الكذبة الأولى والأخيرة 2019

الكذبة الأولى والأخيرة 3dlat.com_1404266460

جميلة
نظراتُ المعلمة تُرعبني، وهي تحدّقُ بي بطريقةٍ غريبةٍ، تشعرني أنني متهمة، وغرفة الدرسِ كالسجن الكبير ..

خائفةٌ أنا من قول الحقيقة، ولم أعتد الكذب يوماً .. لكنّها الحقيقة : لقد كذبتُ اليومَ وللمرّةِ الأولى في حياتي ..
كذبتُ على معلمتي الحبيبة، وأخبرتها بأني قد تأخرتُ في القدوم إلى المدرسة، وفوّتُّ الحصة الأولى، لأنني كنتُ مريضة، والواقع أنني لم أكن كذلك، بل كنت أخشى الامتحان، فقمتُ بهذه الحيلة، لأدرس مادة امتحان الرياضيات أكثر، فقد تمنيت العلامة الكاملة، وعرفتُ أنها ستصدّقني، لأنني متفوقة دائماً، وهي تحبني لنشاطي ونجاحي..
ولكنني الآن في ورطة، إنني نادمة جداً في أعماقي، ولكن .. ما العمل ؟!

المعلمة :

كم أنا اليوم حزينة متألمة !

إنها المرّة الأولى التي أشعر فيها أن جميلة تكذبُ علي !

أمرٌ صعبٌ على المرء أن يغرسَ القيمَ الجميلةَ ويعلمها للطالبات، ويكتشفُ أنّ أحلامهُ قد ضاعت سُدى ..لقاء كذبة ، ومِن مَنْ ؟ إنها جميلة طالبتي العزيزة ..

حاولتُ كثيراً أن أصدّق بأنها مريضة، ولكن لم أستطع ذلك ..

إنها فقط تدّعي المرض، فكيف لها أن تمرض ساعة من الوقت، وتأتي لتحلّ الامتحان براحة تامة، ولا يبدو عليها أيّا من علامات المرض ؟!
أريد أن ألقن جميلة درساً لن تنساه في حياتها، وأود أن تعرف بأن المدرسة ليست مكاناً لحصد العلامات العالية فقط، بل هي مكان لتعلم الأخلاق الحميدة أيضاً ..

لقد اتخذتُ قراري وانتهيت ..

سألغي امتحانها اليوم وأطلب من والدها أن يعيدها إلى البيت على اعتبار أنها مريضة، لأجعلها تعيد الامتحان غداً إن عادت ومعها تقرير طبّي يفيد بأنها مريضة !

الكذبة الأولى والأخيرة 3dlat.com_1404266460

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى