الحكومة والمصدرون …. (الحساب ولد)

عروض الشراكة الاقتصادية تم تبادلها بين الحكومة والمصدرين أمس، عقب إعلان رئيس الوزراء وزير المالية معتز موسى عن شراكة فاعلة وحقيقية بين القطاع الخاص والحكومة لبناء علاقة مسؤولة ومنتجة، وأن تركز الشراكة على أعمال وبرامج القطاع الخاص، متعهداً بأن تكون الحكومة جاهزة بالسياسات للخروج برؤية لتحقيق هدفها..

المصدرون بدورهم توقعوا تصدير الإنتاج وتحقيق عائدات بنحو(2) مليار دولار من الحبوب الزيتية بشرط إزالة التحديات والمعوقات أمام الصادر وتوفير التمويل، مؤكدين جاهزيتهم للوقوف جنباً إلى جنب مع الحكومة في الفترة المقبلة لدعم الاقتصاد الوطني..
هذه العهود والوعود ستضع الطرفين في مواجهة قاعدة (الحساب ولد) خلال الفترة القادمة.
فندق كورنثيا شهد صباح أمس، افتتاح فعاليات المؤتمر الرابع للحبوب الزيتية للإرتقاء بالصادرات السودانية. وتعد الحبوب الزيتية من أهم الموارد التي يمكن للسودان أن يحقق فيها إنتاجاً زراعياً عالياً، بما في ذلك الزيوت النباتية خاصة محاصيل الفول السوداني، السمسم، زهرة الشمس، وبذرة القطن.

(الحساب ولد)

رئيس الوزراء القومي وزير المالية معتز موسى، أكد أن إنعقاد المؤتمر الرابع للحبوب الزيتية يعكس وجهاً مشرقاً للصادر، ويلمس عصباً مهماً في إقتصاد البلاد، محيياً القطاع الخاص والمنتجين على إرثهم الذي وصفه بـ(القديم التليد) في عمل الصادر الذي يعود إلى مطلع القرن الماضي. معتز أعتبر الحبوب الزيتية جملة محاصيل استطاعت أن تجمع السودانيين في خط وعصب واحد مثل الوحدة الوطنية، كما أنها أحد أعمدة الإنتاج والاقتصاد الوطني وتستحق الاهتمام. مؤكداً على أن الدولة تمضي في اتجاه طويل باقتصاد يقوده الصادر وتنمية يقودها التعليم، وأضاف: صادرات تبنى على سلة منتجات على رأسها الحبوب الزيتية، قاطعاً بأن إنتاج هذا الموسم جزء أساسي من برنامج الدولة والحكومة.
وأبان رئيس الوزراء أن مجلس الوزراء حدد يوم عمل للقطاع الخاص بغرض التشاور والتفاكر حول القضايا والتحديات، وذلك بغية الوصول إلى حلول عملية تحقق الرؤى والآمال إلى واقع معاش يرفد الاقتصاد بالخير. معتز شدد على التجاوب الكبير من قبل القطاع الخاص منذ تشكيل حكومة الوفاق الوطني الأخيرة بنحو 8 أسابيع، وأضاف: وجدت القطاع الخاص في الزمان والمكان المناسبين وأنه جاء بقدر التحدي والتوقعات. مؤكداً على أن الحكومة جاءت في المقام الأول لتحريك القطاع الخاص، مستدركاً: ولكننا ما نزال في بداية الطريق نحو شراكة فاعلة حقيقية بين القطاع الخاص والحكومة لبناء علاقة مسؤولة ومنتجة بنهاية الفترة الدستورية المقبلة. كاشفاً عن تطلعاته بأن تركز الشراكة على أعمال وبرامج القطاع الخاص لأنها من صلب برنامج الحكومة إلى جانب إنفاذ سلسلة البرامج الخمسية التي يقودها الصادر ثم الوقوف على الجوانب التشريعية والقانونية والنظر في كوابح الصادر، وذلك وفق عمل دؤوب يشمل كل أجهزة الدولة الاتحادية والولائية وأحكام سياسات الصادر وتوفير معينات الإنتاج، مراجعة الموانئ والنقل، وتنظيم الأسواق والبورصات ووارداتها، ثم التمويل وإصلاح النظام المصرفي بحسب الكفاءة. موجهاً إلى ضرورة أن تجمع مجالس الصادر الحكومة والمنتجين والمصدرين معاً حتى تكون خلية عمل فاعلة ومتجانسة لحلحلة كل المشكلات ومن ثم ترقب النتائج، منوها إلى أن الهدف الصغير لشعبة مصدري الحبوب الزيتية يحقيق عائد صادر بـ(2) مليار دولار في هذا الموسم، وأنه سيأخذ هذا الرقم بجدية، مشيراً إلى أن الحكومة ستكون جاهزة بالسياسات للخروج برؤية تعين الشعبة لتحقيق هدفها ، ومن ثم تنظر النتائج حتى يكون (الحساب ولد).

المحرك الأساسي

وزير الدولة بالصناعة والتجارة البشرى عبد الرحمن، وصف مداولات مؤتمر الحبوب الزيتية بـ(الجيدة)، واعتبر أن البلاد لديها موارد طبيعة تمكنها من الريادة على مستوى العالم، وأضاف: الحكومة تولي قطاع الصادر اهتماماً وللسلع والمنتجات، وتبرز الحاجة للعمل سوياً لتحقيق الهدف المنشود في الصادر، وأضاف: وزارة التجارة شكلت 13 مجلساً سلعياً تعمل على تطوير سلع الصادر، موضحاً أن الحبوب الزيتية توفر لها موسم زراعي ناجح، متطلعاً إلى إيجاد فرص التسويق الجيد حتى يعم خيره على الكل، مؤكداً على أن الحبوب الزيتية تحتل مكانة مرموقة في قائمة الصادرات السودانية وتمثل مدخلاً في صناعة الزيوت والمحرك الأساسي للصناعات، منوهاً إلى أن منتجات الصادر السوداني تتميز بأنها طبيعية خالية من أي إضافات وأنه يجب العمل على ايجاد منافذ الترويج والتسويق لها، داعياً إلى ضرورة إدخال ميزة القيمة المضافة للصادرات لتحقق الفائدة للمنتج والمصدر لأن تصدير المنتجات الخام يفقد البلاد موارد أجنبية ثم الاهتمام بالمعايير العالمية وجوانب التعبئة والتغليف، مشيراً إلى أن التزام الوزارة بتذليل المعوقات وضرورة الخروج بتوصيات تمكن من المحافظة على الأسواق الخارجية وفتح منافذ جديدة .

موسم فرحنا

رئيس اتحاد الغرف التجارية المهندس يوسف أحمد يوسف، تناول سيرة وعلاقة السودانيين بالحبوب الزيتية، مشيراً إلى أن السودانيين في مناطق الوسط الشرقي لديهم ارتباط وثيق وعظيم بمحصول السمسم حيث كان وما يزال السمسم في هذه المناطق يشكل قيمة اجتماعية واقتصادية للمواطنين كافة، وأضاف:يشكل موسم حصاد السمسم موعداًً للأفراح وعقد الزيجات وتجهيز استعدادات المدارس والجامعات.
وتطرق يوسف إلى المكاسب الاقتصادية لمحصول السمسم والحبوب الزيتية عامة، مبيناً أن السمسم محصول نقدي مهم يدر عملات صعبة مقدرة للبلاد، متطلعاً أن تكون البلاد في مقدمة الدول المنتجة عالمياً حول محصول الفول السوداني، وأكد على أن مناطق الغرب في كردفان والجزيرة لديها نفس القيم الاقتصادية والاجتماعية بالمحصول، مشدداً على أن محاصيل الحبوب الزيتية تحرك الاقتصاد السوداني، الأمر الذي يفرض على اتحاد الغرف التجارية قيام مؤتمر خاص به، لمناقشة قضايا رفع الإنتاج والإنتاجية وجودتها، وأضاف: ما يزال الاتحاد يشارك في رسم السياسات مع الجهات الحكومية من أجل حلحلة المشكلات وتوفير احتياجات القطاع كافة، مشيراً إلى أن غرفة المصدرين لديها مصفوفة متكاملة لترقية الصادر والمساهمة في إنجاز البرنامج الخماسي إضافة إلى أن المؤتمر مثل منبراً محلياً وعالمياً للتعريف بالمنتجات السودانية وفتح منافذ أسواق جديدة لها، ثم خلق علاقات اقتصادية للمصدرين تدعم الاستمرار في صادر الحبوب الزيتية .

البلاد تعود

من جانبه أكد رئيس غرفة المصدرين وجدي ميرغني أن سياسات الدولة اتجاه سعر الصرف انعكست إيجاباً على الإنتاج، وتوقع تصدير إنتاج وتحقيق (2) مليار دولار من الحبوب الزيتية في الفترة القادمة، وأشار إلى حدوث زيادة مطردة في معدلات إنتاج كل المحاصيل لهذا العام خاصة الحبوب الزيتية بسبب ارتفاع معدلات الأمطار، وأضاف: البلاد عادت حالياً بقوة للإنتاج رغم التغيرات المناخية.
وأكد وجدي أن الحبوب الزيتية لها القدرة في سد الفجوة الغذائية، وسد العجز بالميزان التجاري، مثمناً على دورها الكبير في رفد الخزينة العامة بالعملات الحرة، إلى جانب أنها عملت على خلق علاقات متميزة للمصدرين مع العالم الخارجي وحققت للسودان شهرة في الأسواق العالمية خاصة مع الدول التي لها علاقات مميزة مع السودان على رأسها الصين، داعياً إلى خلق شراكة حقيقية مع القطاع العام من أجل تحقيق عائد سريع يصب في مصلحة الاقتصاد الكلي، ومجابهة التحديات التي ظلت تواجه الصادرات إلى جانب مساعدة القطاع الخاص في التمويل، مؤكداً على جاهزيتهم للوقوف جنباً إلى جنب مع الحكومة في الفترة المقبلة لدعم الاقتصاد الوطني من خلال التوسع في زراعة المنتجات المختلفة، مشيراً إلى أن البلاد تحوز على قدر مهم من سوق الصادر العالمي في الحبوب الزيتية.

تقرير : ابتهاج متوكل

الخرطوم (كوش نيوز)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى