انغام مسافر , قصيده ع ذكر الغرام

على ذكرِ الغرام وجدتُ رُوحي —- تميل إلى الحنين بكـلِّ حين ِ
فإنـّك أنتِ من سَحَرَتْ عيوني —- و قلبيَ و الجــوارحَ بالحنين ِ
و إنـّك أنتِ من سـَـكـَنَت خيالي —- و أندى من عرفتُ بذي السّنين
فأنـَّا في البعـاد يجفُّ دمعي —- يسـيل بذي الشُّجون على الجبين ِ
——————-
فأهجــرَ كــلَّ شــيءٍ في حياتي —- عــدا ما قد رأيتُ من الغرام
و أسـقى من رحـيق الحبِّ شوقا ً —- و َأشـرب مـن كؤوسـه بالتـَّمام
أخاله من جنوني كأسَ خمرٍ —- و أنـهلُ مـن رحيقه بانتظام
و أشكـو من أنين القلب أشكـو —- و دمعي صار جمرا ً في اضطرام
——————-
غِيابُكِ مثل ســهْم ٍ صاد قلبي —- و زانَه بالجراح ِ و بالأنين
فينزفَ من دمائِه دون وقفٍ —- و يرجو من جروحه أن تلين
و رامه ذا الغرام بذا الصُّداع —- صـداعٌّ لا يبُــُّذه اســبرين
أظنـُّه مـن فِراقِكِ صار يَدمى —- و ليس سوى الوصال له ضَمين
——————-
أرى قلبي بذلك فاض عـشقا ً —- يهيم و صار جَفني في سُهادِ
يخال ُ بذي العيون أريجَ حُبِّ —- و عـشــقا ً في اضطرابٍ لا اتئادِ
يذوبُ بذي المشاعـر و الهـُيام —- كأنـّه في عـلـوٍّ و ازديادِ
حُرِمتُ النـَّوم شوقا ً طال فكري —- و منه يصير قلبيَ في اضطهادِ
——————-
نسَجْتي من أماني الحبِّ بحرا ً — غــنيّا ً بالخوطر لا يضيقُ
و يسبحُ فيه قلبي في اشـتياق ٍ — و يحلمُ بالأغاني لا يفــيقُ
فـَأَعطِه من ِجنان الحبِّ شــيئا ً — يَرَومُ به الأماني كالرَّشـيقُ
و لا ُتطِلي الغياب لكي يعود — و إلا ّ صــار كالرَّجُـل ِ الغريقُ
———————-
سَئِمتُ البُعدَ عـنكي ليت يقضي — فكيف تعيشُ رُوحي في انشـقاقِ
و قلبي في ِفراقِك زاد شوقا ً — ليجـري في ِدمائي باحتراق ِ
و إنـَّه في ِبعـادك ذاق سُـقما ً — ِشـفاؤه في جُفونك باشتياق ِ
فـَداؤه إنْ تركتِه دون رَيْبٍ — حـياتُه في وِصالك لا الفِراق ِ
——————-
أطوقُ لذا اللـّقاء أنا و قلبي — و عقلي و الجوارح في انتـظارِ
أطوق و ذا البعاد يدكُّ رُوحي — كأنـِّي و اليالي في شِــجار
فإنْ غابت عُيونك عن عيوني — َتئنُّ كأنَّ قلبي في احْتضارِ
و يروي عن شُجوني دمع عَيني — و َينـْضُبُ نبْــعُ حُلـْمي باختصارِ
——————-
كأنِّي في ظلام ٍ و اعوجاج ٍ — فأبكي في غِيابـِك بانهزام
أعيشُ بذا الغِياب حياةَ ضِيق ٍ — و قلبي في هُموم ٍ و ارتطام ِ
حياتي دون صوْتِكِ مثل قبرٍ فلا — ضوء ً أراه و لا ِوئام ِ
أكبّلُ بالقيودِ و باللـِّجام — و ُأجـلدُ بالمآسي و السَّـقام
——————-
أقـيم بذي اللـَّيالي لا أنـام — جَفَاني النـَّومُ و انـْتـُسِفَتْ عِظامي
بذاك السُّـهد قد ذابت ضُلوعي — و قد قـُذِفت بذلك في ضِرام
و غاب الضَّوءُ و انـْقشع الظـَّلام — لَتنـْغمسَ الأمانيَ في الحُطام
و ذِهني في اشـتياق ٍ لاجتماع ٍ — و رُوحي في اعْتصارٍ و انقسام
——————-
فهل من موْعدٍ يحيـا بلـُقـيا — و يزهقُ ذلك البُعــد العقيم
أطـوقُ للحظـةٍ بالحـبِّ تنمـو — ُتبلسِمُ ذلك القلب السَّــقيم
فإنّي قد سَــئِمْتُ من العَنـاء — و من وطـأةِ اللـَّيل البَهـِيم
و أعصرُ بالأنين بلا انقطاع — و دمعي يغـمرُ القلبَ الصَّريم
——————-
تشــيبُ الأمنيات بـذا الغِياب — و تذبلُ في مَنَابـِتِها الورودُ
و تبكي من مآسيَّ السَّماء — فحزْني في مســاوئه يسـودُ
و يُنـْزَعُ من عُيوني نـفح قلبي — ليُكحَلَ بالشـُّـجُون ِ و ذا الجُحودُ
أما من حدِّ للحـُزْن العقيم — أما يكفي أما عــزَّ الصُّمودُ
——————-
عَرَفتُ السـُّهدُ في تلك اللـّيالي — و ذاك الحالُ قد أضحى عسيرا
أُفـَكـِّرُ فيكِ لا نـامت عُـيوني — و قلبي صار للنـَّجوى أسـيرا
فهلْ تأتِ اللـّيالي بالوِصال — و يُدبرُ ذالك البُعْدُ المريرا
و يأذنُ ربِّي البَرُّ الرَّحيم — و يكســوني بـذا الأمل ِ الأثيرا
——————-
فقلبي يرجوَ الحبَّ الأصـيل — و يطلبُ ذلك النفحَ الحلال
و يطلبُ نورَه شغفا ً و عِشْقا — و قد عانى بذا البُعْد اعتلال
و عـاش بهَــمِّه أرقا ً و حُزْنا ً — و يحلمُ بالأماني و الدَّلال
يطوقُ إليك يا نفحَ اللـَّيالي — يطوقُ إليك يا شَـدْو الجلال

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى