الرجال سبب اكتئاب النساء 2019

الرجال سبب اكتئاب النساء وانعدام هدوئهن النفسي

تقع السيدات في الوطن العربي تحت ضغوط شديدة تسبب لها اكتئاباً مزمناً وربما عقداً نفسية ، ومن أهم مصادر اكتئاب المرأة هو الرجل ومعاملته السيئة ، والاستهزاء بما تقوم به سواء كان فى العمل أو في المنزل ، وهذا ما أشارت إليه دراسة أجراها المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية بالقاهرة والتي أكدت أن من أهم أسباب إصابة المرأة بالاكتئاب سوء معاملة الرجل لها ، سواء كان زوجا أو أخا أو ابنا أو أبا .

ومن خلال الدراسة تبين أن الواقع الاجتماعي للمرأة العربية ، واضطرارها للعيش تحت جناح الرجل وعجزها عن التمرد على بعض العادات والتقاليد الاجتماعية، سبب رئيسي في عدم قدرتها على أن تنعم بالهدوء النفسي لعدم قدرتها عن التعبير عن مشاعرها المختلفة ، وبخاصة أنها تدرك أنها لن تجني شيئا من وراء بوحها بما يجيش في صدرها، كما ذكرت جريدة “الشرق الأوسط” .

تعسف ذكوري
يقول أستاذ علم الاجتماع د . حلمي شاهين : ” إن العنف ضد المرأة في المجتمعات العربية من أهم الأسباب المؤدية لاكتئابها ، وهذا العنف لا يقتصر على الزوج بل قد يمتد للطفولة طبقا لموروثات اجتماعية متعارف عليها ،

حيث ما زال البعض ينظر للمرأة نظرة دونية فيمارس الأب أو الأخ سلطته علي البنت من خلال هذا المبدأ ويصل التعسف في التعامل معها في أحيان كثيرة للمنع من التعليم أو تحديد مستواه ودرجته وإجبارها على الزواج من شخص معين، وعند زواجها تنتقل سلطة الأب للزوج الذي يواصل حلقة التعسف ضدها بدعوى أن هذه هي الرجولة الصحيحة .

ويضيف د. شاهين : من هنا نجد عندنا إنسانة هشة وضعيفة وعندها استعداد قوي للإصابة بالاكتئاب نتيجة طفولة عاشتها لم يكن لها القدرة على التحكم في مجرياتها لصالحها أبداً، وحاضر يمثل حلقة وصل لا تختلف كثيرا عن ماضيها ، لذا علينا أن نعترف أيضاً أن هناك ظواهر اجتماعية سلبية ذات تأثير مباشر على استخدام العنف ضد المرأة وقهرها مثل القهر الاقتصادي والقهر الاجتماعي والسياسي، وهنا لا يجد الرجل متنفسا أمامه لحالة القهر والكبت التي يعانيها سوى المرأة ،

بل أن بعض المجتمعات تؤمن بأن عدم إذلال المرأة والتعامل معها بشكل متعاطف وجيد سيؤديان إلي جلب العار للعائلة وذلك حسب المثل الشهير: ” دلال البنت يخزيك، ودلال الولد يغنيك” ، وغير هذا من الأمثلة الكثيرة المتوارثة التي تؤكد على ضرورة استخدام القوة لتأديب الفتاة حتى لا تجلب العار للعائلة !

شعور بالقهر
وفي دراسة أخري للباحثة المصرية د‏.‏ مني حافظ عبد الرحمن الأستاذة بكلية الآداب جامعة عين شمس “العنف الأنثوي ..‏ قراءة سوسيولوجية في عنف المرأة المصرية‏”

رصدت ‏ أسباب هذه الظاهرة، والتي أرجعتها إلي سوء أحوالها الاقتصادية والنفسية والظلم الاجتماعي من جراء التمييز النوعي بين الذكر والأنثى ، الأمر الذي أسفر عن شعورها بالقهر والظلم والدونية، بالإضافة الي تناقص فرص التعليم والعمل وانخفاض الدخل وقلة الرعاية الصحية وجمود العادات والتقاليد وارتفاع نسبة العنوسة نتيجة زيادة المواليد من الإناث في المجتمع المصري إلي جانب العوامل المرتبطة بطبيعة كل امرأة‏، كما ذكرت جريدة”الأهرام”.‏

وأرجعت الدراسة أسباب العنف إلى‏ أن العامل الاقتصادي ليس العامل الوحيد الذي يفجر العنف عند المرأة ، لأن هناك فقيرات كثيرات لا يمارسن سلوكا عنيفا بينما هناك نساء كثيرات تتوافر لديهن فرص عمل مناسبة ويتمتعن بقدر عال من التعليم والثقافة ويسلكن بالرغم من ذلك يمارسن سلوكا عنيفا‏ ، كما أن التفكك الأسرى وضعف رقابة الوالدين من الأسباب الاجتماعية للعنف‏.‏

أما الأسباب النفسية فترجع إلي الحرمان العاطفي والكبت وهناك أسباب صحية ومزاجية للعنف مثل التوتر الناتج قبل أو أثناء فترة الطمث‏.‏

تشجيع العنف

ومن ناحية أخرى توضح الدكتورة ذكاء‏ الأنصاري الباحثة في التراث الشعبي‏ أن العنف والتمييز ضد المرأة تؤصله الأم مؤكدة : ” أنه إلى جانب تشجيع النساء لعنف الرجل ضد المرأة‏,‏ فالأم كانت تقهر البنت لمصلحة الولد وتحثه علي تقويمها بالضرب حتي أن كانت أكبر سناً، كما يؤكد المثل الشعبي أكسر للبنت ضلع يطلع لها ‏24،‏ وكذلك كانت الحماة تنصح ابنها بضرب الزوجة صباحا ومساء كي تبقي دائما طوعة ونفس الشيء بين الزوجة وضرتها ،

وهكذا حتى أصبح العنف ضد النساء جزءاً من شخصية المرأة‏,‏ وعندما نجحت المرأة في تحقيق ذاتها، وأصبح لها كيان مستقل لم تستطع أن تنهي العنف الموجه ضدها بالكامل‏,‏لأن ثقافة المجتمع مازالت متمسكة بسطوة الرجل‏,‏ وبالنظرة إلي رجولته متمثلة في قوته وليس في صدقه إذا وعد ، ولا في تحمل المسئولية”‏.‏

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى