الزبير أحمد الحسن .. رجل الدين والاقتصاد…..

السودان اليوم:

صاحب قسمات صارمة الملامح، تكاد الابتسامة لا تعرف طريقاً لوجهه، يرتل القرآن الكريم بصوت جهير ويجيد فن فك وتركيب المعادلات الاقتصادية، إذن هو يجمع ما بين الدين والاقتصاد وتكاد السياسة لا تعرف طريقاً إليه، إنه الزبير أحمد الحسن الذي اختير أميناً عاماً للحركة الإسلامية من قبل مؤتمر الحركة التاسع للدورة ثانية .

ديباجة تعريفية

ولد الزبير أحمد الحسن بمنطقة أم الطيور بولاية نهر النيل تحديدًا في العام 1955م، درس المرحلتين الأولية والوسطى بها، ثم الثانوية بمدينة الحديد والنار (عطبرة)، ثم التحق بجامعة الخرطوم كلية الاقتصاد، من مجايليه بجامعة الخرطوم الدكتور التجاني عبد القادر، وأمين بناني وجبريل إبراهيم وسراج الدين وإدريس محمد عبد القادر؛ تخرج في الجامعة في العام 1980، تزوج من د. سعاد عبد الرازق بعد استشهاد زوجها د. عوض عمر السماني.

سيرة ومسيرة

عقب تخرجه في الجامعة عمل الزبير أحمد الحسن بمكتب تجاري مملوك لبعض الأفراد يعمل في مجال الاستيراد، ومن ثم انتقل إلى شركة التنمية الإسلامية،. ومنها انتقل إلى بنك التضامن الإسلامي إدارة الاستثمار ، ثم انتقل إلى وزارة التجارة والتعاون والتموين، وعمل نائباً لوكيل التموين، ومن ثم انتدب للعمل بشركة الحبوب الزيتية مديرًا عامًّا، وتم تكليفه بتأسيس بنك أم درمان الوطني وعمل مديرًا عامًّا له ، حتى عام 1997م، ومنه انتقل إلى بنك السودان نائبًا للمحافظ.

مرحلة الاستوزار

عمل الزبير أحمد الحسن وزيراً للدولة بالمالية في الفترة ما بين 1999 وحتى العام 2002م، في العام 2004م غادر وزير المالية عبد الرحيم حمدي منصبه وتم تعيين الزبير أحمد الحسن وزيرًا للمالية، ظل بمنصب وزير المالية لأكثر من خمس سنوات، بعدها عين وزيراً للطاقة، كان ذلك في العام 2009م ثم رئيساً للجنة الاقتصادية بالبرلمان من 2010 إلى العام2011م.

نقلة كبرى

في العام 2012م وحينما انتهى تكليف علي عثمان محمد طه كأمين عام للحركة الإسلامية بعد دورتين، تأهب عدد من الشخصيات لخلافة علي عثمان في الحركة منهم د. غازي صلاح الدين وأمين حسن عمر، وقتذاك لم يكن الزبير أحمد الحسن اسماً لامعاً في فضاء الإسلاميين لدرجة تجعلهم يدفعون به لقيادة الحركة الإسلامية الحاضنة الفكرية للإسلامييين، بيد أن تقلبات الموازين في ذلك المؤتمر صعدت بالزبير أحمد الحسن من الصفوف الخلفية للقمة ليتم انتخابه أميناً عاماً للحركة الإسلامية، وذلك بعد انسحاب غازي صلاح الدين. أظهر الزبير أحمد الحسن إمكانيات قيادية مميزة في دورته المنصرمة، وتمكن من قيادة الحركة الإسلامية في أحلك ظروفها، ونفذ عدداً من المشاريع أبرزها الهجرة إلى الله.

أبرز تصريحاته

أبرز تصريحات الزبير أحمد الحسن إبان قيادته للحركة الإسلامية في الدورة الماضية هو قولته الشهيرة إن الحركة الإسلامية تراجع ولا تتراجع، في إشارة منه لبقاء الحركة الإسلامية، وعدم تراجعها أو حلها، مشيراً في ذلك التصريح بأن الحركة الإسلامية تراجع منهجها وأدوارها بشكل متكرر.

أبرز التحديات السابقة

التحديات التي واجهت الرجل في دورته المنصرمة هي بروز أصوات كانت تُطالب بحل الحركة الإسلامية وتذويبها داخل المؤتمر الوطني، بعدها شكلت لجان للطواف بالولايات لمعرفة رأي العضوية، فكانت الغالبية مع بقاء الحركة الإسلامية بشكلها الحالي وعدم دمجها مع المؤتمر الوطني أو حلها، وهي خيارات كانت مطروحة في الفترة السابقة؛ أيضاً تم تمديد الدورة لعام كامل، وهذه تعد من أبرز التحديات التي واجهت الرجل خاصة وأن الحركة الإسلامية كانت تعاني من مصير مجهول، خلال فترة العام جرى استفتاء العضوية حول مصيرها، فكانت الغالبية مع بقائها بشكل الحالي.

انحسار كبير

في الدورة الماضية، خفتت الأضوء عن الحركة الإسلامية، ولعل عدة أسباب داخلية وخارجية ساهمت في هذا الخفوت والانحسار، أهمها المضايقات التي تعرضت لها الحركات الإسلامية في العالم العربي خاصة بعد بروز ثورات مضادة للربيع العربي، جرى حصار الإسلاميين في دول الربيع العربي، وبدأت دول عربية صديقة للسودان تعلن جهاراً معاداتها للتيارات الإسلامية وربما ساهمت هذه المعطيات في انحسار بريق الحركة الإسلامية في الدورة الماضية عطفاً على إبعاد وابتعاد بعض القيادات الإسلامية عن نشاط الحركة مثل غازي صلاح الدين وأمين حسن عمر وعبد الرحيم علي.

دورة جديد وتحدياتها

أمس، وبعد جلسات شورى استمرت أربعة أيام تم التجديد للزبير أحمد الحسن، أميناً عاماً للشورى، ود. الفاتح عز الذين رئيساً لهيئة الشورى خلفاً لمهدي إبراهيم الذي يتلقى العلاج حالياً بتركيا؛ من أبزر التحديات التي تواجه الزبير في دورته الجديدة هو الانتشار والتغلغل في أوساط الشباب خاصة بعد الإحصائيات التي تشير لانتشار الإلحاد وسط الشباب واتجاه مجموعات من الشباب لتعاطي المخدرات، الأمر الذي يحتم على الحركة الإسلامية ذات التوجه الإسلامي الوسطي العمل على معالجة هذه الظواهر. عطفاً على ذلك فإن الحركة الإسلامية ينتظرها دور تعبوي في معركة انتخابات 2020م من خلال توفير الحشد والإسناد الجماهيري للمؤتمر الوطني الذراع السياسي للحركة الإسلامية.

غياب المنافسين

الشاهد في الأمر، أن الدورة الحالية انعدم فيها التنافس ولم تبرز أسماء لامعة تعلن رغبتها في قي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى