المظاهر العمرانية في القرية وفي المدينة

المظاهر العمرانية في القرية وفي المدينة

ينقسم المجتمع في أيّ بلد إلى ثلاثة أقسام هي المدن، والقرى، والبادية، وتعتبر حرفة الرّعي أول عملٍ مارسه الإنسان، حيث يتطلب هذا العمل التنقل والتّرحال من منطقة إلى أخرى.

بعد أن اكتشف الإنسان الزراعة استقرّ في مكانٍ محددٍ، وبدأت تظهر القرى الزراعيّة التي يمتهن أهلها الزراعة، ومع تطور الإنسان وزيادة أعداد السكان في هذه القرى تطوّرت الأنظمة والقوانين، فنشأت المدن وتطوّرت المرافق الاقتصادية عند الشعوب.

المظاهر العمرانيّة في القرية

تتميّز القرى بشكلٍ عامٍ بانخفاض أعداد السكان بها مع وجود مساحاتٍ كبيرةٍ من الأراضي، وفي الغالب يعمل سكان القرى في الزراعة فكانت بيوتهم تتكوّن من عدد قليلٍ من الغرف المبنية من الطين والحجر، ويتبع هذا البيت حوش كبير يُستخدم لتربية عدد من طيور الدجاج، والحمام، وعدد قليل من الماشية التي تتم تربيتها بهدف توفير حاجة الأسرة من المواد الغذائية، كما يتخلل هذه البيوت طرقات ترابية ضيّقة.

كانت القرية تفتقر إلى جميع أشكال الخدمات من ماءٍ وكهرباء ومرافق صحيّة ووجود المدارس وأماكن الترفيه، لكون مستوى حياة سكانها منخفضاً ويطغى عليهم طابع الفقر بشكلٍ عامٍ.

في الوقت الحاضر شهدت القرى تطوّراً وفرقاً كبيراً في طريقة بناء البيوت ومستوى الحياة، فبيوتها مبنيّة من الإسمنت، وتتميز بأنها متعددة الغرف وفي الغالب تكون مكونةً من طابقٍ واحدٍ، كما أصبح يتوفر في القرية كافة الخدمات من ماءٍ وكهرباءٍ وطرقٍ معبّدةٍ ومدارس. في الأردن مثلاً لا توجد قرية بالمعنى الصحيح فكلّ ما هو موجود في المدينة موجودٌ في القرية من حيث الخدمات العامّة.

المظهر العمراني في المدينة

يعمل سكان المدن أو ما يُطلق عليهم ” الحضر ” بالتجارة أو بالوظائف الحكوميّة، لذلك يعتبر دخلهم أعلى من دخل سكان الريف، وتتميّز بيوتهم بأنّها عبارة عن طوابق، وهذه الطوابق مقسمة إلى شقق تتوفر بها وسائل الرّاحة، وفي الغالب تكون هذه البيوت عبارة عن عماراتٍ كبيرةٍ مبنيةٍ بطريقة هندسية منظمة و”بتشطيبات” راقية وتتوزع بها خدمات الكهرباء والماء بطريقة أكثر رفاهية، وتنتشر الأسواق والمؤسسات في المدينة.

كما تحتوي المدينة على مباني الدوائر الحكوميّة الرّسمية والمؤسسات الخاصة وتكون هذه البنايات على درجة عالية من الإتقان ويظهر بها الفن الهندسي. كما تحتوي المدينة على الأماكن الترفيهية والمقاهي وتكون هذه المرافق مبنية بطرق هندسية مبدعة بحيث تجمّل المنطقة بأكملها.

يتخلل بنايات المدينة شوارع منظّمة معبدة يزين مداخلها أقواس جميلة، فعلى الرغم من أنّ أغلب المدن تعاني من الازدحام، إلّا أنّ المدينة تبقى مقصد الباحثين عن فرص عمل من أبناء القرى.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى