القلق النفسى 2019

القلق النفسى,اعراض القلق ومضاعفاته,علاج القلق
يعرف القلق بانه حالة مزاجية عامة تحدث من دون التعرف عليها اثار تحفيزها.ومن الطبيعي، بالتاكيد، ان يشعر الانسان بالقلق او بالفزع، من حين الى اخر. كل انسان ينتابه مثل هذا الشعور بين الحين والاخر. وفي الحقيقة، فان نوبة من القلق، بدرجة معينة، يمكن ان تكون مفيدة. فالاحساس بالقلق قد يساعد المرء على رد الفعل والتصرف بصورة صحيحة عند التعرض الى خطر حقيقي، كما يمكن ان يحفزه على التفوق في مكان عمله او في منزله.

لكن عندما يتمكن القلق يستجيب الجسد لعدة تغييرات سلبية مرضية‏,‏ منها اضطراب في النوم والأكل والتركيز‏,‏ وقد يصاب الفرد علي الأرجح بصداع مستمر‏,‏ وألم في المعده‏,‏ وقد يصل الأمر أيضا إلي حد الاصابةبشبه أزمة في التنفس مع سرعة نبض القلب الخائف‏,‏ والعرق البارد الغزير‏…‏

المرجح ان هذا الانسان يعاني من اضطراب القلق المتعمم (Generalized anxiety disorder). هذا الاضطراب يسبب القلق الزائد وغير الواقعي وشعورا بالخوف / القلق يفوق ما يمكن اعتباره رد فعل طبيعيا على حالة معينة.

الاسباب

تتسبب العديد من العوامل في الأصابة بالقلق. قد يتصادف أن تكون قد أصبت في الماضي بالتكدر أو تعرضت لبعض المآسي ، و نظرا لعجزك عن التعامل مع الأحاسيس الناجمة عن ذلك في حينها ، قد تصاب بالقلق من احتمال التعرض لتلك المواقف مرة أخرى في حالة في نفس الإحساس بمشاعر الكدر و الأسى.

قد تشعر بالقلق حيال المستقبل. في بعض الأحيان ، و إذا ما شعرنا بالعجز عن السيطرة و التحكم في بعض مظاهر و سملت حياتنا ، فقد نبدأ بالشعور بالقلق تجاه بعض الأحداث الواقعة خارج نطاق سيطرتنا مثل التهديد بوقوع حرب نووية أو التعرض للهجوم أو الأصابة بالسرطان أو فقدان وظائفنا .

إن الشعور بالقلق قد يكون أيضا رد فعل تعلمته في الماضي- شيئا التقطه بشكل مبكر في حياتك. و لربما كانت عائلتك ، على سبيل المثال ، تميل إلى النظر إلى العالم باعتباره عالما معاديا يستوجب الخوف منه . و قد أوضحت الأبحاث أن الناس قد يرثون أيضا الميل إلى أن يصبحون أكثر قلقا . أننا جمعيا نصاب بالقلق عندما نقع تحت ضغط ، إلا أن شخصا قد يصبح أكثر قلقا من شخص أخر نتيجة لخليط الشخصية و الظروف الحالبة و تجارب الطفولة.

و بشكل يومي يؤدى الكافيين و السكر الزائد و الحمية الضعيفة و سوء استخدام الأدوية و العقاقير و الإنهاك و الإجهاد و الآثار الجانبية لبعض الأدوية إلى الإصابة بالقلق.

يحتاج تشخيص اضطراب القلق المتعمم الى اجراء تقييم نفسي شامل يقوم به المختصون العاملون في مجال الصحة النفسية. وفي اطاره، قد يوجه المختصون اسئلة تتعلق ببواعث القلق، المخاوف والشعور العام بالراحة والرفاء. وقد يوجهون اسئلة عما اذا كان لدى المريض اي سلوك قهري يلازمه، وذلك للتاكد من انه لا يعاني من اضطراب الوسواس القهري. وقد يطلب منه تعبئة استبيان نفسي، الى جانب الخضوع لفحص شامل بغية تشخيص حالات طبية اخرى قد تكون هي المسبب للشعور بالقلق.

علاج القلق

يتركب علاج القلق من علاجان رئيسيان هما العلاج الدوائي والعلاج النفساني، كل منهما على حدة او كلاهما معا. وقد تكون هنالك حاجة الى فترات تجربة وخطا من اجل تحديد العلاج العيني الاكثر ملاءمة ونجاعة لمريض معين تحديدا والعلاج الذي يشعر معه المريض بالراحة والاطمئنان.

علاج القلق الدوائي:
تتوفر انواع شتى من علاج القلق الدوائي الهادفة الى التخفيف من اعراض القلق الجانبية التي ترافق اضطراب القلق المتعمم، ومن بينها:

ادوية مضادة للقلق: البنزوديازيبينات (Benzodiazepines) هي مواد مهدئة تتمتع بافضلية تتمثل في انها تخفف من حدة الشعور بالقلق في غضون 30 – 90 دقيقة. اما نقيصتها فتتمثل في انها قد تسبب الادمان في حال تناولها لفترة تزيد عن بضعة اسابيع.
ادوية مضادة للاكتئاب: هذه الادوية تؤثر على عمل الناقلات العصبية (Neurotransmitter) التي من المعروف ان لها دورا هاما في نشوء وتطور اضطرابات القلق. وتشمل قائمة الادوية المستخدمة لمعالجة اضطراب القلق المتعمم، من بين ما تشمله: بروزاك – Prozac (فلوكسيتين – Fluoxetine) وغيره.

ويفيد العلاج المعرفي الذي يعتمد على تعديل أفكار المريض التلقائية ونمط التفكير السلبي الذي تعود عليه والمرتبط بنوبات الهلع مثلاً حيث يعتقد مريض الهلع بجملة من الأفكار الخاطئة التي تساهم في تثبيت الخوف والهلع ويجري مناقشة مثل هذه الأفكار وتحديدها ومن ثم تعديلها من خلال الحوار والجلسات العلاجية .
ويفيد بشكل عام الدعم النفسي والتاكيد على الاستقلالية وتحقيق الشخصية ، وكذلك بحث بعض العقد الشخصية والذكريات المؤلمة من خلال التحليل النفسي المختصر والعلاقة الإيجابية مع المعالج .
كما تفيد بعض الأساليب العامة المطمئنة في تخفيف القلق مثل الأساليب الدينية والروحية والذكر والاستغفار وبعض الأساليب الصوفية القديمة مثل تكرار كلمة معينة لفترات طويلة ، وأيضاً أساليب اليوغا والسيطرة على النفس وأساليب التأمل وغيرها .
ويفيد الاسترخاء العام من خلال أساليب التدليك ( المسّاج ) والرياضة بمختلف أنواعها والحمامات الساخنة وحمامات البخار والترويح عن النفس والموسيقا والرقص وتناول بعض الأعشاب إضافة إلى الأجهزة الحديثة مثل الأجهزة العاكسة للوظائف الحيوية (Biofeedback Instruments) ، وغير ذلك من الأساليب الذاتية وأساليب عالج نفسك بنفسك و”كيف تسيطر على القلق” و”دع القلق وإبدأ الحياة” ..

اخيرا

القلق النفسي مرض يحتاج إلى العلاج .. وهو شائع وله عدة أشكال .. وهو يؤدي إلى المعاناة والألم النفسي والجسدي وإلى عدم الاستمتاع بالحياة اليومية وإلى تحديد النشاطات وتضييقها .. كما أنه يستهلك طاقة الإنسان النفسية الداخلية ويجعله أقل فعالية وأقل إنتاجاً في مختلف المجالات .
ولابد من تفهم القلق وعلاجه والتخفيف من أضراره وتبديد الأوهام المرتبطة به .. ولابد من تضافر الجهود الطبية والتربوية والاجتماعية والفكرية والإعلامية لدراسته وبحثه وتسليط الأضواء عليه والعمل على إيجاد أفضل الطرق العلاجية والوقائية بما يخدم مجتمعاتنا وصحتنا النفسية .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى