المعصيه في الخلوات

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام علي نبينا محمد وعلي اله وصحبه .

قال الله تعالي في محكم كتابه (أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ وَأَنَّ اللَّهَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ (78)التوبه

في حديث ثوبان رضي الله عنه: «لأعلمن أقوامًا من أمتي يأتون يوم القيامة بحسنات أمثال جبال تهامة بيضاء، فيجعلها الله عز وجل هباءً منثورًا». قال ثوبان: يا رسول الله! صِفهم لنا، جلِّهم لنا ألا نكون منهم ونحن لا نعلم. قال: «أما إنهم إخوانكم ومن جلدتكم ويأخذون من الليل كما تأخذون، ولكنهم أقوام إذا خلوا بمحارم الله انتهكوها» (السلسلة الصحيحة: 505).

قال ‏ابن الجوزي رحمه الله :
‏رأيت قوما أهملوا نظر الله إليهم في الخلوات فمحا الله محاسن ذكرهم فكانوا موجودين كالمعدومين ، لا حلاوة لرؤيتهم ولا القلب يحِنّ إليهم

قال محذراً بلال بن سعد رحمه الله ” لا تكن ولياً لله في العلانية وعدواً له في السر ”

* ألا يعلم بأن الله يرى :-
إذا ما خلوت الدهر يوماً فلا تقـل خلــوت ولكن قل علي رقيب

لخص أحد علماء السلف رحمهم الله نتيجة ذنوب الخلوات في جملة وكأنها معادلة حسابية فقال رحمه الله ( ذنوب الخلوات .. انتكاسات ، وطاعات الخلوات .. ثبات )
فلو رأيت أحدا ممن كان مشهوراً بالالتزام معروفاً عند أهل الخير والإقدام لو رأيته على حال أخرى ، لو رأيته وقد تبدل حاله وانتكس فأعلم أن الأمر لم يكن صدفة ولم يأتي بغتة ، فإنه بارز الله بالمعاصي في الخلوات حتى تكاثرت على قلبه فظهرت في العلن
ولا تحسبن الله يغفـــل ساعة ولا أن مـا يخفـى علـيه يغيب

العلاج

إن الخطوة الأولى لعلاج هذا الداء هي الوقوف على مكمنه ، ووصفه وصفاً صحيحاً ولكي يحدث ذلك لنتدبر سوياً قوله تعالى ( وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ) والسؤال الذي يتبادر إلى الذهن بعد قراءة هذه الآية الكريمة بتدبر هو هل نستشعر معية الله عند وقوعنا في المعصية التي لا يرانا فيها غيره ؟
هل نعلم يقيناً أنه مطلع علينا ؟

والله اعلم

اللهم اجعلنا ممن يسمعون القول فيتبعون احسنه

سبحانك اللهم بحمدك اشهد ان لااله الاانت استغفرك واتوب اليك

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى