ان غداً لناظره قريب

فإن غدا لناظره قريب
………………..
يحكى أن الملك النعمان بن المنذر خرج يوما يتصيد على فرسه اليحموم فطارد حمار وحش وشذ عن رفاقه وأمطرت عليه السماء

طلب الملك ملجأ فجاء إلى بناء وجد فيه رجلا من طيء يقال له حنظلة ومعه امرأة له. فذبح الطائي له شاة وأعد له خبزا فأطعم النعمان ولم يكن يعرفه
فلما أصبح النعمان لبس ثيابه وركب فرسه ثم قال:
يا أخا طيء اطلب ثوابك أنا النعمان
قال الطائي: أفعل إن شاء الله.
…..
مضى النعمان ولحق بالخيل إلى الحيرة ومكث الطائي بعد ذلك زمانا حتى اصابته نكبة وجهد
فقالت له امرأته:
لو أتيت الملك لأحسن إليك .
ذهب حنظاة الطائي إلى الحيرة فوافق مجيئة يوم كان فيه النعمان شديد البؤس والشقاء فلما رآه قال له:
أفلا جئت غير هذا اليوم والله لو جاء لى ولدى في هذا اليوم لم أجد بدا من قتله.
يارجل : اطلب حاجتك من الدينا وسل ما بدا لك فإنك مقتول
قال الرجل :
وما أصنع بالدينا بعد نفسي وإن كان لابد فأجلني عاما من مثل ذلك اليوم حتى أعود لأهلي فأوصي إليهم وأهيئ حالهم ثم أعود إليك
قال النعمان: أقم لي كفيلا على ذلك.
فوثب إليه رجل من كلب يقال له قراد فقال للنعمان:
هو علي فضمنه إياه.
ثم أمر النعمان للطائي بخمسمائة ناقة فمضى بها الطائي إلى أهله وفلما حال على الطائي الحول وبقي من الأجل يوم قال للنعمان لقراد: ما أراك إلا هالكا غدا فقال قراد:
فإن يك صدر هذا اليوم ولى ** فإن غدا لناظره قريب
…….
وبينما كان قراد يعد للقتل إذ ظهر لهم الطائي
قال له النعمان:
ما الذي حملك على الرجوع بعد إفلاتك من القتل?..
قال الطائي: الوفاء… الوفاء ايها الملك
فعفاعنه النعمان واطلق سراحه ..
…………

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى