التواصل بين الزوجين في حالات الضغط والتوتر 2019

يتعامل كلٌ شخص منَّا مع حالات الضغط والتوتر النفسي بشكل مختلف. لكن إلى أي حد يكون الأمر مختلفا بالتعامل بين الزوجين في هذه الظروف؟

يختلف التعامل مع ظروف الضغط النفسي والازمات بشكل كبير بين الجنسين. فعندما يمر الرجال بظروف ضاغطة ومجهدة نفسيا، نراهم يميلون الى الانعزال، الابتعاد والانطواء على انفسهم الى حين النجاح بحل المشكلة والخروج من المازق او الوضع الضاغط. ينصب الجزء الاكبر من طاقاتهم العقلية على محاولة ايجاد حل للمشكلة، ولا يبقى لديهم متسع للانشغال بالامور الاخرى، كما تتشتت نفسيتهم ويصبحون اقل تعاونا في مجال العلاقات المتبادلة. كذلك، نراهم يميلون الى الانشغال بالنشاطات التي تشد تفكيرهم في محاولة للتحرر من الانشغال بما يقلقهم.

[IMG]https://webteb-a.***- /images/articles/1486_main.jpg[/IMG]

بالمقابل، تكثر النساء من الحديث عن مشاكلهن بهدف تفريغ همومهن وتفادي الاصابة بالاكتئاب، وليس رغبة منهن في ايجاد حل للمشاكل. تتميز مثل هذه المحادثات غالبا بافتقارها الى التسلسل المنطقي – العقلاني وترتكز بالاساس على تداعيات عاطفية.
تتوقع الزوجة التي يكون زوجها غارقا في ضائقة ما، ان يحدثها عن مشاكله وان يشركها في كل ما يتعلق بهذه المشاكل، انطلاقا من قناعتها بانها كانت ستفعل الشيء ذاته لو كانت هي مكانه. لكن الرجل، وليس عن سوء نية، يتجاهل رغبتها هذه ولا يشركها بما يمر عليه. تتابع هي محاولة استدراجه للحديث لانها تظن انه لا يبالي بها او بمشاعرها، وحين يصر الرجل على صمته ويتجاهل اشراكها، تصبح الزوجة كثيرة الطلبات والانتقادات، فتنشا خصومة قد تتطور الى مشادة كان بالامكان تجنبها لو ان الزوجة لم تشعر بالاهانة والمس من جراء الانقطاع المؤقت في الاتصال بينها وبين زوجها، ولو انها تجملت بالصبر دون ان تسبب للزوج احساسا خانقا.
بالمقابل، عندما تواجه الزوجة المشاكل او الازمات، فسرعان ما تفرغ هذه الشحنة من الضغوط امام زوجها، الامر الذي قد يؤدي الى نفاد صبره بسرعة، لان الزوج يريد في العادة ان يشعر بان زوجته راضية عنه، عن حياتها وعن عائلتها. وحين يدرك الزوج ان الامر ليس كذلك، يشعر بانه المسؤول عن الوضع وبانه في قفص الاتهام. هذا الشعور، يدفع الرجل الى الدفاع عن نفسه امام هذه الاتهامات، بدلا من ان يوفر لزوجته اذنا صاغية ومتفهمة، وهو الامر الذي تحتاج اليه. وبسبب هذا السلوك، قد ينشا جدال وسوء تفاهم بين الزوجين، مصدره السلوك الاتهامي، من جهة، والدفاعي من الجهة الاخرى .
ثمة بديل اخر يتمثل في ان يصغي الزوج الى زوجته لكي يفهم مشكلتها وان يسدي لها النصائح، اذ انها كانت ستتصرف هكذا لو كانت مكانه. وحينما يفعل ذلك، فانه لا يعالج مشكلة زوجته فقط، بل يعالج مشكلته هو ايضا.
صحيح ان الزوجة تحتاج الى النصيحة في كثير من الاحيان، لكن التجربة تفيد بانها تحتاج اكثر الى الدعم العاطفي. لذلك، فانها تشعر، في كثير من الاحيان، بالياس من جراء عدم تفهم الزوج لها. بامكان مساندة الزوج لزوجته من خلال الاصغاء لها وتفهم احتياجاتها العاطفية عندما تتحدث عن همومها، ان يساعده على الاصغاء لها وتقديم الدعم الذي تحتاج اليه، دون ان يشعر هو بانه المسؤول عما هي فيه من ازمة، او انه متهم، ودون ان يشعر بالفشل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى