باكستان تستدعي القائم بالأعمال الأمريكي على خلفية تصريحات ترامب بشأن أسامة بن لادن

السودان اليوم:

استدعت وزارة الخارجية الباكستانية اليوم الثلاثاء القائم بالأعمال الأمريكي للاحتجاج على تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ضد إسلام آباد، محذرة من أن الاتهامات التي لا أساس لها من الصحة يمكن أن تقوض بقوة عملية السلام الأفغانية.
وقالت وزارة الخارجية في بيان إن وكيلة وزارة الخارجية تهمينا جانجوا قامت باستدعاء القائم بالأعمال السفير بول جونز لتسليمه احتجاجا قويا على ” المزاعم التي أساس لها من الصحة والتي لا مبرر لها ضد باكستان”.
وقالت المسؤولة الباكستانية، التي رفضت مزاعم ترامب حول الزعيم السابق لتنظيم القاعدة أسامة بن لادن” تعاون الاستخبارات الباكستانية هو السبب في تقديم أول الأدلة لتعقب مكان بن لادن”.
وأضافت” في أعقاب بيانات الولايات المتحدة الأخيرة التي تفيد بأنها تسعى لتسوية سياسية في أفغانستان، تعمل باكستان والولايات المتحدة على التنسيق بصورة وثيقة مع الأطراف الإقليمية الأخرى من أجل إنهاء الصراع″.
وأوضح البيان ” في هذا الوقت الحساس، مزاعم لا أساس لها من الصحة بشأن فصل من التاريخ تم إغلاقه يمكن أن تقوض بشدة التعاون الحيوي”.
وكان ترامب قد انتقد في حوار مع شبكة فوكس نيوز أمس الأول الأحد الجيش الأمريكي لعدم قتله بن لادن في وقت أبكر، كما انتقد باكستان، حيث عاش بن لادن عددا من الأعوام حتى تمكنت القوات الأمريكية من الوصول إليه.
وكان رئيس الوزراء عمران خان قد انتقد أمس الاثنين على صفحته على موقع تويتر للتواصل الاجتماعي الاتهامات الموجهة لبلاده، وقال إن باكستان فقدت عشرات الآلاف من المواطنين في إطار حربها ضد الإرهاب، كما تكبدت خسائر اقتصادية، واصفا المساعدات الأمريكية” بالصغيرة للغاية” بالمقارنة بذلك.
وكتب ترامب في تغريدة “بالتأكيد كان علينا القبض على بن لادن قبل ذلك بكثير”.
وأضاف “كنت ذكرت اسمه في كتابي قبل الهجمات على مركز التجارة العالمي”، منتقداً خصوصاً موقف سلفه الديموقراطي بيل كلينتون.
وقال “دفعنا مليارات الدولارات لباكستان ولم يقولوا لنا أبدا إنه يعيش هناك”، وذلك غداة تصريحات مماثلة على قناة “فوكس نيوز” أكّد فيها أنّ “الجميع في باكستان كان يعلم” أنّ زعيم تنظيم القاعدة كان يعيش في باكستان وهو ما نفته إسلام أباد على الدوام.
وفي المقابلة دافع ترامب أيضاً عن إلغاء المساعدات الأميركية لباكستان لأنّ هذا البلد لا يقوم “بأي شيء” لأميركا.
ومطلع كانون الثاني/يناير اتّهم الرئيس الأميركي باكستان بالكذب والازدواجية بعد انضمام هذا البلد إلى الولايات المتحدة في 2001 في حربها على الإرهاب.
ودان رئيس وزراء باكستان عمران خان الإثنين بشدّة “الموقف” الجديد لترامب ضد بلده.
وكتب خان في سلسلة تغريدات “أوقعت هذه الحرب 75 ألف قتيل في باكستان وتسبّبت بخسائر للاقتصاد الوطني قيمتها 123 مليار دولار”.
وأضاف “كانت لهذه الحرب عواقب مأسوية على حياة الباكستانيين العاديين”، واصفا مبلغ الـ20 مليار دولار الذي تلقّته إسلام أباد من واشنطن بأنه “بسيط”.
من جهته، كان روبرت أونيل، وهو عنصر سابق في وحدة الكومندوس “نيفي سيلز” التي نفذّت عملية قتل بن لادن ويدّعي أنّه هو الذي أطلق الرصاصة التي قتلت زعيم تنظيم القاعدة، مقتضباً في ردّه.
وكتب أونيل، الذي يظهر بانتظام على شبكة فوكس نيوز، في تغريدة على تويتر إنّ “مهمّة النيل من بن لادن كانت تحظى بتأييد الحزبين (الجمهوري والديموقراطي). كلّنا أردنا النيل منه في أقرب وقت ممكن”.
لكن المدير السابق للاستخبارات الوطنية جيمس كلابر انتقد ترامب بشكل مباشر.
وقال كلابر لشبكة سي.سي.إن “إنها ضربة موجهة لمجتمع الاستخبارات الذي كان مسؤولا عن تعقب أسامة بن لادن، وتعكس برأيي، جهله التام بشأن ما كل ما تطلبه الأمر”.
بدوره رد المدير السابق لوكالة الاستخبارات المركزية سي.آي.إيه جون برينان على تصريحات ترامب.
وكتب على تويتر “تذكرنا باستمرار كم أنت سطحي وغير صادق على العديد من الجبهات، ولذا نمر في مثل هذه الأوقات الخطرة” مشيرا إلى تغريدة ترامب حول بن لادن.

راي اليوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى