الجراة كيف اكون جريئة كيف اتعلم ان اكون جريئة 2019

الجراة كيف اكون جريئة كيف اتعلم ان اكون جريئة

إن الجرأة صفة محمودة في مواقف ومذمومة في مواقف أخرى، والجرأة ليست بالشرط أن تكون دليل الثقة، بل هي ربما تكون أحيانًا دليل قلة الأدب، أو عدم الإحترام للشخص الذي يتحدث معه الشخص الجريء؛ ولكن رغم ذلك يسعى الكثير لأن ينمي من ذاته ليكون جريئاً، وهي بالأحرى ليكون واثقاً من نفسه.
ولكي يصبح الفرد جريئاً فإن عليه أن يدرّب نفسه على الثقة، بأن يكون واثقاً في كل شيء، واثقاً فيما يقول، وواثقًا في ما يفعل، وحتى واثقاً فيما يفكر، فهذه الثقة التي تحتوي هذا الشخص تكون هي السبيل لأن يكون جريئاً، فالفتاة التي تعتبر أنها تفعل أمراً خاطئاً، والتي تظن أنها يجب أن تبقى بالبيت، ولا تخرج، ولا تتحدث مع أحد، ولا تتعلم، ولا تخاطب، لا من هو أكبر ولا أصغر منها، وتعتبر أنها يجب أن تبقى مكنونة داخل المنزل، أو منطوية حول ذاتها في الجامعة، أو المدرسة، أو أي مكانٍ عام، فهي فتاة لا تمتلك أدنى حد من الجرأة؛ لأنها غير واثقة من ذاتها في الأصل، ويجب عليها أن تعمل على ذاتها كثيراً من أجل تنميتها، والصعود بها نحو الثقة والجرأة.
ولتنمية النفس يجب أولاً معرفة أهدافك من الحياة، كفتاة ما الذي تريدين أن تكوني بالضبط؟ ما هو التخصص الجامعي الذي تريدين الالتحاق به؟ وعليه فإن كل خطوة تقومين بها ستكون نفسك مهيأة لها تماماً، وهذا الشيء يمنح النفس الكثير من الثقة التي تظهر بعنوان الجرأة فعندما نسأل طالبة جامعية عن ماذا تريد أن تفعل بعد التخرج؟ فإنها وبكل جرأة تتحدث عن العمل، وفي أي مجال من مجالات تخصصها، وعن رؤيتها المستقبلية؛ فلا تجد أدنى مشكلة في أن تتحدث وبطلاقة، بينما أخرى تسير في حياتها دون أهداف واضحة، تخصصها الجامعي اختاره لها أبوها أو أخوها، ولم تتكيف معه في كل الأحوال فإن سألناها نفس السؤال للطالبة الأولى؛ فإنها لن تستطيع الإجابة وربما تداري بوجهها عن الآخرين كي لا تجيب.
إذاً تنمية القدرات والإمكانات للنفس وللذات، هي الطريق للجرأة، فمثلاً موظف يعمل في شركة وجد أن هناك مهمة من المهام قادمة إليه، وهو لا يجيد العمل فيها، ولكن يجب عليه عملها، فقام بتطوير ذاته وتنمية قدراته، وما إن حان وقت المهمة حتى أتمها على وجهها الكامل، وعندما سُئل عن قدرته في إتمامها قال بكل ثقة وجرأة أنه لم يكن يتقن هذا المجال ولكنه تعلمه وطبقه على المهمة التي أسدلت إليه، فهنا الجرأة والثقة في أنه لا شيء عيب في أن نتعلم، ولا عيب في أن نخبر الآخرين في تجاربنا سواء الفاشلة منها أو الناجحة، ولكن العيب أن نبقى مكاننا دون تغيير الأمر الذي يجعلنا مضطرين إلى تجافي الآخرين والناس؛ لعدم جرأتنا على الكلام معهم، لا عن أنفسنا، ولا عنهم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى