الوجه الآخر للمغدور جمال خاشقجي .. رينيه نبعة

السودان اليوم

خاشقجي هو أحد أفراد النخبة المحظية بخدمة العائلة المالكة في السعودية، ولم يشتهر خلال أداء وظيفته الطويلة بدفاعه عن الديمقراطية وحقوق الانسان بل تصدّر من موقعه المدافع عن الحكم السعوديي اتهام المعارضة الديمقراطية في بلدان أخرى كسوريا بأنها اتباع النظام لارضاء السعودية في حملة التعبئة ضد سوريا.

كرر خاشقجي الاتهام نفسه حين اعترضت المعارضة الديمقراطية على مشاركة المجموعات المتطرفة في المؤتمر العام للمعارضة السورية الذي انعقد في الرياض تحت رعاية سعودية عام 2015. وكتب الصحافي السعودي كثيراَ عن تجربته في الحرب ضد السوفييت بأفغانستان، بصفته مساعد الأمير تركي بن فيصل.الذي كلّفه باختراق “الأفغان العرب” بصفته مقربا وموثوقاً من “الجهاديين” الذين تدعمهم أميركا والسعودية

صديق أميركا الوفي عقد خاشقجي علاقات متينة مع وكالة الاستخبارات لأداء دورالوساطة مع المعارضين السعوديين الشيعة. وتمتّنت هذه العلاقات بين الطرفين في التسعينيات من القرن الماضي، عندما كلفه الأمير تركي بن فيصل مع اثنين من التركمان السعوديين مناقشة المعارضة السعودية اللاجئة في الولايات المتحدة، لاقناع بعض قيادة هذه المعارضة للعودة إلى السعودية.

مسار بن فيصل اتاح لخاشقجي فتح قنوات جديدة مع حلفائه الأميركيين، في إطار مهمته كسفير للسعودية في اشنطن.

لقد تُوّجت مهمة خاشقجي بالنجاح مع عودة أعضاء ما يسمى ” المنظمة السعودية لحقوق الانسان” إلى السعودية.

تركي وأخوه خالد حافظا على أفضل الاتصالات مع خاشقجي، المكلف بالتواصل مع المعارضة الإيرانية، فضلاً عن خطواته الهادفة إلى تطبيع العلاقات بين إسرائيل والمملكة السعودية.

مع اندلاع الربيع العربي عام 2011، عوّل خاشقجي على الإخوان المسلمين، الذين يراهنون على السلطة. إلاّ أنّ نشوة خاشقجي كانت على مدى قصير مع تعاقب الانتكاسات التي سجلتها جماعة الإخوان المسلمين وتدهور قوتها في معظم الدول العربية: خسارة حزب النهضة للسلطة في تونس، عزل الرئيس محمد مرسي من السلطة في مصر. وفي هذه الفترة تعرّض خاشقجي لا نتكاسة مزدوجة في خارج السعودية وفي داخلها حين فقد حماية العائلة المالكة بعد تنحية أولاد فيصل بموت سعود الفيصل، وتنحية بندر بن سلطان. وجد خاشقجي نفسه إذاً خارج دائرة السلطة التنفيذية في السعودية، ولا يحظى بثقة فريق الإدارة الجديد هناك، على الرغم من الخدمات الكبيرة التي قدمها للسلالة الوهابية.

أصبح خاشقجي خارج اللعبة وقرر نفي نفسه تجاه الولايات المتحدة. فخبرته الكبيرة بشؤون شبه الجزيرة العربية وأروقة السلطة السعودية مكّنته من أن يكون معتمداً ككاتب في صحيفة “واشنطن بوست”.

عمل من داخل واشنطن، متنسّكاً في كتاباته عن السعودية، رافضاً توصيفه بالـ”معارض”، وانتقد بخجل و بمقاييس موزونة مقاطعة قطر. لكنه ناصر بحماس الحرب على اليمن وسوريا، إلاّ انّ حماسته خفّ لهيبها حين اكتشف أنها من دون أفق رابح للسعودية مع طول أمد الحرب، وأعرب عن قلقه من خسارة السعودية في الكلفة البشرية والاقتصادية.

من مكانه في المنفى في أميركا، ضاعف خاشقجي حركته نحو تركيا، وأقام علاقات مع قادة الحزب الحاكم. إلاّ أنّ المخابرات التركية كان يحدوها ريبة من الصحافي السعودي، لما تملكه من معلومات سرّية سابقة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى