقيف حيث يزال ضغط الحياة اليومية و ينطلق الانفعال الجمالي كنشاط مستقل, و هدف الفن ، التوصل إلى الجمال وهو يهدئ من حزن حالتنا و يغير الحياة الواقعية , و الفن وسيط بين الحسية المباشرة و الفكر المثالي و هو تساؤل و خطاب موجه للمحبين له وهو نداء موجه للعقل و يدور حول إيقاظ الفرح في الإنسان وهو يتوسط البدائل المتطرفة في التاريخ و القانون والزمان و المكان ، والفكر و العمل ، والإنسان و الطبيعة وهو أداة لازمة لإتمام الاندماج بين الفرد و المجتمع ، و أما فلسفة الفن فهي محاولة لإظهار الأسس النظرية التي يقوم عليها العمل الفني و دراسة لمكوناته وعلاقة الشكل بالمحتوى .
تتصارع الآراء فتترك بصماتها في ا لمضامين و الأساليب و الأشكال و لكن وراء كل صراع خواطر إنسانية مشرقة . تسميات شتى تآلفت في عالم الفن التشكيلي ابتدعها النقاد و مؤرخو الفن و الأدباء و الصحفيون فكان منها الساخر و كان منه الجاد، فإذا بها تصبح عناوين لمذاهب فنية مختلفة احتلت مراحل طويلة من تاريخ الفن و بعض تلك التسميات العرضية، أخذت لها مكانا في تأريخ الفن و رصيدا عند النقاد ، و أما التسميات الجادة و المدروسة، فإنها ظلت بعيدة عن الدقة و الموضوعية ، ولكنها تآلفت بمنطقها الخاص الخارج عن ظروف الزمان و المكان فأصبحت رموزا غامضة ثم ان تاريخ الفن في حيرة من أمر تلك التسميات فكثير ما ينتقل بالفنان من مذهب إلى مذهب دون مبرر .
ليست الصدفة هي التي تجمع الناس معا في الفن، بل يجتمع الناس لأن بعضهم يرغب في أن يشاركه زملاءه الفنانون تجاربه و البعض يجد من المستحيل ان يقف مكانه و لهذا يرغب في التقدم إلى الأمام ، فطاقاتهم الداخلية تتطور و تواصل نموها و تبحث عن أساليب جديدة تعبر من خلالها عن ذاتها في أعمال مبدعة ، و الأسلوب هو الطريقة المميزة للتعبير، بحيث يتميز الفنان بطابع خاص في انتقاء الرسم و اللون و طريقة البناء و نحت الصور الجديدة بحيث يكون الإنسان هو الأسلوب .
وبجانب هذا يكون لكل عصر أسلوب خاص في الفنون ، و ينقسم الأسلوب و يصنف حسب العصر كأن يكون “ميتافيزيقيا” أو “اوغسطنيا” أو حسب المؤلفين الأفراد كالأسلوب “الشوسري” او “الملتوني” أو حسب الأسلوب المنخفض أو البسيط أو حسب اللغة مثل الأسلوب العلمي أو التوضيحي أو الشاعري أو الانفعالي أو الصحفي ، و يعتمد الأسلوب على انتقاء بعض الملامح . و الأسلوبية علم تحليلي يهدف الى أن يغطي بالدراسة كل جوانب اللغة . و علم السيمائية ويهدف إلى إرساء علم الأسلوب وهو يهدف أيضا الى الإبحار في النص الأدبي من خلال اللغة لسبر أغواره ، و الأسلوبية تدرس الأنموذج الخاص الذي تصاغ فيه اللغة .
ولكن كيف نتمكن من أن نلاحظ هذا كله في كل لحظات حياتنا ؟ وكيف نستطيع أن نقنع المتفرج الذواق بضرورة الفن ؟ فالذوق taste رغم انه فردي و يتم في لمحة الحدس إلا أن فلاسفة الجمال يحاول اغلبهم التوصل إلى ما ينطوي عليه من حكم جمالي له طابع كلي . فيرى “هردر” ان الذوق الفني يكشف معنى التاريخ ويرى ” دوفرين” انه يتجاوز الذاتية و أنه حركة نحو النمو بالعمل الفني و الانفتاح عليه ، و يجعله ” شيلر” مصدر التضامن الاجتماعي ، فهو وحده الذي يحدث التناغم و نعني بالتناغم تآلف عناصر العمل الفني و ترابطه في كل موحد على أساس الوحدة العضوية ويقول “امبيدوكليس” أن هناك قوتين تعملان في عناصر الماء و التراب و النار و الهواء هما الحب و الكراهية .
الحب مبدأ التناغم و الكراهية مبدأ التفكك ، و الكون بالحب أشبه بفنان ينتقي العناصر و يمزجها معا . وقال “هيرقليطس” ان التناغم قائم على التوتر مثل القوس و السهم و هو نوعان ظاهري و خفي و العقل يساهم في إحداث يقظة الإنسان فيزداد تناغما على عكس النائم الذي يؤمن باللاعقل ويعتمد على الإحساس فيفكك الناس ، ويعد” ارسطو” التناغم غريزة الإنسان وهو عين نسيج النفس الإنسانية و اعتبر في القرون الوسطى ذروة الفيض الإنساني.

الخاتمة

إن دور الفن لايقل أهمية عن بقية العوامل المؤثرة في ثقافة المجتمع كالإقتصاد والعلوم والدين وبقية العوامل وينبغي أن يستغل الفن بشكل إيجابي يعمل على بناء المجتمع بشكل سليم كأداة تثقيف وبناء لا كأدوات لعب ولهو وإفساد أودافع الى إرتكاب الجرائم والمخالفات القانونية وعلى الدول والحكومات أن تضع قوانين وشروط تحفظ للأسرة حقوقها وتحفظ الأبناء من الإنزلاق في مهاوي الرذيلة والفساد، وأن تكون الوسائل الفنية معبرة عن إرادة الجماهير في عملية البناء والتقدم الحضاري والإنساني والله من وراء القصد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى