الكارثة هل تقع؟.. بقلم أشرف عبدالعزيز

السودان اليوم:

في سبتمبر الماضي أعلنت دار الصيّاد اللبنانية المالكة لصحيفة الأنوار وعدد من المجلات الفنية والمنوعة، التوقف عن الصدور، في خطوة تأتي بعد سلسلة قرارات مماثلة اتخذتها صحف أخرى في لبنان جراء أزمات مالية.
ويشهد قطاع الصحافة في لبنان أزمة متنامية ترتبط بشكل أساسي بتوقف التمويل الداخلي والعربي إلى حد كبير، عدا عن ازدهار الصحافة الرقمية وتراجع عائدات الإعلانات، بحسب ما يؤكد اختصاصيون وعاملون في المجال، ما دفع مؤسسات عديدة إلى الاستغناء عن صحافيين وموظفين يعملون فيها منذ عقود.
ويأتي قرار دار الصيّاد التوقف عن إصدار مطبوعاتها بعد أربعة أشهر من إقفال صحيفة “الحياة” العريقة مكتبها في بيروت، حيث تأسست قبل أكثر من سبعة عقود، جراء أسباب مالية.
في السودان ما أشبه الحال بلبنان بل الأوضاع أكثر مأساوية من لبنان فيما يتعلق ببؤس المؤسسات الصحفية وسوء أوضاعها المالية ، نتيجة التدهور الاقتصادي الذي زاد من معاناة كل القطاعات ومنها قطاع الاعلام.
واقع الصحف بالتأكيد لا ينفصل عن الصحفيين الذين يبذلون قصارى جهدهم من أجل أن تصل الحقائق للجمهور كاملة غير منقوصة ، فمن يعملون في بلاط صاحبة الجلالة هذه الأيام يعيشون أيام مرة وقاسية مثلهم مثل بقية الشعب السوداني الذي فتكت به الأوضاع المعيشية الصعبة وتكاد تورده مورد الهلاك.
بالأمس إجتمع ناشري الصحف الرياضية وبعد الزيادة الكبيرة في فاتورة المطابع لم يجدوا غير تحميل هذه الزيادات للقارئ وربما تحذو الصحف السياسية ذات الحذو وتتخذ قرارات مماثلة.
حضارة البلاد تقاس بتطور صحافتها ، وفي عالم الشفافية والتنوير من الصعب جداً الاستغناء عن الصحافة فهي بالرغم من المد الالكتروني الجامح وصحافة التواصل الاجتماعي أثبتت التجارب أن تجربة المواطن الصحفي تحتاج لمحترف يسبر أغوارها وينتج منها مادة صحفية مهنية بعيداً عن الأهواء والرغائب.
زارنا وزير الاعلام بشارة أور أمس بالجريدة وطفق يتحدث عن كثير من القضايا ومن بينها إنشاء محفظة لدعم مدخلات الطباعة أو استثناءات جمركية جزئية لها ، طالبناه بالاستعجال لأن الكارثة قد وقعت بالفعل ، وميثاق الشرف الصحفي وحده لا يكفي فما زال هناك كتاب موقوفين عن الكتابة وعدالة غائبة في توزيع الاعلانات الحكومية وكثير من المعلومات تحجب عن الصحفيين وينظر اليهم في كثير من الدوائر الحكومية كالخصوم والأعداء.
من المؤكد أن الخطر الداهم على الصحافة لن ينتظر طويلاً وزيارة وزير الاعلام قد لا تسعفه فهو في مرحلة السماع والسماع في التقاضي مرحلة أولية وليحكم القضية لن يجد وتراً جديداً يعزف له غير النشاذ الحالي.
ومع ذلك فكثير من الأمم تنهض لحظات الكبوة ووقوع الكارثة بفضل شعوبها فيجب أن نعمل حتى وفي ظل الومضة المشعة وان كان الظالم حالكاً فأماني النفس هي حياتها والحياة في الشعب فهو متفهم (الحاصل)!!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى