المنفى ..!!

:: ومن أخبار صحف الجزائر، ما يلي: قررت الحكومة الجزائرية ترحيل بعض اللاجئين السوريين إلى السودان، وذلك استجابة لضغوط الناشطين ولما يهدد حياة هؤلاء اللاجئين في حالم ترحيلهم إلى بلادهم.. وقال الناشط والعضو في الرابطة الجزائرية لحقوق الإنسان، سعيد بودور، لموقع العربي الجديد: (السلطات الجزائرية رحلت السوريين – 34 – إلى الخرطوم، بعدما كان مقرراً ترحيلهم إلى سوريا)، وأن عملية الترحيل إلى السودان تمت بطلب ورغبة من اللاجئين السوريين..!!

:: هؤلاء كانوا في طريقهم إلى أوروبا، ولكن احتجزتهم السلطات الجزائرية لمخالفتهم قانون الهجرة، ثم قررت ترحيلهم إلى بلادنا.. وكما تعلمون فإن بلادنا كما أستراليا سابقاً.. إذ يبدأ تاريخ تأسيس أستراليا بالعام (1788م)، حيث استقبلت فيه أرضها أول سفينة بريطانية محشوة بالسجناء غير المرغوب فيهم.. وكاد السجناء المنفيون يطمسون ثقافة سكان أستراليا ويحتلون كل الأرض لو لا معارضتهم ورفضهم لتحويل بلادهم إلى منفى السجناء في العام (1850 م)..!!

:: ويبدو أن تاريخ تأسيس السودان الجديد – على النهج الأسترالي – قد بدأ الآن بأمر السلطة وصمت المجتمع وغفلة الإعلام.. إذ هناك توجيه رسمي لمؤسسات الدولة، بما فيها ذات الصلة بالهجرة، وكذلك التعليمية والصحية، بمعاملة اللاجئين السوريين واليمنيين كمواطنين.. وهذا ما يحدث حالياً، إذ بفضل سياسة الحكومة، تساوينا جميعاً – أجانب على مواطنين – في كل أصناف وصفوف المعاناة المسماة عند الآخرين بالحقوق.. وأصبحنا شركاء في ضنك الحياة، ولا فضل لمواطن على لاجئ إلا بالتمرد ثم التفاوض ثم قسمة السلطة والثروة مع الحزب الحاكم..!!

:: وعليه، مرحباً باللاجئين المخالفين للقانون الجزائري في المسمى سابقاً (بلادنا)، وأهلاً بكل من يخالفون قوانين دول العالم في المسمى سابقاً (بلادنا).. نعم سابقاً، بحيث لم تعد بلادنا بعد استباحتها بهذا الوضوح.. وأهلاً بكل المخالفين في (ضل الدليب)، أي في الوطن الذي تطرد سياسات ساسته شعبه إلى منافي اللجوء والاغتراب والهجرة بالملايين على مدار العام، ويستقبل الآخرين – بمئات الآلاف – بكل الترحاب لحد المساواة في المسماة بحقوق المواطنة….!!

:: ومع نزيف الهجرة السودانية، فإن استقبال كل لاجئ يخالف القانون بكل هذا الترحاب، قد يكون استراتيجية مراد بها (إحلال وإبدال)، أي تفريغ البلاد من شعبها ثم شحن البلاد بالشعوب الأخرى.. ولكن لحفظ إحلال النوع السوداني من الانقراض، نقترح نفي ما تبقى من الشعب ليتجنسوا بجنسيات دول المهجر واللجوء، ثم يعودوا – مع لاجئي الدول العربية والإفريقية- كأجانب، ليجدوا الترحاب والصدر الحنون من قبل حكومة بلادهم (سابقاً)، فيستقروا ويشكلوا نواة الشعب السوداني (من جديد)..!!

:: وعلى كلٍّ.. الإنسانية (شيء) والعبث بسيادة الأوطان (شيء آخر).. ومُعيب للغاية أن يتم إبعاد كل مخالف للقانون – من الجزائر وغيرها – إلى بلادنا.. وقبل الجزائر، أبعدت دول الخليج نفراً منهم – لمخالفتهم حزمة قوانين منها قوانين الإقامة – إلى بلادنا، ولكن أعادتهم سلطات مطار الخرطوم ورفضت دخلوهم، وليس هناك ما يمنع العودة والدخول عبر مداخل اللاجئين ذات الأبواب المشرعة (بلا ضوابط).. بالنظم والضوابط تستقبل الدول اللاجئين، وليس بالفوضى والعبث.. ومن العبث تحويل بلادنا إلى (سجن العرب)..!!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى