بالصور : تفاصيل مثيرة ومحزنة لقصة أم سودانية فيها عظة وعبرة

تداول رواد مواقع التواصل الإجتماعي، قصة حزينة ومؤثرة، محشودة بالعظة والعبرة، تقول تفاصيلها كما نقلها محرر “كوش نيوز”، بحسب كاتبها.

سحر عمرها 25 عاماً، متزوجة وعندها بت عمرها 4 سنة اسمها لمار وولد عمرو سنتين اسمو خليفة،ذهبت سحر زيارة إلى أخوالها وخالتها، وساقت معاها اولادها الاتنين، وكل يوم تقيل مع زول من اهلها عشان ترضي عليهم كلهم.

في يوم التلاثاء العصر خالتها قالت ليها يا سحر امشي لي مرة خالك بيتي معاها ما قاعده تقصر معاكم.
سحر فاتت ليها المغرب واتونسو مع بعض وضحكوا والاولاد، وهم يلهوا ويلعبوا مع بعضهم البعض، اتصلو بجدتهم وسالتهم اها جايين متين قالو ليها نحن ما جايين هنا البلد حلوووه بعد شويه “لمار” قعدت تبكي بكاء شديد تقول ليها يا امي نحن قاعدين هنا لي ارح بيتنا يا امي انا اشتقت لي عمتي ارح نرجع، سحر هدتا شويه وقالت ليها بكره بنرجع بس خلي الواطه تصبح ولمار صاحيه ما نامت لكن خليفه كان غرقان في النوم، بعد العشاء بدأت الحكايه المحزنة.

هطلت أمطار غزيرة، وكل شويه تزداد، لحدي ما المويه بقت تدخل بالشبابيك، زوجة خالها اتصلت علي زوجها، اللي هو خال سحر قالت ليهو عندنا مطره تقيله والمويه دخلت من الشبابيك وخايفين البيت يتهد فينا، قال ليها ما تقلقوا سأتصل بشخص يجي يطلعكم.

وفعلاً اتصل بـ ود شقيقته، وأحد جيرانهم الاتنين رجال كبار، قال ليهم امشوا طلعوا اولادي من البيت فاتو ليهم.
سحر شالت إبنتها في ظهرها وقالت، للجار
انت شيل لي خليفه ده ولفو بالبطانيه لانو عندو التهاب ما يزيد عليهو وزوجه خالها ساقت اولادها في يدها.

طلعو من باب الحوش، كان الجو مخيفاً، الظلام شديد، والمطر ينهمر بغزارة ومعظم البيوت قد سقطت.

وصلوا الشارع، فجأة صدفهم سيل مندفع، سحر سقطت هي وابنتها” لمار”، صرخت صرخة واحدة وسحر مسكتها من فستانها واتفكت منها ومسكتها المره التانيه وبرضو اتفكت كان السيل جارفاً، تالت مره سحر شرقت وبقت ما قادره تقاوم السيل، السيل شالهم كلهم.

بعد مسافة طلع ودخالة سحر وصادف سحر شايلها السيل مد ليها يده وأنقذها، بعد خروجها لقت اول بيت قدامها دقت بابو من شدة الضلام ما عارفاهو ده بيت لمن فتحو ليها لقتو بيت بت خالتها قالت ليها يا سهاد بتي شالها السيل، وبت خالتها تقول ليها لا لا مافي كلام زي اهدي شويه وهي بتقول ليها انا متأكده وبت خالتها بدأت تصرخ وبره الرجال الاتنين وزوج خالها يصرخوا مستنجدين عشان الناس تلحقهم .

جاء الجار لسحر قال ليها ما تخافي ابنتك مع مرة خالك بهناك، قالت ليهو لا انا بتي وقعت من ضهري وجرفا السيل، بس وين ولدي جيبو لي قال ليها يا سحر الله يصبرك ولدك شالو السيل برضو ، سحر قالت اللهم اجرني في مصيبتي واخلف لي خيرا منها.

سحر حشاها اتحرق في اولادها الاتنين بقت تسهل في ملابسها وما حاسه بنفسها، وهي تردد وتقول يارب احفظ لي اولادي لو حيين ولا ميتين ياربي انت اخدتهم مني لكن احفظهم لي، مشت اتغسلت وتوضأت ومسكت المصحف تقرأ.

والحلة كلها طلعت تفتش في العيال من الساعة واحدة بالليل لحدي قريب الصباح حتي وجدوا جثتي خليفهثة ولمار، خليفة ماسكاهو شجرة ولمار في طرف الخور، ولازل متلفلف بي بطانيتو الشالوهو بيها.

جابوهم وقالو ليها تعالي شوفي اولادك قالت ليهم لا ما بقدر واستشاروها يدفنوهم هنا ولا يودوهم اهلهم يندفنو هناك، سحر قالت لا يدفنوهم هنا دي طينتهم الخلقو منها
سحر صبرت علي امتحان صعب ما اتجزعت ولا صرخت ولا لعنت.

وأهلها جاهم الخبر الصباح وكل الناس بتبكي زي الكانو اول موت يحصل في الدنيا وكل الناس خايفين يلاقو سحر كيف، سحر جات راجعه بس بي عبايتا وطرحتا ونقابها ما معاها اولادا كان منظر محزن فاتت من بيتها بي وداع جميل وفرح وشوق للاهل بس للاسف رجعت وحيده لا خليفة ولا لمار.

غابت البراءة والضحكة الحلوه، سحر لم جات داخله دخل عليها ابوها متجرس ويبكي بحرقة ، لانو كان بحبهم وهم بحبوهو كل يوم الصباح بقدموهو لحدي الباب والمساء ينتظروهو في الباب، أبوها ببكي وبقول انا عايز اشوف بتي ادوني ليها.

بس سحر كانت قوية ومسكت ابوها وبتبوس في يدو وتقول له ابوي انا صابره وده قدر اولادي وده امتحان لي، وأبكت الناس جميعهم معها.

مر اسبوعان علي موت اولادها سحر اتكحلت قالت مافي زول يحد عليهم لمن جاء عيد الاضحيهكة هم يادوب ليهم شهرين اتحننت عادي بس الحزن ظاهر في وشها وبيتها أصبح كئيباً.

بعد ستة أشهر، حملت والله عوضها بتؤام وأسمتهم خليفه ولمار، وكانت قد وضعت بعملية وهي بتصحصح من البنج بتقول يا ابوي انا بحبك شديد والله يا ابوي انا صبرت والله عوض صبري، الله عوضني لمن خجلني وأبكت الحضور.
وبحمد لله الآن التوائم عمرهما ثمانية أيام
ادعو لهم أن الله يحفظهم ويجعلهم لها قرة عين. وهذا جزاء الصابرين الذين قال الله فيهم: ( إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ) صدق الله العظيم.
الخرطوم (كوش نيوز)

الطفلان المتوفيان “خليفة ولمار”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى