الدوخة والدوار وعدم الاتزان

الدوخة والدوار وعدم الاتزان

إنّ من أكثر الأسباب شيوعاً والّتي تؤدي إلى زيارة الأشخاص الطبيب هي شعور الشّخص بالدوخة والدوار وعدم الاتزان؛ حيث إنّ نسبة حدوث الدوخة بين الأفراد بشكلٍ عام قد تصل إلى 10%، أمّا عند الأشخاص الذين تجاوزوا الأربعين عاماً فقد تصل إلى 40%.
الدوخة مُصطلحٌ عام يَصف أكثر من شعور، منها: الشعور بخفّة الرأس، والدوار، وانعدام التوازن، وأيّ حالةٍ يكون فيها المريض غير طبيعيٍّ، أمّا الدوار فهو مُصطلح خاص يَصف شعور المرء وكأنّه يَدور أو كأنّ الأشياء حوله تدور وهو بسبب عطل في مسار الدهليز، وعادةً ما يكون مَصحوباً بالإحساس أنّ الجسم يتحرّك للأمام والخلف، وأمّا عدم الاتزان فهو مُصطلحٌ خاصٌ أيضاً، يَصف شعور المرء بأنّه على وشك السّقوط، ويتضمّن طريقة مشي غريبة وغير معتادة. ويجب التفريق بين الثلاثة مصطلحات لأن كل مصطلح يعني شعوراً مختلفاً قادماً من مكان مختلف وفسيولوجية المرض التي تؤدي إلى حدوثه مختلفة عن الأخرى.
تجدر الإشارة أنّ العديد من الأجهزة والأعضاء والحواس في الجسم تتكامل كي يحصل الاتزان في الجسم؛ منها: البصر، والسمع، والعضلات، والدماغ، فربّما يكون سبب الدوخة وانعدام الاتزان هو خللٌ في أيّ عضوٍ أو حاسّة من هذه الأعضاء والحواس. [١][٢]

الدوار

أسباب الدوار

تشريحياً الأماكن التي تؤدّي إلى شعور الشخص بالدوار هي:[١]

  • الجهاز الدهليزيّ خاصّةً القنوات الهلالية.
  • العصب الدهليزي.
  • النوى الدهليزيّة وطريقها إلى جذع الدماغ.

غالباً يربط الناس الشعور بالدوار بالأذن الوسطى، لكنّ السبب الذي يؤدّي إلى شعور المرء بالدوار هو خللٌ في الأذن الداخلية. إنّ الأمراض التي تُسبّب الشعور بالدوار، هي:[٣][١]

  • الدوار الوضعي الانتيابي الحميد (بالإنجليزية: Benign Paroxysmal Positional Vertigo): هو نوبة دوار قصيرة المدّة تستمر فقط إلى ثوانٍ، تحدث عند تغيّر وضع الرأس أو الالتفاف، سببها حركة بلّورات كربونات الكالسيوم الزائدة في القنوات الهلالية في الأذن الداخلية، ممّا يثيرها ويجعلها ترسل سيالات عصبية للدماغ. قد يُشكّل هذا الدوار خطراً على المريض أثناء قيادة السيارة أو إذا كان المريض في مكان يُشكّل سقوطه فيه خطراً عليه.
  • التهاب التيه أو العصب الدهليزيّ: هو التهاب في الأذن الداخليّة، مما يؤدّي إلى الشعور بالدوار، وقد يصل إلى فقدان الشخص لسمعه، ويستمرّ الدوار في هذه الحالة إلى أيّام، ويتبع في العادة التهاباً فيروسيّاً.
  • مرض منيير (بالإنجليزية: Ménière’s disease): هو خللٌ في الأذن الداخليّة، ويُعاني الشخص فيه من الدوار لمدّة ساعات بالإضافة إلى طنين في الأذن، وقد يفقد المَريض السمع بالأذن المُصابة، وعادةً ما يُصيب أذناً واحدة ويكون مصحوباً بغثيان واستفراغ.
  • ورم العصب السمعي.
  • ورم في أحد أجزاء جذع الدماغ.
  • نقص تروية جذع الدماغ أو نوبة نقص تروية عابرة.
  • الصداع النصفي أو الشقيقة.
  • التصلّب اللويحي.
  • تناول الكحول أو بعض الأدوية مثل مضادات الاختلاج.

أعراض مصاحبة للدوار

هناك العديد من الأسباب التي قد تُسبّب الدوار منها سبب مركزيّ في الدماغ، ومنها طرفيّ من الأعضاء الأخرى مثل الأذن الداخلية. إنّ للأسباب المركزيّة التي تُسبّب الدوار أعراضاً مُصاحبة تختلف قليلاً عن الأعراض المصاحبة للدوار الذي يكون سببه خلل طرفيّ؛ حيث أنّ الأعراض المُصاحبة للدوار الذي سببه خلل مركزي هي:[٣]

  • الدوار يكون عادة قليلاً في حدّته.
  • رأرأة العين؛ وتكون هنا عاموديّة أو دائرية، وتحدث في أكثر من اتّجاه.
  • عادةً ما تظهر أعراض خلل في جذع الدماغ مُصاحبةً للدوار، كظهور فقدان في الإحساس بالأطراف.
  • إذا صاحب الدوار سقوط المريض؛ فعادةً ما يميل ويسقط للجهة التي يوجد فيها الخلل غالباً، مع أنّه يُمكن أن يميل نحو الجهة الأخرى.
  • إذا ثبّت المريض نظره نحو شيء مُعيّن فلا تختفي رأرأة العين.

إنّ الأعراض التي تُصاحب الخلل في عضو طرفي والذي يُسبّب ظهور الدوار؛ هي:[٣]

  • دوار شديد في حدّته.
  • رأرأة أفقية في العين، وتكون في اتجاه واحد.
  • عادة ما يُصاحب الدوار طنيناً في الأذن أو فقدان لحاسة السمع.
  • غثيان واستفراغ.
  • إذا صاحب الدوار سقوطاً أو ميلاناً؛ فيميل الشّخص نحو الجهة التي تكون فيها المشكلة.
  • إذا ثبّت المريض نظره نحو شيء مُعيّن؛ فتخفي رأرأة العين.

تشخيص سبب الدوار

التشخيص بشكل أوليّ ورئيس يعتمد على الأعراض التي يعاني منها المريض والمدة والأعراض المصاحبة والأدوية التي يأخذها المريض، بالإضافة إلى التاريخ المرضيّ للمريض وإذا عانى مؤخراً من التهاب، ثم الفحص السريري كي يحدد الطبيب هل سبب الدوار خلل مركزي أو طرفيّ. ولتشخص مرض الدوار الوضعي الانتيابي الحميد، يطبّق الطبيب اختبار ديكس-هول بايك (بالإنجليزية: Dix-Hallpike test) وهو عبارة عن تحريك الطبيب لرأس المريض فجأة في اتجاهات معينة ومراقبة الأعراض التي تظهر على المريض، بعض حالات الدوار قد يستعين الطبيب لتشخيصها بصورة رنين مغناطيسي أو أشعة مقطعية.[٤]

علاج الدوار

الدوار يمكن أن يذهب لوحده أو تخفّ حدّته لأن الدماغ قادر على التكيّف على الأقل جزئياً في حال إذا كان سبب الدوار التهاب الأذن الداخلية، حيث يعتمد الدماغ في هذه الحالة على طرق أخرى للحفاظ على التوازن، وبسبب أن هناك العديد من الأمراض التي تسبّب الدوار، فيعالج الدوار بعلاج سببه؛ فمثلاً الدوار الذي سببه التهاب الأذن الداخلية يعالج بالمضادات الحيوية، أما إذا كان مرض الدوار الوضعي الانتيابي الحميد هو سبب الدوار؛ فيمكن تطبيق مناورة إبلي (بالإنجليزية: Epley maneuver) ومن خلالها يعاد تموضع الكريستالات التي تؤدي إلى حدوث تهيّج الأذن الداخلية وحدوث الدوار، ويمكن أن يصف الطبيب للأشخاص المصابين بمرض منيير مدرات للبول للتخفيف من السوائل، في حالات نادرة يلجأ الطبيب إلى الجراحة إذا كان سبب الدوار ورماً في الدماغ مثلاً. [٥]بشكل عام هناك دوائين يمكنهما علاج كل أنواع الدوار، وهما:[١][٤]

  • ميكليزين (بالإنجليزية: Meclizine).
  • بينزوديازبين (بالإنجليزية: Benzodiazepines).

الوقاية من الدوار

للوقاية من الدوار الذي سببه مركزي يجب على الشخص وقاية نفسه من الأسباب التي قد تؤدّي إلى إصابته بجلطة دماغيّة بالسّيطرة على ضغط الدم بمستوى طبيعي، والانتباه إلى عدم ارتفاع مستوى الكولسترول والسكّر في الدم، أمّا بالنسبة إلى الوقاية من الدوار الذي سببه خلل طرفيّ للوقاية من مرض منيير مثلاً يجب الانتباه إلى مُستويات الملح التي يتناولها الشخص، ولا يُمكن حماية النفس تماماً من الإصابة بالدوار، لكنّ الحياة الصحيّة دائماً أفضل للوقاية من الإصابة من أغلب الأمراض.[٢]

انعدام الاتزان والدوخة

إنّ الأجهزة والحَواس في الجسم تتكامل لتَحقيق التوازن في الجسم، وأيّ خللٍ في إحداها يؤدّي إلى حدوث خللٍ في اتزان الجسم خاصّةً أثناء الوقوف أو الحركة، من هذه الأجهزة الأذن الداخليّة والعينين ومجسّات عضلات الرقبة والمفاصل والدماغ لترجمة جميع المعلومات وأخذ القرار بالحركة المناسبة.
إنّ العينان تُحدّدان موضع الرأس عن طريق الرؤية، ومجسّات الحركة في عضلات العمود الفقري والمَفاصل والأوتار تُرسل سيّالات عصبيةّ للدماغ تعلِمه عن وضع الجِسم النسبي للمحيط، أمّا الأذن الداخلية فتتكوّن من الدهليز، والقنوات شبه الدائرية والقوقعة، وترتبط بالعصب الدهليزي المسؤول عن الاتزان.[٦]

أماكن في الدماغ مسؤولة عن انعدام الاتزان

تشريحياً؛ هناك عدة أماكن في الدماغ قد تؤدّي مشكلة فيها إلى شعور المرء بعدم الاتزان، منها:[١][٣]

  • الدماغ كله بشكل عام؛ إمّا بسبب مُشكلة في الدماغ والأعصاب أو بسبب مرض عضوي أدّى إلى مشكلة في الدماغ؛ أدّت إلى ضعف عام أو بؤري.
  • المخيخ؛ فحدوث مشكلة فيه تؤديّ إلى انعدام الاتزان والتناسق أثناء الحركة.
  • العقدة العصبيّة القاعدية (بالإنجليزية: Basal Ganglia)، وأيّ خلل فيها يؤدّي إلى ضعف في ردود فعل الجِسم الوضعيّة.
  • المَسالك أو المُستقبلات الحسيّة، وأيّ مُشكلة فيها تؤدّي إلى خللٍ في استِقبال الحسّ العَميق (بالإنجليزية: Proprioception).

أسباب انعدام الاتزان

هناك أسباب كثيرة قد تؤدّي إلى خللٍ في التّوازن، منها:[٧][٨]

  • أيّ مُشكلةٍ في الأذن الداخليّة تؤدّي إلى انعدام الاتزان.
  • تلف في أعصاب القدم يؤدّي إلى مشكلة في المَشي وانعِدام التوازن.
  • فقدان البصر.
  • ضعف في العَضلات أو مَشاكل وعدم استقرار في المفاصل.
  • بعض الأدوية كعرض جانبي لها.
  • مرض باركنسون.
  • داء الفقار الرقبي.

أسباب الدوخة

الدوخة هي إحساس بخِفّة الرأس وتشويش في الذهن، يُمكن أن يُسبّب الدوخة الآتي:[٧][٩]

  • مشاكل في الأذن الداخلية.
  • مشاكل نفسيّة كالاكتئاب، والقلق.
  • قلة النوم.
  • انخفاض مُستوى السكّر في الدم.
  • بعض الأدوية كعرضٍ جانبيّ لها.
  • فقر الدم.
  • الحمل.
  • انخفاض نسبة الأكسجين في الدم وفرط التنفّس.
  • الخوف الشّديد أو الهلع.
  • انخفاض ضغط الدم.
  • هبوط الضغط الانتصابي (بالإنجليزية: Orthostatic Hypotension).

تشخيص الدوخة وانعدام الاتزان

إنّ الدّوخة تُسبّب انعدام الاتّزان، ولتشخيصهما يبدأ الطبيب بأخذ المعلومات حول العَرَض، والأعراض المُصاحبة، والمُدّة، والأمراض الأخرى التي يُعاني منها المريض؛ كالضغط، أو السكري، والأدوية التي يستعملها المريض؛ لأنه يمكن أن يكون سبب الدوخةوانعدام الاتزان هو الأعراض الجانبيّة لدواءٍ مُعيّن، ثمّ الفحص السريري الذي يشمل فحص الأذن، ثمّ يَطلب الطبيب الفحوصات والصور اللازمة حسب الحالة، غالباً ما يَطلب الطبيب فحصاً لمستوى السكر في الدم، وقياس ضغط الدم، ووتيرة التنفّس، وعدد دقات القلب، وإذا كانت المَريضة أنثى مُتزوّجة قد يَطلب الطبيب فحص حمل، وقد يَطلب الطّبيب صورةَ رنين مغناطيسي، وأشعّة مقطعيّة محوسبة.[٧]

علاج الدوخة وانعدام الاتزان

يكون العلاج حسب تشخيص الطبيب بعلاج المُسبّب، وإذا كانت الدّوخة مصحوبةً باستفراغ أو صداع يُمكن وصف مُسكّنات ومضادّات للاستفراغ وأدوية تُخفّف من الشعور بالدوخة، وتَحسين نمط الحياة وطبيعة الأغذية المتناولة لها دورٌ كبيرٌ في تجنّب الدوخة قدر الإمكان بتجنّب الأمراض التي يُمكن أن تُسبّبها، أمّا إذا كان سبب الدوخة أو انعدام التوازن خلل في المفاصل أو ضعف العضلات فيجب مراجعة طبيب عظام أو أعصاب لإجراء اللازم.[٧]

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى