اوراق التوت…..اكتمال السقوط احمد مجذوب البشير

السودان اليوم

جاء في الخبران البنك المركزي ومع بدء سريان العقوبات الامريكية علي ايران قرر وقف كافة المعاملات المالية والمصرفية معها..انتهي الخبر..هذا الخبر جاء متزامنا مع حدثين مازال اثر صداهما باقيا..الحدث الاول هو حديث الرئيس البشير عن امريكا ابان احتفالات الدفاع الشعبي التاسعة والعشرون بمدينة كوستي،الذي قال فيه (المتغطي بامريكا عريان)..والحدث الثاني هو حديث الامين العام للحركه الاسلامية الزبير احمد حسن عن المؤامرات التي تحيط بالتيار الاسلامي في المنطقة بشكل عام..وعن الترتيبات التي تجري لرسم خارطة المنطقة وفق صفقة القرن ..وان الحركة الاسلامية في السودان تقف في وجه هذا المخطط بقوة

اذن نحن امام موقف متشدد وفق تصريحان..الاول من رئيس الهيئة التنسيقية القيادية العليا للحركة الاسلامية..رئيس الجمهورية..و الاخر من الامين العام للحركة الاسلامية..يقطعان فيه بان الالتقاء والتصالح مع المزاج الامريكي وتوجهاته الداخلية ومع ترتيباته في المنطقه..هكذا تحدثت الحركة الاسلامية التي تقول انها كانت ولاتزال المنبع والحاضن كامل الدسم للانقاذ وستظل كذلك..اذا كان ذلك هو الحال فمن اي المنصات تطلق القذائف (المشاترة) ومن اي المسارح تعرض هذه الكوميدياء السوداء..واي المخرجين يقف خلف الكواليس ويختار ممثليه ببراعة حتي تبدو الحكومة في مسرح العبث هذا كأنها مجموعة شركاء متشاكسون ?يجمعهم جامع ا? غرف الاجتماعات التي يدخلونها وكل باجندته ورؤيته..ويبدو هذا جليا من تحركات رئيس الوزراء معتز موسي الذي يباشر كثيرا من مهام آخرين كان ينبغي ان يكونوا في الزمان والمكان الواجب تواجدهم فيه..ولكنه يخشي من نهج (المشاترة) فيفسدون عليه برنامج الفرصه الاخيرة..فهو يعلم ان خياراته اصبحت قليله فلم يعد امامه الا الاعتماد علي ذاته..فقد جفت ينابيع الدعم من الصديق والرفيق

وتقف امريكا بالمرصاد لكل من تحدثه نفسه بالعصيان والتمرد علي نهجها..وذاق السودان ويلات ذلك وتذوق الامرين وعجزعن مواجهه هذا التحدي بتفجير طاقات انسانه و استغلال امكانيات موارده، فقعدت به ضعف همته وسوء تدبيرالبعض وفساد البعض الاخر..فأصبح الصمود بلا ثمن والصبر بلا مردود..فكان طبيعيا ان تخور القوة وتفتر العزيمة ويتسلل اليأس والقنوت وتتبدل المواقف وتتقهقر الارادة للحد الذي يصدر فيه بنك السودان قراره الاخير وهو يعلم انه قرار تحصيل حاصل..وفعل لزوم مالايلزم..فأساسا هو يدرك ان تعاملاته المالية والمصرفية مع ايران شيئا لايذكر مقارنة بجغرافيتها السياسية ” ان لم تكن معدومة تماما ،وهذا امرمعلوم منذ قطع العلاقات معها.. والامر المثير للضحك بما يشبه البكاء..ان احدا من محيطها لم يعلن مااعلنه البنك المركزي لدينا..بل ان دولا عديدة تعتبر من اصدقاء السودان تم استثناؤها من العقوبات..كالصين وروسياوتركيا والهند

فما بالنا نحن ..من الذي اوعز للبنك المركزي اصدارمثل هذا القرار المتهافت.؟!. وفي بريد من يريد ارسال رسالته.؟!.هل هو فرد ام مجموعه ام حزب.؟.هل المؤتمر الوطني وراء ذلك تماشيا مع تنفيذ المطلوبات الامريكية الستة الاخيرة.؟.وان كان هو وراء ذلك ايتناقض الذراع السياسي مع توجهات الكيان الام..ام ان الامر مجرد تبادل للادوار لذر الرماد هنا وهناك..وانطلاءا لخديعة تم تدبيرها لمزيدا من الغباش والضباب ليعتلي المشهد؟..ام ان اوراق التوت التي كانت تستر البعض اصابها البلي والجفاف فأخذت في الذبول و التساقط لتبدو الحقيقة عارية كما يجب ان تكون؟..ربما يقول البعض اننا نحمل الامر اكثر مما يحتمل..فالموضوع فني وبنك السودان جهة فنية اتخذت هذا القرار لضرورات مهنية بحتة..نقول لهؤلاء ان قرارالعقوبات في الاساس قرار سياسي بامتياز ويدري صناع القرار والمراقبين معني ذلك ، لقد اكتوينا بمثل هذه القرارات..ومن عجب الدنيا ونكدها..ان نقف اليوم في صف من يصدرها ويسلطها وضد المفروضة عليه والمكتوي بها مع علمنا واكيد يقيننا الذي لاتتلبسه الشكوك بأسباب ومسببات فرضها..ونهمس في أذن من يهمهم الامر ان رب العباد لايترك عباده هملا وغنيمة لطاغوت اوجبار كائنا من كان..فهو القادر فوق عباده الكبير المتعال..دالت دول وخسفت بأمم الارض..وذل جبابرة قساة..وانسحقت امبراطوريات ..كانت تلك سنته علي مر الدهور والحقب..بفعله المباشر او باستنهاض مكامن القوة في الشعوب..وكما قال الرئيس الماليزي مهاتير محمد (ان الشعوب هي من تحدث التغيير..) فثقافة الشعوب هي التي تحدد موقع الامة المعنية في مسار حركة التاريخ…ايها الناس ان امريكا ليست بعصية علي رب الناس..ولكنه ينظر اليكم.. ماذا انتم فاعلون من تغيير في انفسكم..وعندما يراكم اولو عزم وقوة واراده وتصميم علي اخذ مكانتكم بين الامم ، حينها تستحقون ان يتدخل بقدرته.. لطفا واستكمالا وسدادا لسعيكم وجهدكم.. فهل انتم فاعلون

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى