الجمال

الجمال هبة من الله والعناية به شكر للنعمة، وهو من الأمور الفلسفيّة التي اختلف العلماء في تعريفها فتارة تجدهم يعرّفونه بأنه الطاقة الروحيّة الإيجابية، التي تجذبنا نحو الآخر، وتارة نرى أنه جمال الشكل والوجه والجسد، وتارة نجد أنه شيء متناغم بين التعريفين الأوليين، وهنا أضع بعض التفسيرات التي تصف الجمال في واقعنا.

الجمال

  • يبدو أنّ الجمال هو قوة تثير فينا الإعجاب تجاه إنسان ما أو الارتياح لمنظر ما.
  • يقول كونفوشيوس “إنّ لكلّ شيء أو كائن زواية من الجمال يراها البعض ويغفل عنها آخر.
  • ممّا لا شكّ فيه أنّ الجمال هو مسألة نسبية تختلف رؤيته من شخص لآخر، فمثلاً ممكن أن يرى شخصان لوحة فنية أحدهما يراها جميلة جداً وتتعلّق عيناه بها لدرجة أنه يظل ينظر إليها ولا يترك هذا المكان إلّا بعد أن يشتريها وتصبح ملكه، وعلى العكس نجد الشخص الآخر لا يرى فيها أ يّ شيء من الجمال، وينتابه الاستغراب والدهشة من الشخص الآخر المعجب بها، هنا تكمن فلسفة حقيقة النفس البشرية حيث إن الإنسان عندما يرى نفسه متجسّدة في شيء ما أمام عينه فيرى أنّ هذا الشيء جميل ليس لأنه شيء جميل ولكن لأنّه يعبّر عنه ويرى فيه خبايا نفسه التي لا يعرفها أحد ولا يستطيع أن يعبّر عنها بنفسه.
  • أذكر عندما دافع علماء الآثار في مصر عن ملكتهم الأسطورية كليوباترا بعد أن أعضبتهم أخبار نشرتها الصحف البريطانية حول قبحها وبدانتها، فبينما يصر المصريون على أنّها أغوت القادة الرومان بدهائها، يصرّ المصريون أنّ جمالها هو السبب الأول لانجذابهم نحوها.
  • مماّ لا شك فيه أنّ الجمال نسبة متفاوتة من شخص لآخر.
  • الجمال هو الحب فما تحبه تراه جميلاً.
  • إنّ الجمال عبارة عن منظومة قيم متجددة في الزمان والمكان فمفاهيم الجمال تختلف في الحقل الغربي المعاصر عن مفاهميه في الحقل الشرقي.
  • الشعور بالجمال يعني الشعور بالوجود فمفهوم الجمال هو مفهوم مرتبط بالضرورة بمفهوم الوجود فالجمال هو الذي يحيلنا على حميمة الوجود وعلى التعرّف الشامل بمقام الإنسان بين سائر الموجودات باعتباره مرآة عكست خلاصة معاني الجمال بعد أن التمسته من أصله الإلهي الذي أضفى عليها مع ذلك جلالاً.
  • إنّ جمال الإنسان في هذا الكون يتجسّد في التفاؤل والدفاع عنه فالحاجه إلى الجمال هي حاجة أساسية لكل إنسان، حيث يتمثل الميلاد الفطري للجمال في نفس كل إنسان في اقتنائه للأشياء الجميلة التي تعكس عليه مشاعر السعادة والسرور، فالأحساس بالجمال هو مسألة فطرية متأصلة في أعماق النفس البشرية، فالاختلاف يكون في تذوقه تذوق الجمال الذي يختلف من فرد لآخر فالجمال في الطبيعة من السماء، والبحار، والثلوج، وفي هطول الأمطار، وفي الكائنات الحية من إنسان، ونبات، وحيوان، أو في حديقة جميلة.
  • الجمال في الفنون المختلفة من قطعة موسيقية أو رسم فني جميل أو في فيلم أو مسرحية أو قطعة أدبية أو شعريه، الجمال في العلوم، الجمال في الطعام في الزي …إلخ، أمّا حكم الإنسان على الجمال فهو عبارة عن مزيج من حكم الشعور والإحساس والعاطفة والعقل في آن واحد.
  • في النهاية الجمال كما قال ايليا ابو ماضي “كن جميلاً ترى الوجود جميلاً، “وأنا أقول “في الحب ترى دائماً الوجود جميلاً”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى