اللبن الساخن وسره في سعادتك الزوجية 2019

أحياناً عندما أقف أمام البوتاجاز ، لغلي مقداراً من اللبن الحليب لأشرب كوباً ساخناً منه قبل النوم .

أترقب وصوله لدرجة الغليان ، ثم أرفعه من النار.

ولكني في كل مرة أفعل هذا الأمر ، أجد نفسي أفكر بعمق في ما أراه من منظر أمامي !

منظر يجب على كل واحدة منا ، أن تجربه مثلي …وتنظر إليه من زاوية مختلفة .

ضعي إناءاً فيه مقداراً من الحليب الطازج ..
وأشعلي تحته النار ..وارقبي ما الذي سيحدث !

سيسخن الحليب شيئاً فشيئاً ..

فإن رن جرس الهاتف ، وذهبت للرد عليه ، ستتذكرين ما وضعت ِ من حليب على النار وتعودين إليه مسرعة …

و قد لا تلحقينه ، لأنه سيصل إلى درجة الغليان ..
ويرتفع بسرعة ويفيض مابه إلى خارج الإناء ..وستخرج منه رائحة الإحتراق .
وتكرهين بعدها شربه لسوء مذاقه !

ولكنك لو إنتظرت أمام الموقـد ، وعينك عليه ، وأخفظت من درجة الحرارة قبل وصوله لدرجة الغليان ..

لحصلتِ على حليبٍ طيب المذاق معقـم .. تهنئي بشرب كوب منه هنيئاً مريئاً .

إن الحياة الزوجية ، هي أشبه ما تكون بإناء به مقداراً من الحليب وضع على النار لنقتل ما به من جراثيم ومكروبات !

إعتبري كل ما تمر به العلاقة الزوجية كل يوم من مواقف ، منذ بداية الحياة الزوجية ..
هي حالة من الـغلي للتعقـيم ..

فكل مشاحنة أو خلاف بسيط ، أو عتاب قد يحدث بين الزوجين ، إنما هي تعقيم لما تصاب به حياتهما من أمور خلافية بسبب ظروف الحياة ..

وتصفية للنفوس من الشوائب التي اعترتها من مفسدات الحياة العصرية ،
وعدم إطمئنان القلوب بذكر الله ..

إخفاض النار ..وتقليل درجة السخونة من قبل الزوجين لإطفاء حدة الغليان ..
يساعد على تدارك العلاقة قبل فسادها !

فما بعد فساد الحليب بعد احتراقه ، إلا سكبه …. والتخلص منه !

فلا تجعلي عزيزتي الزوجة ، نار خلافاتكما تفسد حليب سعادتكما ، وتفوح رائحة الإحتراق خارج بيتكما .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى