الواقعية و الإستحالة.. بقلم امير عوض

السودان اليوم:
خبراء اللعبة حددوا فترة الإعداد الرئيسية للموسم بفترة ستة أسابيع بالتمام و الكمال.. و خلالها يخضع الفريق لإعداد بدني و جرعات حمل بدنية عالية لتكون علوق شدة للفريق بعد مرور أسابيع الدوري الأولي.
فرقة المريخ الحالية بدأت إعدادها لهذا الموسم في يوم (٢٢/١٠) و قبل إنقضاء أسبوع واحد علي إنطلاقة صافرة الإعداد سافر الفريق لدولة الأمارات ليشارك في مباراة قمة درع مئوية الشيخ زايد رحمه الله تعالي و التي أُقيمت يوم (٢/١١) تحديداً أي بعد عشرة أيام فقط من بداية الإعداد!!
و كأي مباراة قوية يلعبها فريق بلا إعداد فقد خلفت قمة أبوظبي كميات هائلة من الإصابات وسط اللاعبين لدرجة إرتفاع عدد المصابين بعدها للرقم عشرة!!
عشرة لاعبين مصابين غادروا معسكر الفريق بأمارة العين من أجل تلقي العلاج في إمارة دبي علي يد إبن المريخ البار الدكتور جار النبي و كانت هذه الرحلة هي نهاية علاقتهم بفترة الإعداد للموسم الشاق و المضغوط للحد البعيد.
علي ما أذكر فالفريق أدي أول تدريباته في العين بحضور ١٦ لاعب فقط من بينهم ٣ حراس بالاضافة للبرازليين الغير مسجلين في كشوفات الفريق!!
هذا هو العدد الذي كان متاحاً أمام الجهاز الفني في معسكر العين.. و هذه هي التشكيلة التي لعبت مباراة الحمرية حيث إضطر الزولفاني لإشراك اللاعبين البرازليين في المباراة الودية الإعدادية برغم علم الجميع بأنهما غير مسجلين و لن يفيدا المريخ!!
و للأسف فقد كان معسكر العين القصير من أفشل فترات المعسكر الإعدادي ككل بسبب الفشل في إيجاد تجارب إعدادية علي مستوي مرتفع بالإضافة لتشبث الإدارة بأمل اللعب ضد نادي العين و الذي كان مستحيلاً بحسب علم كل المتابعين (ما خلا الإدارة) التي رفضت مباريات أخري كانت ستعين الفريق خلال معسكره الإعدادي القصير للغاية.
و حتي بعد عودة الفريق من الأمارات فقد رفض الجهاز الفني خوض أي لقاء إعدادي ضد أي فريق من الممتاز و إكتفي الزولفاني بالتدريبات خوفاً من تفاقم حالة الإصابات المتفشية وسط لاعبيه جرآء المعسكر (المكلفت) و بسبب إقتراب موعد مباراته ضد الإتحاد الجزائري و من ثم الخرطوم الوطني ثم الأفاعي اليوغندي.
حتي مباراة الإتحاد التي كسبها المريخ فقد شكلت خصماً هائلاً علي الفريق ككل بعد أن إستنزفت كامل طاقته عبر الجهد الخرافي الذي بذله الفريق خلال التسعين دقيقة ضد فريق مكتمل الإعداد و يلعب بإنتظام في دوري بلاده لأسابيع عدة.
ببساطة فهذا هو حال الفرقة المريخية المتنازعة بين سوء الإعداد و تمدد سيل الأمنيات لدي المحبين الذين يطالبون بالفوز و العروض السينمائية في كل مباراة و يزيدون فوق ذلك كيل بعير بضرورة إشراك فلان و علان في كل مباراة بدون أن يدروا خفايا إتباع الجهاز الفني لمبدأ المداورة و ضرورة ذلك في هذا التوقيت الحساس من بداية الموسم.
لهذا علينا أن نكون واقعيين.. و أن لا نطلب المستحيل بضرورة الإنتصار في كل المنافسات.. فسواء رضينا أم أبينا ففرقتنا غير مكتملة الجاهزية و لن تقو علي إنجاز كل المطلوب منها لأن ذلك يُعد ضرباً من المستحيل.
و بمزيد من التبسيط.. فمع مرور الأيام و الأسابيع ستتصاعد قوة و جاهزية الفرقة الحمراء بسبب توالي المشاركات و إرتفاع منسوب اللياقة البدنية.. و حتي ذلك الحين فسيجد الجهاز الفني نفسه مضطراً علي القفز فوق الظروف و إجراء المداورة تفادياً للإصابات و الرهق و الأكيد أن النتائج الأولية ستشهد تذبذباً واضحاً قبل أن تجد الإستقرار في النهاية.
ما يلينا كمحبين هو ضرورة تقدير ظروف الفريق الإستثنائية و ذلك بالدعم المتواصل و إسكات المحبطين بيننا و الوقوف خلف الفريق خلال مبارياته القادمة و بث القوة و التشجيع وسط اللاعبين حتي يقوي الفريق علي الوقوف في وجه أعدائه و يحقق حلمنا جميعاً بالمضي قدماً نحو منصات التتويج بحول الله.
*نبضات متفرقة*
علي الزولفاني أن يلعب في البطولات المطروحة أمامه بذكاء و حُسن تقدير بدون تشتيت الجهد في كل الجبهات.
مباراة الأربعاء مهمة و فيها سيتحدد قدرة الفريق في مواصلة الحراك الأفريقي ضد الأفاعي اليوغندية.
المريخ يحتاج لفوزٍ كبير و مريح قبل لقاء العودة في الخامس من ديسمبر.
الزولفاني سيلعب مبارتي الأفاعي و في باله لقاء مهم و حاسم أمام السوساطرة في العاشر من نفس الشهر.
المريخ سيلعب ضد الأفاعي يوم الأربعاء ثم يغادر ليوغندا لملاقاة الأفاعي في الخامس من ديسمبر ثم ليعود للوطن ليغادر للجزائر لملاقاة الإتحاد الجزائري في العاشر من ديسمبر!!
لا سبيل أمام مجلس الإدارة سوي بإستئجار طائرة خاصة لتقل الفريق ليوغندا و منها للجزائر.
أي سفر عبر خطوط الطيران العادية سيعني المزيد من الرهق لفرقة أنهكها التعب و أهلكتها الإصابات.
*نبضة أخيرة*
هنالك المهم.. و هنالك الأهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى