الوحده النفسيه 2019

مفهوم الوحدة النفسية Loneliness

وقد عرفه كل من :

-ويز (Weiss 1973) :

هي استجابة لغياب نوع محدد من العلاقات ، أو على درجة أدق استجابة لغياب عنصر علائقي محدد .

– سيرمات (Sermat 1978)

بأنها عبارة عن الفرق بين أنواع العلاقات الشخصية التي يدرك الفرد انها لديه في وقت ما ، وتلك العلاقات التي يود أن تكون لديه بالاسترشاد بالخبرة السابقة أو بخبرة مثالية لم يسبق له معاينتها في حياته .

– كوبستانت (Kubistsnt 1981)

بأنها المشاعر الناتجة التي تعكس افتقار الشخص لشيءٍ ما في حياته ، أو كون الشخص لا يعالج حالات أو ظروف معينة معالجة صحيحة .

– قشقوش 1983

بأنها حالة نفسية يصاحبها أو يترتب عليها كثير من صنوف الضجر والتوتر والضيق لدى كل من يشعر بها أو يعانيها .

الرازي 1983

(الوحدة) تعني في اللغة : (الإنفراد) أي أن يكون الرجل في نفسه منفرداً والوحيد أي (المنفرد) يقال توحد فلان برأيه أي تفرد به ، وفلان (واحد) أي لا نظير له .

– بيرنز Burns , 1985) ):

هي حالة من حالات تترتب على أفكار الفرد نفسه وتنشأ عنها ، أي ان الفرد يحتاج لشريك يحبه ويجعله يشعر بالبهجة والأمان والقدرة على الإنجاز .

– خضر والشناوي1988

بأنها الدرجات المرتفعة على مقياس الشعور بالوحدة المستخدم ، والشخص الوحيد هو الذي يشعر بأنه غير منسجم مع من حوله وأنه محتاج لأصدقاء ويغلب عليه الاحساس بأنه وحيد وأنه ليس من جماعة أصدقاء .

– الساعاتي 1990

هي شعور الفرد بأنه غير منسجم مع الآخرين ، وانه بحاجة إلى أصدقاء ، وأنه ليس هناك من يشاركه أفكاره واهتماماته ، ويمتلكه احساس بأنه وحيد ، ويشعر باهمال الآخرين ، وهو ليس جزءاً من جماعة من الأصدقاء ، وإن الناس مشغولون عنه ، وان علاقاته بالآخرين لا قيمة لها .

– عبد الرحيم 2001

بأنها عملية إدراك ذاتي ناتجة عن شعور الفرد بوجود فجوة في علاقاته الاجتماعية، وهي خبرة غير سارة تصاحبها مشاعر العزلة والخوف والانطواء والوحشة والاغتمام حتى في حالة وجوده مع الآخرين .

– المشهداني 2004

حالة نفسية يشعر فيها الفرد بنقص في العلاقات الاجتماعية ، وأنه غير منسجم مع من حوله وأنه ليس جزءاً من جماعة ، وأنه مهمل من الآخرين . ويشعر أنه وحيد ، ولا يجد من يشعر معه بالود والصداقة . والمظهر الأساسي للوحدة هو الوحشة .

– روكاتش (2004 Rokach):

الوحدة النفسية هي خبرة ذاتية ( ( subjective- experience قد يعاني منها الفرد على الرغم من وجوده مع غيره من الناس عندما تخلو حياته من علاقات اجتماعية مشبعة بالألفة والمودة .

– جودة 2005

الوحدة النفسية خبرة شخصية مؤلمة يعيشها الفرد نتيجة شعوره بافتقاد التقبل والحب والاهتمام من قبل الآخرين بحيث يترتب على ذلك العجز عن إقامة علاقات اجتماعية مشبعة بالألفة والمودة والصداقة الحميمة وبالتالي يشعر الفرد بأنه رغم انه محاط بالآخرين

وكما يشير العالم ود Wood, 1987) ) مهما اتفقت وجهات النظر أو اختلفت في تحديد الوحدة النفسية ووضع الأُطر المفاهيمية لها ، فان البحث فيها يحتاج إلى معرفة المزيد عنها ، وإلى اختيار فكرة الاتصال والحاجة إلى العلاقات التي لم تحض بالاهتمام الذي تستحقهُ .والشعور بالوحدة النفسية خاصية مرادفة للانعزال عن الجماعة ، ويكون فيها الفرد غير سعيد وتصاحبها مشاعر الحاجة إلى الرفقة والعشرة .

يرى فايس 1973 أن الوحدة النفسية تنجم عن العزلة الاجتماعية وتكون نتيجة انعدام الروابط الاجتماعية وتعتبر خبرة مؤلمة يصاحبها أعراض التوتر والاكتئاب وعدم الراحة.

كما اشارت
دراسة مولينز وآخرون (1991،Mulling) والتي هدفت الى التعرف إلى طبيعة العلاقة بين الوحدة النفسية و العزلة الاجتماعية على عينة مكونة من (1005 ) فرد و قد توصلوا إلى أن الأفراد الذين يعيشون بمعزل عن الأصدقاء وبمعزل عن أفراد الأسرة كانوا أكثر إحساسا بالوحدة النفسية.

ومن أعراض الوحدة النفسية ، الشعور بالعزلة ، والاكتئاب ، والاغتراب والوحشة حتى في حضور الآخرين والانطواء .

يتضح أن هناك تداخلاً بين مفهوم الوحدة النفسية وبين كل من مفهوم الاغتراب والانعزال والاكتئاب والانطواء ،وان لكل من هذه المفاهيم عناصر مكونة ، أو تسهم في تكوين الوحدة ، وان من الخطأ استعمال أي من هذه المفاهيم منفصلة للتعبير عن الوحدة النفسية وفيما يأتي توضيح لهذه المفاهيم:

أ- الاغتراب (Alienation) :

وهو اضطراب نفسي يعبر عن اغتراب الذات عن هويتها وعن الواقع والمجتمع ، وهو غربة عن النفس وعن العالم ، ومن أهم مظاهره (العجز ، اللاجدوى ، أللانتماء ، الانسحاب ، الانفصال ، السخط ، الرفض ، العنف ، احتقار الذات ، كراهية الجماعة، والتفكك) ولها عدة أشكال منها الاغتراب الديني ، الاغتراب الفكري ، والاغتراب الاجتماعي ، والاغتراب الثقافي ، والاغتراب التقني ، والاغتراب التعليمي .

ب- الاكتئاب (Depression)

ينشأ الاكتئاب نتيجة للتعب الانفعالي ، ويمكن إن تكون خبرة محطمة ، وقد تكون تعبيراً عمّا يعانيه الفرد من إرهاق . كما يشير (حامد زهران 1977) إلى إن الوحدة النفسية تُعد أحد أسباب الاكتئاب ، وتمثل عرضاً من أعراضه .

جـ. الانعزال (Isolation)

هو عدم الاتصال بالجماعات البشرية بسبب عوامل جغرافية أو اجتماعية ، ويعني عدم مشاركة الفرد في شؤون الجماعة لعدم قدرته أو رغبته في ذلك .

وتتمثل حاجة الفرد للاختلاء بنفسه حاجة ملحة أخرى ، وقد يشعر الفرد المنعزل بالقلق المفرط إذا نظر إليه الآخرون ، ويؤدي الاكتفاء بالذات والاختلاء بالنفس إلى تطمين حاجته البارزة في الاستقلال التام بذاته .

وتمثل العزلة النواحي الأكثر إيجابية لكون الشخص وحيداً . فالوحدة إما أن تكون حالة كيانية مرتبطة بحضور الشخص نفسه ، أو حالة عقلية .

كما إن الوحدة النفسية مختلفة جدا عن العزلة.فالشخص يمكن إن يشعر بالوحدة في الزحام. في الواقع يكون الآلف الناس في الوسط السكاني الحضري الكثيف محبطين من الوحدة وتتضمن الوحدة عدم القدرة على كسر الحواجز الاجتماعية والذهنية التي يحيط الناس أنفسهم بها ولكن الوحدة قد تؤثر على الناس مثلما تؤثر العزلة الاجتماعية عليهم .

د- الانطواء :

هو نمط من أنماط الشخصية ، والمنطوي فردٌ يُؤثر العزلة والاعتكاف ، ويجد صعوبة في الاختلاط بالناس ، يقابل الغرباء بحذر وتحفظ وهو خجول ، شديد الحساسية ، يجرح شعوره بسهولة ، وكثير الشك ، ويكلم نفسه ، يستسلم لأحلام اليقظة ، يهتم بالتفاصيل ويضخم الصغائر ، دائم التأمل في نفسه وتحليلها . ، ولديه رغبة في الانعزال والوحدة ، ويتجنب التماس مع الواقع إلاّ بأقل قدر لازم .

وأشارت نتائج الدراسات نيجو (Nigro 1988 ) :أن كلاً من الوحدة النفسية والاكتئاب ، يرتبطان بأساليب عزو متماثلة ، وسمات شخصية معينة وان كليهما يظهر تأثيرات مستقلة ، أحدهما عن الآخر.

أما دراسة (ويكس وآخرين Weeks, et. al, 1980) فأشارت إلى وجود علاقة إيجابية بين الوحدة والاكتئاب.

– أشكال الوحدة النفسية Forms of Loneliness

إن ظاهرة الوحدة النفسية تفتقر إلى الدراسات والمجالات التي هدفت إلى تحديد أنواع وأشكال الوحدة النفسية ، بسبب قلة الكتابات والمعالجات النظرية التي تناولت هذه الظاهرة.

1- الوحدة العاطفية (Emotional Loneliness)

تنشأ جرّاء الافتقار إلى صلة حميمة ووثيقة بشخص آخر ، فالأفراد الذين قد انفصلوا عن أزواجهم بالوفاة أو أنهوا علاقة طويلة ، يعيشون هذا النوع من الوحدة النفسية .

وكذلك فقدان العلاقات الودودة والحميمة بشخص معين ، كالوالدين ، أو شريك يشاطر الشخص تجاربه العاطفية العميقة ، ويشاركه السكن ، ويتحمل معه أعباء ومسؤوليات العمل التي لا يستطيع أن يتحملها بمفرده ، قد تؤدي إلى الشعور بالوحدة العاطفية .

2- الوحدة الاجتماعية (Social Loneliness)

أما هذا النوع من الوحدة فينشأ من الافتقار إلى شبكة من العلاقات الاجتماعية ، يكون الفرد فيها جزءاً من جماعة الأصدقاء ويتشاطر معهم مصالح واهتمامات مشتركة والأفراد الذين ينتقلون منذ فترة قصيرة إلى بيئة اجتماعية جديدة (كمدينة جديدة أو عمل جديد) يعيشون هذا النوع من الوحدة .

حيث ان من يفتقد مجموعة من الأصدقاء والأشخاص الذين كانت تربطهم به صداقات أو علاقات اجتماعية بسبب الانتقال إلى مكان جديد او تغيير سكن او غيرها ، فإن الفرد في هذه الحالة وبحسب تصنيف (ويز) يتولد لديه شعور بالوحدة الاجتماعية .

ويعتمد تصنيف (ويز) للوحدة النفسية على اعتقاده القائل ان الأنواع المختلفة من العلاقات تُشبع حاجات مختلفة أو تقدم ظروف اجتماعية مختلفة .

ويعد تصنيف (ويز) الأنموذج السائد حالياً ويلقى قبولاً أكثر من غيره من النماذج . إلاّ أنه لا يعني أفضل النماذج . فقد افترض ماوستاكاز (1961) وجود الوحدة النفسية الوجودية فضلاً عن النوعين اللذين جاء (ويز) على ذكرهما .

أما ميز فايس Weiss بين شكلين من إشكال الوحدة النفسية

– الوحدة النفسية الناشئة عن الانعزال الانفعالي Emotional -isolation) )

ناتج عن غياب الاتصال والتعلق الانفعالي

– الوحدة النفسية التي تنجم عن العزلة الاجتماعية Social – isolation))

ناتج عن انعدام الروابط الاجتماعية

– أما العالم يونج Young ميز بين ثلاثة إشكال أخرى للوحدة النفسية وهي : –

– الوحدة النفسية العابرة Transient))

والتي تتضمن فترات من الوحدة النفسية على الرغم إن حياة الفرد الاجتماعية تتسم بالتوافق .

– الوحدة النفسية التحولية : (Transitional )

وفيها يتمتع الفرد بعلاقات اجتماعية طيبة في الماضي القريب ولكنه يشعر بالوحدة النفسية حديثا نتيجة تعرضه لبعض المتغيرات المستجدة مثلا وفاة شخص عزيز …

– الوحدة النفسية المزمنة Chronic) )

والتي قد تستمر فترات طويلة تصل إلى سنين وفيها يفقد الفرد الشعور بالرضا فيما يتعلق علاقاته الاجتماعية .

– أما قشقوش فقد قدم لنا تصنيفاً مبنياً أساساً على تصنيف (ويز) في دراسة (1983) ويتضمن ثلاثة أشكال للوحدة النفسية ، إذ يشير إلى ان الإحساس بالوحدة النفسية ، يمكن أن يتخذ واحدة من صور وأشكال متعددة تتضمن

أولاً : الوحدة النفسية الأولية

وتوصف بأنها سمة سائدة أو منتشرة في الشخصية أو بأنها اضطراب في إحدى سمات الشخصية وهي ترتبط او تتصاحب في الحالتين بالانسحاب الانفعالي عن الآخرين.

ويشير قشقوش (1983) إلى وجود منحنيين لتفسير مقدمات الإحساس بالوحدة النفسية الأولية :

الأول يعرف بالمنحنى النمائي ، حيث ان اضطراب التفاعل الاجتماعي يعزى إلى وجود تباطؤ أو تخلف في التتابع الطبيعي لنمو الشخصية .

أما المنحنى الثاني ويعرف بالمنحنى النفسي الاجتماعي حيث تعزى أسبابه الى وجود عجز أو قصور في الوظائف التي تحكم عملية التفاعلات المتبادلة .

ثانياً : الوحدة النفسية الثانوية

يتمثل هذا الشكل من أشكال الإحساس بالوحدة النفسية بحرمان الفرد من العلاقات العاطفية والحميمة ، ويحدث فجأة استجابة من جانب الفرد لحرمان مفاجئ يطرأ في حياته من أفراد آخرين ، يعدهم ذوي أهمية لديه ، ويظهر هذا الشكل عقب حدوث مواقف في حياة الفرد ، كالطلاق ،والترمل ، وتمزق أو تصدع علاقات الحب والحنين للأسرة والوطن.

ثالثاً : الوحدة النفسية الوجودية

يعد الإحساس بالوحدة النفسية الوجودية هو حالة إنسانية طبيعية في نظر الكثير من كتاب المدرسة الوجودية ، إذ يعدون هذا الإحساس بمثابة حالة حتمية يتعذر الهرب منها مثل ماي (1953) فروم (1959) وموستكاز (1961) .

أما كيوبستانت Kubistant, 1981) ) : فيتفق معهم في إن الوحدة الوجودية هي الحالة التي تعكس الكيانية الفريدة من نوعها للشخص ، التي تحدد الأبعاد الوجودية للذات الإنسانية ، ومجالات الوحدة النفسية الوجودية تُعد مألوفة في الحياة .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى