السعودية: التدمير خير الطرق نحو الاستقرار.. بقلم د. عبد الستار قاسم

السودان اليوم:

قال ترامب إن استقرار الحكم في السعودية هام جدا لاستقرار المنطقة. وهو مهم أيضا بالنسبة لمصالح الولايات المتحدة ولوجود الكيان الصهيوني.
التقطت السعودية هذه الفكرة قبل ظهور ترامب وعملت على “استقرار” المنطقة من خلال بث الفتن ونشر الخراب والدمار. منذ عام 1979 والسعودية تتبنى بث الفتنة السنية الشيعية دون توفيق، لكنها أشعلت الحرب بين العراق وإيران واستنزفت طاقات العرب والإيرانيين في حرب طويلة عبثية لا مصلحة لأحد فيها سوى الصهاينة والأمريكان.
حاولت إشعال الفتنة المذهبية في لبنان وفشلت على الرغم من تعاون أطراف لبنانية في هذه الفتنة. انتقلت أنظارها إلى دول عربية أخرى فرصدت الأموال وجهزت الجيوش لتدمير العراق ومن ثم سوريا. نجحت في ذلك إلى حد كبير لكنها لم تستطع إقامة أنظمة حكم جديدة موالية لها ولأمريكا. والتفتت إلى ليبيا فخربتها، وما زال التخريب مستمرا. ثم شنت حربا حقيرة مريرة مدمرة على اليمن، وما زالت الحرب مستمرة. ولم تكن السعودية خارج دائرة التعاون مع أمريكا والكيان الصهيوني في نشر الدمار والخراب في هذه البلدان العربية.
وخربت السعودية مجلس التعاون الخليجي، ووقفت ضد حركة الشعب في البحرين، وبعد ذلك زادت الجامعة العربية خرابا على خراب. كانت الجامعة العربية خربة منذ زمن بعيد، لكن السعودية استخدمت نفوذها المالي لتستأثر بتوجهات الجامعة السياسية حتى أصبح أمين الجامعة العربية صديقا للكيان الصهيوني. ونذكر جميعا ضحكات أبو الغيط الواسعة وهو يجلس إلى جانب تسيفي لبني رئيسة وزراء الصهاينة. وأخيرا تعمل السعودية على تخريب منظمة أوبك، الدول المصدرة للنفط.
ولم يسلم الداخل السعودي من التخريب إذ تطاول ابن سلمان على أقاربه وعلى من ارتضوا به وليا للعهد، وأحدث انشقاقات لن تعود بالخير على السعودية.
ما كان يهم ترامب وغيره من المسؤولين الأمريكيين هو مصلحة الصهاينة ووجودهم كدولة على أرض فلسطين، وتصدي السعودية لإيران. ترامب يريد الاستقرار في المنطقة مع مواجهة إيران، أي استمرار العرب أو بعضهم في إنفاق أموالهم وشراء الأسلحة من أجل مواجهة إيران. فكيف سيتحقق الاستقرار في استمرار البحث عن سبل المواجهة؟ العالم يعي أن الاستقرار يأتي من خلال الحوار والتعاون وليس من خلال المواجهة، لكن معادلة ترامب ومن معه من سعوديين وصهاينة مقلوبة. واضح أن ما يعنيه ترامب أن كل ما تقوم به السعودية من نشاطات لضرب استقرار المنطقة واستنزاف طاقاتها يبقى لمصلحة الكيان الصهيوني والرأسمالية الأمريكية ويجب أن تستمر.
كاتب فلسطيني

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى