المــــــرأة المستبــــدة والزوج والإسلام 2019

المــــــرأة المستبــــدة

أولاً / نتحدث عن تأديب النســـاء :

لعل أخبث مايتخذه أعداء الإسلام للطعن فى الشريعة الإسلامية زعمهم أن الإسلام أهان المرأة حين سمح للرجل أن يضربها ويقولون : كيف يسمح القرآن بضرب المرأة ( وأهجروهن فى المضاجع وأضربوهن ) أفليس هذا إهانة للمرأة وأعتداء على كرامتها ؟!
***- والجواب /
نعم لقد أذن الحكيم العليم بضربها ، ولكن متى يكون الضرب ؟ ولمن يكون من النساء ؟
إن الضرب ــ ضرباً غير مبرح ــ كما ورد به الحديث الشريف ــ أحد الطرق فى معالجة نشوز المرأة وعصيانها لأمر الزوج فحين تسىء المرأة عشرة زوجها ، وتركب رأسها وتسير بقيادة الشيطان ، وتقلب الحياة الزوجية إلى جحيم لا يطاق … فماذا يصنع الرجل فى مثل هذه الحالة ؟!
لقد أرشدنا القرآن الكريم إلى الدواء ، فأمر بالصبر والأناة ،، ثم بالوعظ والأرشاد ،، ثم بالهجر فى المضاجع ، فإذا لم تنجح كل هذه الوسائل فلابد من سلوك طريق آخر هو الضرب غير المبرح لكسر الغطرسة والكبرياء ، وهذا أقل ضرراً من إيقاع الطلاق عليها ..
وإذا قيس الضرر الأخف بالضرر الأكبر كان حسناً وجميلاً ، وماأحسن ماقيل : { وعند ذكر العمى يُستحسن العَور } فالضرب طريق من طرق العلاج ينفع فى بعض الحالات التى يستعصى فيها الإصلاح باللطف والإحسان والجميل ( فما لهؤلاء القوم لا يكادون يفقهون حديثاً ) .

عــفوا لكل الزوجـــات
……….
ولكننا تحدثنا كثيراً عن أستبداد الرجــل بزوجـته .. ولكن ماذا عن الزوجـة المستبدة ؟
يبدو بعض الرجال فى المجتمع كأنما الواحد منهم ( غضنفر ) وإذا ماأحتواه بيته مع زوجته صار قطاً ذليلاً , يعانى أشد المعاناة من زوجته سليطة اللسان , سيئة السلوك , فلا يستقر فى داره .
والزوجة الطويلة اليد واللسان على زوجها موجودة على مدى التاريخ , والزوج المناضل من أجل حماية نفسه , وسمعته , يلقى الأمرين فى هذا المجال , لذلك صدق من يقولون فى أحاديثهم الشعبية : لا أحد يدرى بما يجرى وراء الأبواب المغلقة .
وقد روى لنا التاريخ كثيراً عن زوجات مستبدات متسلطات على أزواجهن, ويبدأ الأمر صغيراً , وخطوة خطوة إلى أن يستفحل ويصبح هو القاعدة , ولدينا موقف شعبى من مثل هذه الزوجة , مع ليلة الزفاف , ونعنى به أن يذبح أمامها قطة , لتكتشف صرامته وقوته وقدرته , لكن أحداً ماعاد يفعل ذلك , أو شبيهاً به .
وعندما تعرف الزوجة عيوبه وضعفة .. تستغل ذلك أسوأ أستغلال , وتركبه ـ كما تحكى الحواديت ـ وتهز رجليها , وتأمرة أن يتحرك بها فى أرجاء المنزل , وفى أرجاء الحياة .
الحقيقة أن إستبداد الرجل الشرقى بزوجته يحدث رد فعل عليها , ويجعلها تتحين الفرصة لا لتفلت من أستبداده فحسب .. بل وتسعى هى بدورها لتستبد به . أما الغرب فقد أستقر به الحال وأصبحت المرأة هى الأقوى وقبل الرجل الوضع .
والأستبداد آفة , وكارثة تهدد المجتمع عامة , والأسرة خاصة … والمستبد يعطى لنفسه من ا لحقوق مالا يتكافأ مع واجباته أو مسئولياته … والمعروف أن كل حق لابد أن يقابله واجب , لكن ذلك لا يحدث فى واقع الحياة و ومامن محاسبة للمستبد حين يخطىء , وهو يظن أنه لا يخطىء أبداً ولديه دائماً مبررات لما يفعله .
إن الأستبداد من الرجل يحول المرأة إلى دمية أو قطعة أثاث , والأستبداد من المرأة بالرجل يفقده رجولته , وإذا ماأحتاجت الأسرة إليها فإنها لن تجدها , إذ سلبت منه , وماعاد بمقدوره أستردادها و ولا شك أن هذا الأستبداد داخل كيان العائلة لابد أن ينعكس بصورة سيئة على الأبناء , الذين يصبحون بلا شخصية , أو تصبح شخصيتهم باهتة ضعيفة , وإذا أتيحت لهم الفرصة يوماً, فلسوف يرثون عن الأب والأم هذه الرذيلة الكبيرة .
***- ***- ***- **
أثــر الأستبداد فى الأبنــــاء

ــ أخرس , أسكت , لا تتكلم , لم يطلب منك أحد رأيك …. الخ .
هذه وغيرها عبارات لقمع الأبناء , ويشب الواحد منهم متلجلجاً متعلثماً , لا يقدر على التعبير عن نفسه , أو يقول رأيه .. ويصبح ليس لديه الشجاعة الكافية ليقول كلمته , فتبقى حبيسة فى الصدر .
وهذا الصراع الذى يدور بين الرجل والمرأة .. هو يظن نفسه آدم : يرى انه الأحق بحكم وجوده أولاً , ولأنها قد خلقت من ضلعه , وهى تظن نفسها حواء : لأنها تلد الأبناء وتضمن للحياة البقاء على الأرض .. وعلى مدى التاريخ كان هناك شد وجذب , وقلما كانت كفتا الميزان فى مستوى واحد .. مرة أو مرات يكسب الرجل بقوته وعنفه , ولأنه هو الذى يحمى الأسرة ويأتى لها بالطعام , ومرة أو مرات تكسب المرأة احياناً بالأنوثة والمناورة وأحياناً أخرى بالذكاء والحيلة , وأحياناً لضعف الرجل أزاءها , وأياً كانت الأسباب لتمكن أحدهما من فرض إرادته , فإن ذلك لم يكن قط من صالح الأسرة كاملة .
***- ***- ***- **
هـل هنـــاك من حـــــل ؟

هذا سؤال يطرح نفسه , والجواب بالطبع : لأ .. إذ يختلف الناس فى إمكاناتهم وقدراتهم ورغباتهم واحيتاجاتهم .. إن هناك زوجة تريد أن تفرض رأيها ونفسها مهما كلفها الأمر و حتى لو أدى بالحياة الزوجية إلى الأنهيار والعكس صحيح , وهناك زوجات يشعرن بالأرتياح إذا تحمل الزوج كل المسئوليات , وأزاء ذلك يحصل على كل الحقوق والعكس صحيح … وربما كانت المرأة الشرقية أميل إلى اللون الأول , فهى ليست مدربة بقدر كاف حتى الآن على مجابهة المشكلات والمصاعب , فتركن إلى الزوج , الذى يقوم بها مقابل أن تكون له الكلمة الأولى .
يجب ألا ينسى الزوج أن زوجته أنسانة وأن يعاملها من هذا المنطلق , والزوجة يجب ألا تنسى إنها إنسانة .. وأن الدين المعاملة وأتباع أوامر الله ونواهيه وسنة الحبيب ـ صلى الله عليه وسلم ـ هى التى سوف تعبر بالزورق ويشق طريقه وسط الضباب , فلا تغرقه الأمواج والعواصف

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى