الرُّهاب Phopia2019

الرُّهاب Phopia

هو الخوف المَرَضي.والمريض بالرهابيستدل على سبب خوفه فهو يعلم مما يخاف تحديداً، وينجح في التغلب على خوفه هذا كلمانجح في تجنب سبب خوفه، كأن يخاف من التواجد في أماكن مرتفعة فبكل بساطة، يعمل علىعدم تواجده في مثل هذه الأماكن. إلا أن هذه “المعالجة” خاطئة إذ أنها ترسّخ في نفسهالرهاب أكثر وأكثر ، ومع الوقت يقوى ويكبر .
إن على المصاب بالرهاب أن يضع لائحةبمخاوفه ، لأنه محيط بما يُحدث فيه نفسه الشعور بالرهبة التي تتميز بالرعب وبردودالفعل القلقة. وعليه أن يدرك مقدار الضرر الذي يلحقه بنفسه ويواجه ” السبب” دونالتهرب . ومواجهة الأمر السبب للخوف يسمى في علم النفس ” التعويم”.
وهناك أنواع عديدة ومختلفة منالرهاب منها الخوف من الاضواء المبهرة، الخوف من الألم، الخوف من الاماكن المرتفعةوالاماكن المغلقة، الخوف من الأماكن المكشوفة، الخوف من الحشرات والحيواناتالأليفة، الخوف من الإصابة بمرض، الخوف من استعمال المصعد، الخوف من الجنس، الخوفمن دخول الحمامات ، الخوف من الوحدة ، الخوف من العلاقات الاجتماعية وغيرها الكثير،ولكل نوع من هذه الأنواع سببه المختلف وطريقة معالجة مختلفة.
أما اشهر انواعالرهاب فهو الرهاب الاجتماعي والذي يعد مشكلة هذا العصر ،يطلق عليه في العربية عدةمسميات منها : الفزع ، الرهاب ، الخوف المرضي ، الخُواف ، المخاوف المرضية ، الخوفالاجتماعي المرضي ، القلق الاجتماعي المرضي .وهو عََرَض نفسي منتشر بين مختلف فئاتالمجتمع ، كونه اضطراب نفسي واسع الانتشار، تصل نسبة انتشاره بين 7%-14% فيالمجتمعات الغربية وغيرها ، وهو اضطراب مزمن ومعطل ، ولكنه قابل للعلاج ، ويظهر عندالإناث والذكور بنسبة 2 إلى 1 ، كما يظهر عادة في سن الطفولة أو المراهقة ، وهويترافق مع اضطرابات القلق الأخرى ومع الاكتئاب ، كما يمكن أن يقود لاستعمال الكحولوالمواد المخدرة لدى بعض الأشخاص الذين يحاولون – فيما زعموا – معالجة أعراض خوفهمبها .

مظاهر وصور الرهاب الاجتماعي :
ومن مظاهره الخوف المستمر الذي قد يرافقه أعراض أخرى ، كالصداعوألم الظهر واضطرابات المعدة والإحساس بالعجز ، والشعور بالقلق والتوتر ، وخفقانالقلب ، والشعور بالنقص ، وتصبب العرق ، واحمرار الوجه ، والشعور بعدم القدرة علىالاستمرار واقفا ، وتوقع الشر ، وشدة الحذر والحرص ، أو التهاون والاستهتار ،والاندفاع وسوء التصرف ، والإجهاد ، والإغماء ، وزغللة النظر ، والدوار ، والارتجاف، والتقيؤ ، والاضطراب في الكلام ، والبوال أحيانا ، والعزلة ، والانغماس فيالاهتمامات الفردية لا الجماعية ، كما أن من ظاهره التصنع بالشجاعة والوساوسوالأفعال القسرية ، وأحيانا الامتناع عن بعض مظاهر السلوك العادي ، وخوف الفرد منالوقوع في الخطأ أمام الآخرين ، كما يزداد خوفه كلما ازداد عدد الحاضرين – وليستكثرة الناس شرطا لحدوث الرهاب الاجتماعي إذ انه يحدث الرهاب للفرد عند مواجهة شخصواحد فقط – وتزداد شدة الرهاب ، كلما ازدادت أهمية ذلك الشخص ، كحواره مع رئيسه فيالعمل مثلا .. ، وليس بالضرورة أن تكون كل هذه المظاهر ، تصاحب كل حالة رهاب ، ولكنتتفاوت بحسب الحالة ودرجة الرهاب ، وعمر الحالة ، وطبيعة البيئة التي يعيش فيهاالفرد .

وقد يوجد بعض المصابين بهذا العرض ،يتشبث بصحبة شخص معين بالذات ، كأمه أو أبيه أو صديقه ، والمريض الغني الخائف منالموت يتشبث بوجود طبيب دائما إلى جواره ، ومعه العلاج المناسب لكي يقي نفسه خطرالموت كما يتصور .
كما قد يكون الرهاب معطلاً للنشاط ، فيمتنع المصاب به عنالذهاب إلى العمل أو المدرسة لعدد من الأيام ، كما أن كثيرا ممن يعانون من الرهابالاجتماعي ، يقضون وقتاً صعباً في ابتداء الصداقات أو المحافظة عليها .

ويمكن القول – بصورة عامة – أن هذا الاضطراب المزمن ، يعطل الفرد وطاقاته، في مجال السلوك الاجتماعي ، فهو يجعله منسحباً منعزلاً خائفاً ، لا يشارك الآخرين، ولا يستطيع التعبير عن نفسه ، كما يصبح أداءه المهني أو الدراسي أقل من طاقاتهوقدراته ، إضافة إلى ذلك ، فإن المعاناة الشخصية كبيرة ، والمصاب به ويتألم من خوفهوقلقه ونقصه ، وقد يصاب بالاكتئاب وأنواع من القلق والسلوك الإدماني .. ونحو ذلك .

الأساليب العلاجية والوقائية :
تتنوع أساليب العلاج وتعدد ، وهذا يتوقف على نوع الرهاب وطبيعتهودرجته ، فهناك العلاج السلوكي ، ويقوم هذا النوع على إطفاء الشعور بالخوف عن طريقالممارسة السلبية أو الإغراق أو الكف المشترك ، ويمكن المعالجة بالتعريض التدريجيللموقف المثير بحيث تتكون لديه ثقة في الشيء الذي يخاف منه ، وذلك بأن يُجعل المريضفي حالة تقبل واسترخاء ثم يقدم الشيء المثير تدريجيا مع الإيحاء والتعزيز ، ومعالمثابرة والتكرار يتعلم المريض الاطمئنان للشيء الذي كان يخافه ، وهناك طريقةالتخدير ثم التدرج في غرس عادة جديدة ، ومن الأساليب أسلوب الإغراق أو الطوفان ،حيث يقوم هذا الأسلوب ، على مواجهة المريض ، بأكثر المواضيع إثارة ، حتى ينكسرالوهم ، بالمواجهة لا بالتدريج ، لكن لهذا الأسلوب – بحسب نوع وطبيعة الحالة – بعضالآثار السلبية .
ومن الأساليبالتوجيه الإيحائي ، بصورة فعالة وإيجابية ، مما يؤدي إلى نتائج أفضل من العلاجالسلبي العادي ، ومن الأساليب العلاج الدوائي ، ودور العقاقير هنا ، هو إزالة أوتخفيف الفزع قبل حدوثه ، ويستخدم مع بعض الحالات ، قبل تطبيق العلاج السلوكي ، وإلافلا يوجد عقار، يقطع حالة الخوف ، كما هو تأثير العلاج في الأمور العضوية .
وهناك وسائل وقائية ، مثل منع مثيرات الخوف ، والحيلولة دون تكوين خوف شرطي أواستجابة شرطية ، ومن ذلك عدم إظهار القلق على الأولاد ، حين تعرضهم لموقف مثيرللخوف ، مع العمل بكل هدوء – ما أمكن ذلك – لشرح طبيعة ذلك الموقف ، ومن ذلك أيضاالتقليل من المبالغة في النقد والتحقير والاستهزاء ، وكذلك عدم إظهار خوف الكبارأمام أطفالهم لئلا ينتقل لهم هذا الخوف عن طريق التقمص والتقليد ، ومنها تعويدالطفل على النظر للجوانب الإيجابية وعدم التركيز على الأخطاء فقط ، ومنها تدريبالطفل منذ الصغر على مواجهة المشكلات ومحاولة حلها ومساعدته في ذلك بالتوجيهوالتسديد .
وعلى مريض الرهاب أن يواجه السبب الحقيقي لمشكلته وأن يستكشف كل مامن شأنه أن يكون مرتبطاَ بهذا المرض حاضراً وماضياً ، أي أن عليه العودة إلى ماضيهلاستكشاف المسبب الفعلي وراء خوفه الحالي من الامر الذي يرهبه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى