الجميعابي: وئام شوقي أديبة محترمة وكان يجب استضافة (صعاليق) الفكرة

بصراحته المعتادة أشعل الدكتور محمد محي الدين الجميعابي، حلقة (كباية شاي) الأسبوع الماضي، بحديقة (التيار)، إفادات نارية بشأن بدايات الإنقاذ قبل التشكُّل مروراً بالمفاصلة حتى الوضع الراهن، واتهامات أخرى دافع عنها، فإلى تفاصيل حلقته الآخيرة :

الخرطوم: نور الدين جادات
الحلقة الرابعة والأخيرة
المنظومة الخالفة
أما فيما يتعلق بأطروحة المنظومة الخالفة التي ذكرها الشيخ حسن الترابي، فهي جسم جديد يضم كل الناس ويفتح حواراً مع كل القوى الإسلامية واليساريين وهي ستطرح ويتم النقاش فيها وهي البديل فإذا لم يتقدَّم الموتمر الوطني والحركة الإسلامية ولم يأتوا بإصلاح مثلها فسيظلون مرفوضين وسيغادرون وبقائهم امتداداً لتمكينهم للقبلية والأسر الكبيرة.
نعم، الإنقاذ مكنت للقبلية والجهوية وهي واحدة من سوءات حكومة الإنقاذ مايعرف بالتمكين للأسر والقبلية فهي أتت بأفراد لا علاقة لهم بالعمل العام وليس لديهم خبرة فهم ليسو كوادر حزب أو مفوَّهين فقط، لأنهم قبليين، أما فيما يخص مشاكل دارفور فمن هو سبب الكارثة؟

شباب توك
حقيقة برنامج (شباب توك) فهي ليست كما صوَّرها البعض بأنني راعيها وكذا، فالموضوع أبسط مما ترون جاءتني قناة سودانية 24 للبرنامج استضفتهم في مكتبي، وهناك عدد من البرامج استضيفها في الحديقة الدولية، وجاءوا لمكتبي وجلسوا به، ولا أعتقد الأمر يستاهل كل هذه الجلبة والحديث السالب ليس له معنى وكان لنا الاستفادة من القناة الألمانية، وحسب اعتقادي أن الشيخ محمد عثمان صالح، لم يكن الشخصية المناسبة، فكان يجب أن يأتي (صعاليق) الفكرة أمثال: المحبوب، أمين حسن عمر، حسين خوجلي. ووئام شوقي هي شخصية محترمة جداً وعلى قدر من الفهم لذلك من قاموا عليها ووصفوها بأنها شيوعية وكذا وكذا ليس من الحكمة، وأنا لا أعرفها وتابعتها في اليوتيوب وهي إنسانة راقية ، وأديبة متمنكة، استمعت إليها لكن هم دايرين يجننوها بأحاديث أبوك شوقي الشيوعي وكذا وكذا، لكن ما يجب التنبيه إليه الأولاد ديل طفشوا مننا يجب اللحاق بهم ولا أحد يخاطبهم ونحن من أمرنا بأن نخاطب الناس على قدر عقولهم، فهاجمها عبد الحي يوسف، أنا شخصياً رددت عليه وسبق أن استضفته أكثر من 30 حلقة، لم يدفع لي قرش واحد، وكذلك أئمة كثر خاضوا في الحديث ولا أحد منهم يخاطب الجيل الموجود الآن، ورسالتي لهم سيروا وبشِّروا افتحوا الحوار مع الشباب فهم (جننا المرق مننا فلا بد من نكسبهم) .
شيوعية
كما ذكرت مسبقاً فقد اتهموها بالشيوعية، هم وين الشيوعية (ياحليل الشيوعيين) الشيوعيون زمان كنا نجادلهم، أنا كنت بتكلم 4 مرات، في اليوم، وهم راقيين ماداير أقول الله يجيبهم راجعين، مع العلم أن الجمهوريين علَّموا الإسلاميين الحوار ومبدأ الحوار وعلمونا أن نقرأ ونرد، لكن نتمنى أن تعود البلاد كما كانت وتتملي بالحيران والأحزاب والمناظرات، في السابق عندما كنت معتمداً لأم درمان جاءني الحاج وراق، أيام حركة (حق) أخبرني أنه بصدد أن يقيم برنامج، فقلت له: أديني برنامجك كانت حينها جمعية التنوير الثقافية، وأخبرته أنني سوف أحضر، لكن -لاحقاً- ناس الأمن احتجوا على ذلك، فقلت لهم: أنا مسؤول الأمن في المحلية فسأسمح لهم بذلك وأخبرتهم تعالوا ليهم الدار وأحضروا فعالياتهم، فلا شيء يستحق.
طب الخرطوم
أنا خريج جامعة الخرطوم وكلية الطب كنت شخصاً تنظيمياً مارست الطب، جيت للوظائف السياسية، لكن الآن في منظمة (أنا السودان) وصلت العديد من وحدات الرعاية الصحية الأولية ولابد من أن يأتي الجيل الذي يلينا، حالياً أنا طبيب عمومي وشقيقي أميز جراحي السودان، وعندما أذكر الحكومة فأني أقصد بيها الحزب الحاكم ، والرجل الثاني قصدت به علي عثمان، سابقاً فهو (أكل خريفو) وشيخ حسن، لم ينجح في إيجاد بديل وهي مشكلته، ونتمنى أن تلد النسوان (زيو)، حديثي عنه ناتج من معرفة طويلة، فأنا أعرفه منذ (55 ) سنة، معرفة طويلة، وطول هذه المدة لم أر في يده ولو جنيه.
دولة مدنية
الترابي، أراد للدولة أن تتحوَّل إلى تجربة مدنية وهي التي حدثت لأجلها المقاومة، لكن النظام الخالف سيضم الجميع بما فيهم المسيحيين، فأسالوا فليوثاوث فرج، الذي أدار معه الترابي، حواراً حولها، فهي الدولة المدنية التي تستوعب الناس كافة، أتمنى الرئيس يقود المنظومة الخالفة ويقفز بمخرجات الحوار التي ناقشها معه الترابي وهي ستمثل حفظاً للحقوق ويمكن أن يكون الرئيس من أي قبيلة مسلم، مسيحي، لا ديني حتى، فهي دولة المؤسسات، وذلك حسب مخرجات الحوار الوطني.
لابد من التمييز، ففشل تجربة الإنقاذ هي تجربة فشل للإسلام السياسي في السودان فقط، وليس فشلاً للمنهج، فهي تحسب للتجربة السودانية فقط، وتؤخذ سالبة على كل الحركات الإسلامية ولا تعتبر كما أسلفت فشلاً للفكر الإسلامي، لأن من قاموا بها لم ينجحوا، الفكرة لم تفشل، وهناك دول تقدم أنموذجاً متطوراً في تونس في التحالف وتركيا وهو نجاح غير عادي لكننا قدنا تجربة نصيب الفشل فيها عالي جداً ابتداءً من الحريات، الفساد، وعدم مشاركة الآخرين.
تحقيق
ضمن التحقيقات -أيضاً- يجب أن تفتح ملف عائدات البترول إلى اليوم كدولة لا أحد يعلم قيمته كم وأين صرفت؟ لكن بنقول ليهم: الجفلن خلوهن ألحقوا الواقفات، أين الذهب عايدو كم؟ أرياب ؟ مع العلم أن حدود السودان كلها شغالة تهريب دهب وهي كارثة وسبق أن جاءت شركة الـ(جي ام سي) وذهبوا لكردفان اتحدى أي مسؤول أن يرينا ماذا فعلوا، باليورانيوم ؟ والأشياء الأخرى التي تُهرَّب في أماكن داخل السودان تأتي الطائرات بتنزل وتطير دون معرفة الحكومة. قبل فترة جاءني أحد الطلاب وهو يحمل بحثاً للتنقيب عن الذهب في النيل، لكنه تلقى تهديدات بالقتل.

أغنى دولة
نحن بلا شك أغنى دولة في العالم، فالنيل يدخلها من أولها لآخرها، خصوبة أرض، اليورانيوم، الذهب، لكن مصيبتها أنها لم تقسم لها حكومات ناجحة منذ الاستقلال .
ما أريد قوله الآن أن المخرج هو الحريات وأن تم إجراء انتخابات في هذه الأجواء فلا قيمة لها، فالقرار عند الحزب الحاكم، يمتلك كل والوسائل و السبل، لذلك أكرر أن المنظومة الخالفة هي الحل، لأنها نصت على فترة انتقالية يمكن أن يعد فيها لحريات حقيقية وأحزاب فاعلة غير صورية.
طائفية
لكن الإنقاذ الآن أشركت أبناء الطائفية الذين جاءوا ضدها من أجل محاربتها ولا أحد يعرف لهم تاريخ من الأساس، و الطائفية تأتي بأفراد غير مؤهلين لأجل وزنهم الحزبي، فهل عبدالرحمن يمثل الحزب؟ فإن حزبه ما بعترف به، ولا مريم تعتبر عبد الرحمن يمثلها، وأولاد الميرغني، كذلك لا أحد يعرف عنهم شيئاً غير مشاركتهم في الحكومة، فهم لعبوا معاكم كورة وين وكانوا قيادات وين أنا بعرف وزير ماعندو (10) أنفار في حزبه، وواحد والله مرتو ما معاهو.
كنت بغني
أخي من يقود مبادرة شباب حول الرئيس وليس له أي أثر، لكن في العائلة لا حجر، كل شخص يفعل ما يقتنع به ، من ناحية أخرى كما روي أنني كنت أغني لكن شغل طلاب ساي وأنا في حنتوب الثانوية وبمثل الداخلية، وفي سجن كوبر كذلك.
لكن الكُبر وتأثير العمر غيَّر ذلك، لم أكن فناناً محترفاً لكني أشجع العمل الثقافي.

أموال ماليزيا
الملاحظ لهذه الإجراءات فإنها تصعب على المواطن، لذلك لابد للناس أن يعبِّروا ويحتجوا ولا يسكتوا، فإذا فشلت الحكومة في استقرار الوضع فلتذهب إلى مقبرة التاريخ بالمزيكة، ولابد من الضغط عليهم، ورسالتنا لهم أننا نريد محاسبة حقيقية دون تسويات الملفات، لكن أغلب من فسدوا يعرفون جيداً أن يستروا أنفسهم كيف، فلا بد من عودة الأموال التي في الخارج بدءاً من ماليزيا.
حديث الأرقام
في الحقيقة لا أعرف الإحصائية التي ذكرها أحد الأخوان بأن هناك (1200)
ملحد في البلاد، لكن ما أعرفه أن الفراغ الذي خلقته الحركة الإسلامية وضعف الموتمر الوطني والإحباط وسط الشباب كافٍ أن يذهب بهم في اتجاه الإلحاد، فالساحة الآن ليس فيها فكر إسلامي، وأتساءل إذا كانت هناك أي واجهة فكرية للإنقاذ الآن، وهو الحديث الذي أكرر فيه لكم، ولابد من معالجته فإن قيام دولة هو أمر ضروري، لكن بهذه المعطيات لا تستطيع الأحزاب التي بنيت على انتهازية ومحاصصة مواقع حكم، أن نشهد دولة مؤسسات في السودان -قريباً- فهي تعيِّن بالولاء بمستوى مهارات مخجل وأحزاب غير ناضجة تربي كادرها على تنفيذ قرار الحزب فقط.
المنظومة الخالفة
في الحقيقة أتمنى أن يستضاف الأمين العام للشعبي علي الحاج، ويدير حواراً لتوضيحها هو أو إبراهيم السنوسي، سبق أن أدرت حواراً مع الدكتور علي الحاج، فقال لي: إن البلاد مقبلة على فوضى مطلقة، جلست مع الصادق المهدي، فقال لي: نفس الحديث، فالمسؤولية مطلقة الآن ونكاد نرى تلك الفوضى، فالمليشيات متمكنة ما معروفة ماشة على وين، لكن الإمام قال لي: إنها لو فُرضت علينا فلن نقف مكتوفي الأيدي، ولابد أن نعمل شي ، والسودان دا لو قام صومال شنو وسورية شنو ولا حاجة لها، فالدفاع الشعبي قد استنفد أغراضه ولابد أن يتحوَّلوا إلى عمل آخر يبقوا مؤسسات تنمية وغيرها، ولابد من تغييرها وهي لا تأتي إلا بسيادة القانون ووجود أحزاب حقيقية تبني قواعدها وهذا مانصت عليه المنظومة الخالفة بسنتين أو ثلاث سنوات، لكن تجربة الإنقاذ الآن غير صالحة للاستمرار وانتهى أجلها فلماذا نعيد تدوير النفايات ولا أنموذج جديد.
أو الطوفان
الأكثر من ذلك والأهم هو مستقبل الشباب مع العلم أن أحدث مخدرات تسمى (الذعم السريع) وهي تدل على انتشارها، -حالياً- في سجن الهدي يوجد (4) آلاف شخص، محكوم بالمؤبد، فلا بد من الاهتمام بالشباب من قبل الأسر ولابد من معالجة البطالة، مع العلم أن أعدادهم أكثر من (2) مليون خريج، ونوفر لهم الكسب الحلال أو فتح أبواب الهجرة لهم فإذا استقروا في البلاد بهذه الصورة فلا يحمد عقباها من انتشار مخدرات أو جرائم، فالأجواء مدعاة للاكتئاب والمخدرات وكل الناس تتساءل عن دور الدولة ومكافحة المخدرات لم يقصِّروا لكن الحمل كبير جداً عليهم ولابد من مساعدتهم بعناية الأسر أو المبادرات أو الطوفان أن يصبح الأبناء (حشاشين).

التيار

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى