اليوم العالمي للسلام

السلام

يعدّ السلام من أكثر الأمور التي تسعى الشعوب جميع الأمم والشعوب إلى تحقيقها والوصول إليها، لويلات الحروب التي عانت منها على مر العصور والتي ذهبت الملايين من أرواح البشر ضحايا لها، والسلام في اللغة يعني الاستسلام والخضوع والتسليم بالأوامر والنواهي التي يخضع لها الإنسان.

من الناحية العسكريّة فإن مفهوم السلام مختلف عن ذلك؛ فهو يعني نبذ الصراعات والنزاعات والاضطرابات العنيفة والحروب بين الأمم والشعوب، وحلّ جميع المشاكل والنزاعات بعيداً عن العنف وبالطرق السلمية كالمناقشات والمحاورات، ومنذ قديم الزمان سعت جميع الحضارات إلى تحقيق السلام، كما دعت جميع الديانات السماوية إلى السلام أيضاً وخاصةً ديننا الإسلامي الحنيف، الّذي دعانا إلى تجنّب العنف والتطرف، وجعل القرآن الكريم المرجع الأساسي الذي نحتكم إليه في حل جميع المشاكل والخلافات، كما جاء في قوله جل وعلا : “وإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله”.

تحقيق السلام

وتحقيق السلام في المجتمعات يجعل أفرادها يصلون إلى الراحة النفسية والشعور بالأمان والاستقرار، وهذا ما يؤدّي إلى أن يشعر الأفراد بالعدالة، لذا فإنهم سيقومون بجميع الواجبات الموكلة إليهم على أكمل وجه، وبالتالي ازدهار المجتمعات وتطوّرها والعيش في أمن وسلام.

لأهميّة تحقيق السلام في المجتمعات قامت الأمم المتحدة بتخصيص يوم واحد في السنة للاحتفال بالسلام ويُدعى اليوم العالمي للسلام، والذي يصادف الـ21 من شهر أيلول من كل عام، وذلك من أجل تعزيز مفهوم السلام بين دول العالم، وقد اتّخذت الأمم المتحدة القرار بجعل هذا اليوم يوماً عالمياً للسلام في عام 1981، لما عانته دول العالم من المآسي التي نتجت جراء الحروب والنزاعات.

وقد تمّ الاحتفال لأول مرة بهذا اليوم في عام 1982، وبعد ذلك تمّ التصويت على هذا اليوم لجعله يوماً عالمياً لإيقاف العنف وإطلاق النار وكان ذلك في عام 2001م؛ بحيث إنّ الأمم المتحدة تدعو دائماً إلى وقف جميع الأعمال العدائية في هذا اليوم، بالإضافة إلى ضرورة نشر الوعي وثقافة السلام بين الدول وبيان أهمية أن تعيش المجتمعات في سلام والكوارث التي تنجم عن الحروب والنزاعات العنيفة.

ويتخذ اليوم العالمي للسلام شعاراً معيناً في كل عام منذ عام 2007، بحيث إنّه في كل سنة يتّخذ شعاراً مختلفاً عن السنوات الأخرى؛ بحيث يكون مفهوم الشعار مرتبطاً بالسلام وأهدافه، وقد كانت أوّل تلك الشعارات هي : “إنّ السلام هو أسمى دعوة للأمم المتحدة”، وبعد ذلك بدأ باتخاذ شعاراً مختلفاً في كل عام، إلّا أن جميع الشعارات التي اتخذها كان جل تركيزها على حقوق الإنسان والديموقراطية ونزع السلاح وحق التعبير عن الرأي، وقد كان آخر شعار اتخذه اليوم العالمي للسلام هو “سلام مستدام لمستقبل مستدام”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى