السودان.. دور (مؤكد) في استدامة سلام الجنوب…

السودان اليوم:

أجمع المتحدثون في الندوة التي أقامها مركز طيبة برس للخدمات الإعلامية، على أهمية دور السودان في استدامة السلام والاستقرار في دولة الجنوب في ظل توفر الإرادة السياسية لدى الأطراف المتصارعة من جانب الحكومة والمعارضة، وأشاروا إلى التحديات التي تواجه الاتفاقية والتي قالوا إنها تتمثل في صمود اتفاق الترتيبات الأمنية وعدم انهياره ومسألة حدود الولايات الجنوبية.

قناعة الأطراف

في بداية حديثه، أشار السفير جمال الشيخ مبعوث السودان للسلام لدولة الجنوب إلى أنه تكونت قناعة بين الأطراف الجنوبية حول اتفاق أديس أبابا للعام 2015، خاصة من قبل حكومة الجنوب والتي قال رئيسها سلفاكير وعلى رؤوس الأشهاد بأنه يوقع على الاتفاق وهو كاره وغير مقتنع به، ولديه تحفظات، ولهذا لم تكن هنالك إرادة لتنفيذ الاتفاق، مضيفا بأن الاتفاق كان فيه جانب قسري، ثم جاءت أحداث 2016 المعلومة والتي عمقت الأزمة وجعلتها تتمدد، وأضاف الشيخ بأن المحادثات تواصلت بين الأطراف الجنوبية لمدة عام ونصف في أديس أبابا، ولكن لم يحدث فيها تقدم يذكر، ولذا فإن القرار الصائب – بحسب جمال- كان هو الذي اتخذته الإيقاد في أن يتولى السودان هذا الملف، وكان للمجتمع الدولي رأي مغاير في تولي السودان هذا الملف، ومع ذلك فقد باشرت الحكومة السودانية العمل فيه، وأحدثت فيه اختراقاً خلال فترة وجيزة جداً، مرجعاً ذلك إلى مشاركة جميع الأطرف المتصارعة وليس فقط الأطراف السياسية، فكانت مشاركة المجتمع المدني والمرأة والشباب، منوهاً إلى إسهام هذه الشمولية في المشاركة في تحقيق نتائج جيدة في مسار التفاوض، بجانب قناعة الأطراف في أن السودان هو الأقدر على التعامل مع هذا الملف، مضيفاً أن وجود كل الأطراف المختلفة في مكان إقامة واحد أسهم أيضاً في تقليل حدة العداء بين الأطراف، كما أن اهتمام رئيس الجمهورية، بهذا الملف أسهم بقدر كبير في تحقيق هذا الاختراق، علاوة على ذلك نظرة القادة الجنوبيين للسودان وللرئيس كان أيضاً لها دور في تحقيق السلام، أيضاً توحد الأقليم فى تعامله مع هذا الملف، مؤكداً أن جولات الخرطوم أسهمت في تعميق الثقة بين الأطراف الجنوبية بصورة أكبر، فكان ذلك عاملاً إيجابياً، وأشار إلى عمل اللجنة الوطنية لتنفيذ سلام دولة الجنوب .

بيئة ملائمة

في السياق، تحدث المحلل السياسي والأكاديمي د. حسن حاج علي عن البيئة التي تم توقيع الاتفاق فيها وتأثيرها المستقبلي على دور السودان ودور الأطراف المختلفة في دولة الجنوب، مشيراً إلى أن البلدين يعيشان في إقليم يتميز بـ (التكامل في النزاعات)، سواء كانت أزمة دارفور أو المشكلة فى جنوب السودان أو في أثيوبيا أو فى الكنغو، الأمر الذي يشق على المحللين تناول قضية الجنوب بمعزل عن ما يدور فى الإقليم.

وأشار حاج علي إلى كتاب د. فرانسيس دينق الذي اورد فيه ارتباط السودان والجنوب بالنزاع، وأضاف بقوله: عند (حلحلة) مشكلة الجنوب لابد من استصحاب عدد من الشبكات منها المؤسسات الحكومية وشبكات غير رسمية تتمثل في تجار لديهم مصالح وشبكات تعمل في مجال التهريب سواء كان بضائع أو بشرا وتجار سلاح، وبالتالي فإن هنالك تعقيدات يجب عدم إغفالها)، وزاد بقوله: (إذا أردنا النجاح لهذا الاتفاق بين الأطراف الجنوبية ينبغي علينا قلب المعادلة والتركيز على السلام وتهيئة البيئة بين البلدين وتجاوز مرحلة العلاقة بينهما عقب اتفاق نيفاشا، والعلاقة التي جاءت عقب الانفصال لأنها كانت قائمة على النزاع وقائمة على مساعدة أطراف وجماعات موجودة في البلدين، فكل حكومة تدعم طرفاً من الأطراف).

واشار حسن إلى أن هذا المشهد تغير الآن، وأن البلدين مقبلان على مرحلة مختلفة تتطلب الدفع بالعلاقة نحو تحقيق السلام والاستقرار، مؤكداً أن الإقليم ماض نحو التكامل في تحقيق السلام، مشيرًا إلى التقارب الإثيوبي الإريتري، مطالباً بأهمية تنفيذ الحريات الأربع بين البلدين لأجل استدامة السلام الذي تحقق، مما يجعل البيئة العامة مشجعة على عدم النزاع .

دور سوداني

بدوره أكد سفير دولة جنوب السودان، ميان دوت على دور السودان في تحقيق السلام في دولة الجنوب بحكم قربه وإلمامه بتفاصيل الشأن الجنوبي في الجوانب الاجتماعية والسياسية، الأمر الذي مكنه من لعب دور إيجابي في صناعة السلام بين الفرقاء الجنوبيين، مشيراً إلى العلاقة الممتدة التي كانت تربط الشعبين إبان الفترة التي كانت تجمعهم في دولة واحدة، مثمناً جهود السودان المستمرة إبان جولات التفاوض التي استمرت قرابة الثلاثة أشهر في تقريب وجهات النظر بين الأطراف الجنوبية، وأضاف ميان بقوله: (وافقنا على خمسة نواب للرئيس لأجل تحقيق السلام والاستقرار في الجنوب)، مؤكداً أن توفر الإرادة السياسية بين الأطراف المتنازعة أسهم في تحقيق السلام، مشيراً إلى عدم وجود عدم ثقة من قبل المجتمع الدولي تجاه قيادات دولة الجنوب.

وكشف عن وصول قادة قطاع الشمال إلى جوبا وأن المفاوضات منعقدة معهم لأجل إقناعهم بالتوصل لاتفاق سلام مع الحكومة السودانية .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى