انتقال القنوات… (معركة في غير معترك)!.. بقلم احمد دندش

السودان اليوم:

بالرغم من أن الكثيرين تناولوا قضية انتقال القنوات الفضائية السودانية للقمر عربسات، إلا أنهم جميعاً لم يقدموا قراءة منطقية أو حلاً نهائياً لتلك الأزمة (المفتعلة)، وأقول (المفتعلة) لأنها كذلك فعلاً، وإلا فكيف نفسر التركيز الشديد مع قناة النيل الأزرق دوناً عن سواها، ووضعها كمحور رئيسي لتلك القضية؟، مع أنه كان يفترض أن يتم التعامل معها ضمن الكتلة العامة للقضية، وألا يتم تصويرها كـ(ضحية)، وذلك لسبب بسيط جداً وهو أن القناة ليست (ضحية) ولم يتم إجبارها إطلاقاً على الانتقال لعربسات، ولم يتدخل أي مدير قناة فضائية أخرى لـ(تركيعها) كما ظل يردد البعض، حتى مدير قناة أنغام محمد عمر الذي تداول البعض أنه يقود (مؤامرة) في سبيل ذلك -والدليل على هذا أن الفاروق قام من قبل بالتوسط لإعادة قناة النيل الأزرق للبث في العام 2017 عندما تم قطع البث عنها من القمر قلفسات قبل شهر رمضان بأيام معدودة، ولم يكتفِ الفاروق بإعادة القناة للبث وحسب؛ بل قام بالترويج عن عودتها عبر شاشة قناته الخاصة أنغام!… فكيف يتم اليوم اتهامه بالتواطؤ والتآمر على النيل الأزرق؟… أليس ذلك أمر عجيب وغريب معاً..؟
القضية سادتي أبسط بكثير مما يعتقد البعض، فهي قضية (قرار) ليس إلا؛ حيث يمتلك كل مدير قناة فضائية حق تقرير انتقاله لعربسات أو بقائه في النايلسات، وذلك وفق رؤيته وقناعاته وإدراكه التام بدهاليز مجريات الأمور داخل قناته، والجنرال حسن فضل المولى رفض قرار الانتقال من هذا المنطلق، وينبغي على الجميع احترام قراره ذاك وعدم توسعة رقعة (محدودية القضية) إلى أبعد من ذلك وإيهام الناس بوجود مؤامرة تُحاك في الخفاء، لأن ذلك شيء بغيض وزرع فتنة بين القنوات الفضائية لا أكثر ولا أقل، تلك (الفتنة) التي يستفيد منها بعض الأشخاص سواء من النيل الأزرق أو بقية القنوات، وهؤلاء لا يحتاجون لمن يدرج أسماءهم ها هنا، فالجميع يعرفهم تماماً ويعرف مقاصد إشعالهم للنيران ما بين الطرفين.
أقولها اليوم -اختصاراً للجدل الكثيف الدائر- إن ما يحدث الآن في هذه القضية هو (تصعيد غير مبرر) لإشعال الفتنة ما بين قناة النيل الأزرق وقناة أنغام، وأبلغ دليل على هذا أن معظم منتقدي قرار الانتقال لعربسات يمنحون جل تركيزهم للنيل الأزرق فقط، مع العلم أن هناك قنوات أخرى أيضاً لم توافق على الانتقال لعربسات ومنها الهلال وهارموني، إذ لماذا لم يتم ذكر تلك القنوات في مجمل (المناحة الجماعية) الدائرة حالياً؟… أوليست هذه قنوات أيضاً تحتاج للدعم والمناصرة؟… أم أن الدعم والمناصرة يقتصران فقط على النيل الأزرق؟.
نحتفظ بقدر كبير من الحب لقناة النيل الأزرق (أيقونة القنوات الفضائية)، فهي ظلت على مدار سنوات طويلة تحتكر اهتمام وعشق المشاهدين وذلك لما تقدم من محتوى مميز ومختلف، لكننا لن ننضم بأي حال من الأحوال لـ(كورال المناحة) الذي يقف خلفها في هذه القضية، وذلك لأن الموضوع في الأصل لا يستحق، فهو كما ذكرت أعلاه (موضوع شخصي بحت) يخص تلك القنوات، فانتقالها لعربسات هو شأن يعنيها وبقاؤها في النايلسات أيضاً أمر يخصها وحدها، وذلك وفق ما تقتضي حاجتها ووفق ما يرى القائمون على أمرها، أما موضوع المؤامرات والحرب وخلافه، فهي (بهارات) أراد بها البعض تسبيك (طبخة العلاقات).
قبيل الختام:
رجاء لا تخدعوا الناس، ولا توهموهم بأشياء غير موجودة في الأصل، فكل تفاصيل القضية واضحة جداً، ومن يردد خلاف ذلك فهو باحث عن (منفعة شخصية) أو مؤجج لنيران الفتنة بين القنوات الفضائية.
شربكة أخيرة:
من يمتلك دليل إدانة على مدير قناة أنغام أو أي مدير قناة فضائية أخرى ولديه دليل واضح على تورطه في مؤامرة ضد النيل الأزرق فليقم بإعلانه على الملأ، ومن ينتقد الجنرال حسن فضل المولى بسبب رفضه الانتقال لعربسات فليصمت تماماً؛ فهذا الأخير أعلم بمصلحته وأدرى بما ينفع قناته مما يضرها، وهو في النهاية من يتحمل تبعات القرار الذي يتخذه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى