الوحدة: مميتة أكثر من السمنة؟ 2019

هل خطر لك قبل اليوم أن الشعور بالوحدة قد يتجاوز مجرد كونه مشاعر حزينة تمضي لحال سبيلها بعد فترة؟ الأمر قد يكون أخطر مما تتصور، وقد يتسبب حرفياً بالموت! اقرأ الخبر لتعرف أكثر.

كشفت دراسة قام بها الباحثون مؤخراً في جامعة بريغهام يونج (Brigham Young University) في الولايات المتحدة الأمريكية، عن خطر جديد قد يكون مميتاً أكثر من السمنة وقد يرفع نسبة الوفيات في العالم ويؤثر عليها أكثر من السمنة، وهذا الخطر يتمثل في: الوحدة، والعزل الاجتماعي.
وكشفت الدراسة أن الوحدة والعزل الاجتماعي قد تزيد وبشكل كبير من الوفيات المبكرة بنسب تصل 50%. وجاء هذا الكشف الصادم بعد أن كان الباحثون قد أعلنوا في وقت سابق أن السمنة تؤثر سلباً على أكثر من ثلث الأفراد البالغين في الولايات المتحدة فقط! الأمر الذي كان بمثابة ناقوس إنذار في قطاع الصحة العامة، وذلك قبل الكشف عن ناقوس خطر أكبر عندما نوه الباحثون إلى تأثير الوحدة الذي اعتبروه أكثر خطورة من السمنة.
وبينما يتم أحياناً المزج بين المصطلحين، إلا أن الوحدة تختلف تماماً عن العزلة الاجتماعية، فعلى سبيل المثال، العزلة الاجتماعية هي انخفاض نسب التواصل والاحتكاك بالاخرين بشكل كبير، أما الوحدة فهي شعور الفرد بأنه معزول عاطفياً عن الاخرين حتى لو تواجدوا حوله.
وجاءت نتائج هذه الدراسة إثر قيام الباحثين بتحليل معطيات دراسات كثير سابقة تناولت العلاقة بين الوحدة والعزل الاجتماعي والموت. وأظهرت هذه الدراسات أن:

خطر الوفاة المبكر ينخفض بنسبة 50% لدى البالغين الذين لديهم علاقات اجتماعية نشطة مقارنة بأولئك الموجودين في عزلة اجتماعية دائمة.
الوحدة والعزل الاجتماعي والعيش وحيداً كانت عوامل خطورة ساهمت بحدوث وفيات مبكرة بنسبة تعادل وتتفوق على السمنة وبعض المشاكل الصحية الخطيرة!

وظهرت العديد من الدراسات في عام 2016 التي أشارت إلى تأثير الشعور بالوحدة على الصحة العامة للفرد، فقد أظهرت إحدى الدراسات وجود علاقة محتملة بين الوحدة و أمراض مثل الزهايمر، كما أظهرت دراسة أن العزل الاجتماعي قد يتسبب في التقليل من قدرة مرضى سرطان الثدي على مقاومة المرض.
فهل نحن على أبواب انتشار مرض جديد علينا عدم الاستهانة به وهو وباء الوحدة (Loneliness epidemic)؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى