النفس والوردة والناس !!

النفس والوردة والناس !!

بسم الله الرحمن الرحيم

::
::

ها أنا أطل عليكم عبر نافذة

من نوافذ بوح المبدعين، أحاول

أن أبدع كما تبدعون !! يريد قلمي

أن يصل إلى أذواقكم الرفيعة،

ليس مجاراةً لها بل ليتعلم منها

وينهل من بحار كلماتكم الرائعة

وعذوبة ماتملكونه من حروف ،،،

النفس والوردة والناس

أريد أن أرسم لوحة خيالية استوحيت

ملامحها ممن حولي من البشر، وتخيلت

ألوانها من تجارب الحياة بحلوها ومرّها !!

سرحت بفكري بين مئات الأنفس البشرية،

وإذا بي استرجع ما رأيته وما سمعته

عن حال تلك الأنفس، كيف أن بعضها طيب

وبعضها الآخر خبيث !! كيف أن الخير

أحياناً يقمع الشر ويُزيحه، وأحياناً

الشر هو من يطغى على الخير فيها !!

النفس والوردة والناس

ألوان مختلفة ومتباينة من أنفس

البشر أثارت دهشتي واستغرابي !!

رجعت بمخيّلتي إلى الوراء إلى

حين ولادة الإنسان عندما يخرج

من رحم أمه الحنون ليدخل بعده

حياة جديدة يقابلها بإبتسامة

عذبة امتزجت ببراءة الطفولة،

يصبح كوردة جملية ناعمة فَرَدت

أوراقها للحياة، تجعل الدنيا

جميلة في عين من يراها !!

تنمو هذه الوردة وينمو معها

حبها للناس، تأمل ممن حولها

أن يعتنون بها وبجمالها، تظن

أن الجميع بصدقها، تظن أنهم

بطهرها !! تتجمل لمن يقترب منها

وتنعشه برائحة زكية من أعماقها …

ثم وبلا سابق ميعاد وبعد ما قدمته

من خير تفاجأ بمن يقطفها لا من

يعتني بها، بمن يغدر بها لا من

يصدق معها، تتبعثر أحلامها وآمالها !!

لا تعلم هل تشكو من قسوة الزمن

أم تـئن من ظلم البشر وخيانتهم !!

النفس والوردة والناس

وبعد فترة من غدر الناس لهذه الوردة

الجميلة(النفس البريئة) تذبل أوراق

وردتنا الطاهرة ويبدأ جمالها بالتلاشي

وينتثر الشوك عليها، لتصبح وردة شوكية

سيئة إمتلأت بالشوك والشر !! ثم يصبح

إنتزاع ذلك الشوك منها صعباً، ويستحيل

تقويم إعوجاجها وإرجاعها إلى سابق عهدها !!

النفس والوردة والناس

هكذا أرى أنفس البشر، تبدأ جميلة كما

بدأت وردتنا السابقة وتختلف النهاية

بإختلاف من تعاشر من الناس !! إن هم أهل

خير وصلاح أسعدوها وأصلحوا حالها وحياتها،

وإن كانوا مفاتيح للشر أشقوها وأفسدوا

حالها وحياتها إلا أن ينقذها الله برحمته !!

النفس والوردة والناس

لذلك يجيب عليّ وعليك أن نبحث عن الخير،

ونحذر ونتقي شر من حولنا لكي لا تملأنا

الأشواك كما ملأت تلك الوردة المسكينة ..!!

::
::

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى