المكسرات .. تحمي القلب وتخفض الكولسترول

النباتات تعمل بجهد وتفان على استخلاص المعادن من التربة، وتعمل طوال

الوقت على إنتاج الفيتامينات والبروتينات والدهون والسكريات، ثم تقوم بتركيز

كل ذلك في الكتلة الصغيرة لعبوة ثمارها المحتوية على البذور. أفلا يكون من

العقل والحكمة أن نتناول تلك الثمار كعبوة غذائية عالية القيمة والفائدة لنمو

أجسامنا ومنع إصابتها بالآفات؟

الإجابة بلى، وألف بلى! والمكسرات أحد المنتجات الطبيعية التي تسعى أصناف

معينة من النباتات إلى إنتاجها، وتستغرق جهد عام كامل في سبيل ذلك. وقد

حاولت الدراسات الطبية ونجحت في التعرف على مكوناتها العالية القيمة، وأثبتت

جدوى تناولها في الوقاية من الأمراض المهمة، خاصة شرايين القلب.

النباتات لا تقوم بجهودها تلك عبثا، بل ربما غايتها الأولى هي تقديم عبوة

صغيرة ومركزة من العناصر الغذائية الثمينة، كي توفر للبذور ما يعينها على

النمو من جديد لتكوين نباتات جديدة. ونحن البشر وُهبنا هذه الهدايا المتوافرة في

الطبيعة وكل ما علينا هو تناولها كمنتجات طبيعية بحكمة واتزان وتنويع.

واحدة من الدراسات الطبية التي لم يتسن عرضها والتعريف بها في حينها، تلك

التي قام بإجرائها الباحثون الطبيون من جامعة لوماليندا بولاية كاليفورنيا

الأميركية، توصل الباحثون فيها إلى إثبات أن تناول المكسرات بشكل يومي

يحسن من نسبة كولسترول الدم، ويقلل من احتمالات مخاطر الإصابة بأمراض

الشرايين القلبية.

وقام الدكتور جون ساباتي وزملاؤه الباحثون بمراجعة المعلومات التي قدمتها 25
دراسة طبية حول التأثيرات الصحية لتناول المكسرات، التي تم إجراؤها في

مجتمعات بشرية مختلفة، وتحديدا في سبع دول، على أشخاص لا يتناولون أي

أدوية لخفض الكولسترول.

وكانت الأنواع التي تم فحص تأثيراتها الصحية هي: مكسرات اللوز

(almonds) والبندق (hazelnuts) ولوز البقان (pecans)

والفستق (pistachios) وجوز عين الجمل (walnuts) ومكسرات

مكديميا البرازيلية (macadamia nuts) وبقول الفول السوداني

(peanuts). وكان معدل الكمية اليومية المتناولة من المكسرات تلك 67

غراما، أو ما يقرب من 2.5 أونصة (ounce).

وتبين من مجمل النتائج أن السلوك الغذائي هذا يُؤدي إلى خفض

نسبة «الكولسترول الكلي» (total cholesterol) بنسبة 5.1%، وإلى

خفض «الكولسترول الخفيف» (LDL) الذي يضر ارتفاعه بالشرايين، بنسبة

7.4%، وإلى خفض «الدهون الثلاثية» (triglyceride) بنسبة 10.2%

لدى من كان عندهم ارتفاع في نسبتها. ويُخفض أيضا النسبة مابين «الكولسترول

الخفيف» و«الكولسترول الثقيل» (HDL) بنسبة 8.3%.

كما تبين لهم أن هذه التأثيرات كانت متساوية لدى الرجال والنساء، وأنها أفضل

ما تكون بتناول الكمية المتقدمة الذكر، وبشكل يومي ضمن وجبات الغذاء اليومي.

وكذلك تبين لهم أن تناول أي من تلك الأنواع له نفس التأثيرات الصحية المفيدة

على الكولسترول والدهون في الدم.

لكن الأهم هو أن الأشخاص الأكثر استفادة من تناول المكسرات يوميا هم أولئك

الذين لديهم بالأصل ارتفاع في نسبة الكولسترول والدهون الثلاثية، خاصة ارتفاع

النوع الخفيف من الكولسترول، ولدى الذين لديهم زيادة في وزن الجسم، وأيضا

أولئك الذين لا يتبعون النصائح الطبية حول تناول الأغذية الصحية المفيدة

ويلهثون وراء اتباع النمط الغربي من الغذاء (Western diets). أي بعبارة

أخرى، الأكثر استفادة هم أولئك الأشد احتياجا إلى ضبط الارتفاعات في نسبة

الكولسترول والدهون في الدم.

وقال الباحثون إن «النتائج تدعم بشكل صريح وواضح الفائدة الصحية للتدخل

العلاجي بتناول المكسرات في تحسين مستويات الكولسترول بالدم». وأضافوا

أن «زيادة تناول المكسرات، كجزء من نظام تغذية صحية يومية، من المتوقع أن

تكون له تأثيرات صحية مفضلة لجهة خفض نسبة الكولسترول في الدم، وله

بالتالي فوائد واعدة في خفض احتمالات خطورة الإصابة بأمراض الشرايين

القلبية».

لكنهم شددوا على نقطة مهمة، وهي أن «الاعتدال في التناول اليومي» هو مفتاح

النجاح في جني الفوائد الصحية لتناول المكسرات، وتحديدا بأن تكون الكمية لا

تتجاوز ثلاث أوقيات في اليوم. والسبب في ذلك أن تناول كميات أكبر من تلك

المكسرات سيُؤدي إلى زيادة الوزن بدلا من ضبط نسبة كولسترول الدم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى