الرشوة وإدارة تدوير المال!!.. بقلم طه مدثر

السودان اليوم:

(1)
كلما سمعت بأن الوالي (سين) في مهمة أو مأمورية خارج ولايته، وبالطبع يحل محله نائب الوالي، أو الوالي بالإنابة كلما رددت قول القائل: (فما أنا بالباكي عليك صبابة، وما أنا بالداعي لترجع سالماً)!! وأيها الوالي ماذا تعرف عن شعب ولايتك؟ فأنت لم تقف في الشارع يوماً ما وفي ذمتك (إذا كان ليك ذمة) آخر ظهور ليك وأنت واقف في الشارع تنتظر المواصلات كان متين؟ وفي نظر (ولا نظرك شيش بيش) آخر مرة مشيت الفرن تجيب عيش متين؟ وفي رقبتك (الاكتنزت بالشحم واللحم) آخر مرة مشيت مستشفى حكومي وجلست في الصف السحلفائي تنتظر دورك لمقابلة الطبيب العمومي متين؟ وكان مرضك شنو؟ وعليك الله وعليك عروقك الكانت ظاهرة للعيان من مسيرة شارع شارعين واختفت بعد العز والجاه والترطيبة وبعد شراب المياه المعدنية آخر مرة مشيت تدفع فاتورة الموية متين؟ برغم أن الموية أصلاً قاطعة وآخر سؤال بالله عليك آخر مرة طلعت نظفت قدام بيتكم ميتن؟ برغم أن سيارات النفايات لم تُسجل ظهوراً قربياً في حياتنا وهنا لدينا ولاة لا يوفرون للمواطن ضروريات الحياة، بينما هناك في دول العالم الأول ولاة يوفرون لمواطنهم حتى الشهيق والزفير النقي!!
(2)
لكل شيء رأس ورأس حكومة الوفاق الوطني الثانية نكث الوعود فعند مجئ هذه الحكومة الميمونة المباركة أصدرت قراراً بعدم استيراد 19 سلعة من السلع (نحن نراها شديدة الاستفزازية مثل طيور الزينة والأسماك الفاخرة والحلويات والشعيرية والميكرونة ومراتب الإسفنج وهلمجرا) وبالأمس (بلعت الحكومة) هذا القرار وسمحت باستيراد تلك السلع ومستعجلين كدا ليه؟ كان تخلوا حبر هذا القرار يجف الجفاف دا بريحو شوية!!
(3)
أربعة تؤدي إلى أربعة، زيادة الإنتاج تؤدي الى زيادة حصائل الصادر وكثرة المؤتمرات والندوات والسنمارات، تؤدي الى زيادة الدين الداخلي، وكثرة الوعود والبشريات تؤدي الى عودة الناس إلى ترديد هجم النمر هجم النمر وعدم وجود الحكم الرادع على المفسدين (قطط سمان وفيران وكيزان و..الخ) يؤدي الى مزيد من الفساد وانضمام فاسدين جدد باعبتار أن قدماء المفسدين عملوا ليهم شنو؟ غير التحلل!!
(4)
يروى أن أحد المواطنين دخل إحدى المصالح الحكومية لإنجاز عمل خاص به فوجد أحد الموظفين وحاول أن يقدم للموظف هدية نقدية أو مسحة شنب (والسنة تُسميها رشوة) للموظف، ولكن المواطن اندهش عندما رفض الموظف استلام تلك الهدية!! ولكن دهشة المواطن تلاشت عندما قال له الموظف: (خمسين جنيه دي نعمل بيها شنو؟ يا أخي دي شاي ما بتجيبو لينا وبعدين إحنا هنا كل زول داير حقو وما فينا زول بيخون التاني وما في زول بشيل أكثر من التاني وأصلو نحن في نهاية الدوام نجمع الإيرادات دي كلها ونقسهما وكل زول وحسب وظيفتو) وفتح المواطن فمه من الدهشة، ولكنه تمالك نفسه وسأل الموظف طيب ومرتبك؟ فقال الموظف المرتب دا ما بقعد معانا أسبوع ولو كانت معيشتنا واقفة على المرتب كان هلكنا من زمان فسأله المواطن: وطيب ولو زادوا ليكم المرتبات؟ فرد الموظف شوف يا أخينا لو زادوا المرتب والمرتب أصبح عشرة آلاف جنيه إحنا مسح الشنب دا حقنا حقنا ولأنه أصبح أسلوب عمل ونحن ذاتو بنشوف الحاجة دي الإنتو بتسموها رشوة نحن بنشوفها هي إدارة تدوير المال بين المواطنين والموظفين وهسع أمش صلح قروشك وتعال نقضي ليك حاحتك!! وخلي الكلام الكتير!!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى