السياحة في مدينة قصر البخاري

مدينة قصر البخاري

تُعرف مدينة قصر البخاري بمدينة الشمس، وهي من المدن الجزائريّة القابعة في ولاية المدية، إلى الجنوب من العاصمة الجزائريّة، وتمتدّ على مساحة 53.87كم2، وترتفع عن مستوى سطح البحر بنحو ثمانمئة وثلاثة أمتار، هذا وتعدّ المدينة من أكبر البلديّات في الولاية، ويرجع سبب تسمية المدينة إلى شيخٍ جليل يُعرف باسم البخاري، كان قد اتّخذ منها مستقرّاً له، وشُيّد له فيها بناء يتّخذ شكل القصر، مشرف على المدينة كاملة.

تاريخ مدينة قصر البخاري

العهد الرستمي

يرجع تاريخ تأسيس المدينة إلى العهد الرستمي، بينما تقول بعض الروايات إنّها بنيت في عهد الدولة البربريّة، وسكنها الأباظيّة الذين يعود لهم الفضل في تأسيسها، ويُذكر بأنّ الاهتمام بتأسيس المدينة قد جاء نتيجة لما تتمتّع به من مميّزات جغرافيّة: كالارتفاع، ووفرة المياه إثر تدفّق الينابيع والعيون فيها، كعين السباق والصفاء.

العهد الروماني

كانت مدينة قصر البخاري في الفترة الرومانيّة، وحتّى مجيء الفتوحات الإسلاميّة لها، محطّةَ عبور أكثر من كونها مركزاً عمرانيّاً، وجاء ذلك نتيجة المخاوف التي كانت تنتاب سكّانها من التعرّض للغارات والهجمات، ونظراً لما تعرّضت له المنطقة من غارات، فأصبحت قصر البخاري مجرّد سوق لرجال قبائل جهات التيطري الجنوبيّة، وبعض نواحي الهضاب الشماليّة، طوال الفترة الإسلاميّة.

عهد الاستعمار الفرنسي

سجّلت المدينة اسمها بين أكثر المدن الصغيرة مقاومةً للاستعمار، وتحديداً في عهد الأمير عبدالقادر الجزائري، كما انضمّت العديد من الفرق المقاومة للاحتلال إلى سكّانها، وما يؤكّد ذلك هو وجود آثار عديدة تدلّ عليه، كحصن الأمير الموجود في بوغار.

أوائل القرن العشرين

في أوائل القرن العشرين عاشت المدينة حالة غير مسبوقة من النمو، والوعي السياسي الكبير؛ حيث تأثّر سكّانها بأفكار مصالي الحاج الوطنيّة، والذي عُرف برفضه للاحتلال بعد أن نفته السلطات الاستعماريّة إلى مدينة قصر البخاري، كما تأثّر سكّان المدينة أيضاً بأفكار بن باديس، مؤسّس المدرسة في القصر العتيق.

تحظى المدينة بمكانة سياحيّة مهمّة؛ نظراً لما تزخر به من معالم ومواقع أثريّة وتاريخيّة، حيث أصبحت مُحرّكاً فعّالاً للسياحة في المنطقة، إلا أنّ من المؤسف أنّها لم تحظَ بتصنيف معالمها الأثريّة رسميّاً، ومن أهمّ المعالم:

  • القصر القديم: يرجع تاريخ تشييده إلى العصور القديمة، وكان في بداية عهده مجرّد قرية صغيرة.
  • المساجد: مثل مسجد سيد البخاري، والأباظيّة، والزوايا.
  • الحي العتيق: هو التجمّع السكّاني الأوّل في المنطقة، بُني من المواد المحليّة، كالحجارة والجبس وجذوع النخيل، ويتّخذ طابعاً معماريّاً محليّاً ينفرد بوجود الأزقّة الضيّقة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى