الزواج الثاني هل يكفي لنسيان الجروح القديمة؟ 2019

فشل تجربة الزواج الأولى، أمر يصعب على المرأة والرجل تقبل مراراته، بعد تجربة زواج غير مستقر تنتهي بخيار الانفصال سواء كان ذلك بالتراضي بين الطرفين أو برضاء طرف دون الآخر، فيبدأ كل منهما حياته محاولاً الكشف للآخرين أن فشله لم يكن باختياره، بل هو ناتج عن الطرف الثاني، ويكون أقرب حل له لإثبات ذلك هو الدخول في تجربة زواج ثانية لكن ماذا لو كانت حتى التجربة الثانية من الزواج فاشلة؟
لماذا يحدث الفشل؟
تقول الكثير من الدراسات إنه بعد مرور ثلاث سنوات على الطلاق، يتزوج الكثير من المطلقين للمرة الثانية، والغريب أن هذه الدراسات تؤكد أن الفشل وارد أيضا في الزواج الثاني وبنسبة كبيرة.
في الحقيقة أن المطلقون الذين يقدمون على تجربة الزواج الثاني صنفان:
الأول: يدخل هذه التجربة ولديه خوف دائم من الفشل.
الثاني: يدخلها ولديه تصميم على نجاح العلاقة الجديدة.
فمن الأفضل بالطبع أن يكون المقدم على تجربة الزواج الجديد من بين الصنف الثاني، فليكن إيجابياً وليترك الفشل جانباً ويركز على النجاح.
التهيئة النفسية
في الوقت نفسه فإن التهيئة النفسية ضرورية قبل الزواج الثاني ونعنى بها توافر الرضا الذاتي والتفاؤل والرغبة الصادقة وهذه أخلاق مهمة لنجاح الزواج الجديد، أما لو كان المقبل على الزواج محبطاً أو متشائماً فإن ذلك ينعكس على زواجه ويكون سببا في فشله.
هناك حالات كثيرة من الزواج الثاني تفشل، لأن سببها الأول أن الزوج أو الزوجة قد تسرعا في اتخاذ قرار الزواج الثاني بعد الانفصال من الزواج الأول مباشرة، ولهذا يفشل الزواج لأن الطرف المجروح لم يكن ناضجاً نفسياً، وإنما أراد أن يعوض الفراغ العاطفي الذي كان يعيشه بأسرع وقت ممكن.
فرصة لاستعادة الحياة
وترى الاختصاصية الاجتماعية مي عبد الحميد أن تجربة الزواج الثاني بالنسبة إلى المرأة تمثل فرصة لاستعادة ذاتها وحياتها بعد انكسار حصن الحياة الأول ومحاولة الاستفادة من أخطاء الماضي، لكن يصبح الأمر أصعب بالنسبة إليها خاصة إذا كان لديها أطفال ورغبت في الزواج من رجل ليرعى أولادها ويعينها على تربيتهم.
وتضيف “قد تحدث المشاكل بين الطرفين حتى في تجربة الزواج الثاني، ولعل من أسبابها الشك أو الغيرة أو الإسراف في ميزانية البيت أو شعور الزوجة أن زوجها لا يهتم بالأسرة أو أنه بخيل جدا، فهنا يجب على الطرفين معالجة الأمر برفق وحكمة وعدم التسرع أو التهور في اتخاذ قرار الطلاق”.
ويقول صبحي عبد العال أستاذ الدراسات النفسية بالجامعات المصرية إن “الزواج الثاني من أهم أسباب فشله انعدام الثقة بين الطرفين، فأحيانًا تسخر الزوجة من زوجها كأن تقول له كأنك تفكر بزوجة الثالثة! وهذه الطريقة التهكمية قد يستخدمها الزوج أيضًا حين يهدد زوجته قائلا أنت تدفعيني إلى البحث عن الزوجة الثالثة”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى