التعليم العالى يقى من ضغط الدم 2019

يمثل التعليم علامة فارقة في حياة الإنسان، فهو بلا شك يخرجه من ظلمات الجهل إلي نور العلم والمعرفة، ولا تقتصر فوائده علي تنمية العقل وإثراء الفكر بكل ما هو جديد ومفيد، بل تخطت منافعه إلي أبعد من ذلك، فقد أكدت العديد من الدراسات أن المستوي التعليمي للشخص يتناسب تناسباً عكسياً مع معدل إصابته بالمرض، مؤكدة أنه كلما كان المستوي التعليمي للشخص عالياً كلما أصبحت معدلات تعرضه للإصابة بالمرض أقل.
وعلي الرغم من الضغوط النفسية القوية الناجمة عنالتعليم، تشير آخر الدراسات العلمية إلي أنه من جانب آخر مفيد في تقليص ضغط الدم عند الناس.وتوصل بحث متخصص صدر حديثاً في الولايات المتحدة إليأن

ث متخصص صدر حديثاً في الولايات المتحدة إليأن الأدلة علي وجود صلة بين انخفاض ضغط الدم والتعليم تظهر أكثر علي النساء منها في الرجال.
وتؤكد جمعية أمراض القلب البريطانية أن نتائج البحث تظهر وجود صلة بين الحرمان من التعليم وارتفاع فرص تعرض الإنسان إلي مشاكل في القلبوالأمراض ذات الصلة بها.
كما يقول الباحثون إن هناك صلة بين ارتفاع المستوي التعليمي وتراجع احتمالات تعرض الإنسان إلي أمراض القلب، ويعتقدون أن السبب يكمن في ضغط الدم، طبقاً لما ورد بموقع البي بي سي”.
يشار إلي أن ضغط الدم مرتبط، كما هو معروف، بالأزماتالقلبية، وجلطات الدماغ، والفشل الكلوي.
وراجعت الدراسة العلمية معطيات تعود ل3890 شخصاً علي مدي ثلاثين عاماً، حيث قسموا إلي ثلاث مجموعات، الأولي من ذوي التعليم البسيط (12عاماً أو أقل)، والثانية التعليم المتوسط (13 إلي 16 عاماً من التعليم)، والثالثةالتعليم العالي، ممن تعلموا لنحو 17 عاماً أو أكثر.
وقارنت الدراسة حالات ضغط الدم عند هذه المجموعات الثلاث علي امتداد 30 عاماً، حيث تبين أن ضغط الدم عند النساء الأقل تعليماً كانأعلي مقارنة بمن حصلن علي تعليم عال.
وقد آخذت الدراسة في الاعتبار عوامل أخري، مثل التدخينوالأدوية وتعاطي الكحول، وتأثيرها علي تاريخ معدلات ضغط الدم في الجسم.
ويقول البروفيسور اريك لوكس، المشرف علي الدراسة فيجامعة بروان الامريكية، إن النساء اللاتي يحصلن علي تعليم أقل عرضة للاكتئاب أكثرمن غيرهن، وأكثر عرضة لأن يتحولن إلي أمهات عازبات يعشن في ظروف اقتصادية متردية،وربما تحت مستوي خط الفقر.
وفي هذا الصدد، توصل باحثون دانمركيون إلي أن انخفاض مستوى التعليمي يزيد خطر الإصابة بمشاكل في القلب.
وأوضحت الدراسة الأوروبية التي شملت 18616 شخصاً عليمدي 31 سنة، أن الرجال والنساء الذين لديهم مستوي تعليمي أفضل معرضون بمعدل أقلبنسبة 50% للدخول إلي المستشفي بسبب أمراض القلب مقارنة بالرجال والنساء الأقلتعليماً.
وأوضحت الدراسة التي أجراها باحثون من جامعة كوبنهاجنونشرت في دورية “القلب” الأوروبية أن الفرق الناتج عن الوضع الاقتصادي- الاجتماعيوتأثيره علي القلب غير مرتبط بنمط الحياة، ولكن إلي الفرق في الرعايةالصحية.
وأكدت الباحثة إيفا بريسكوت أنه يتعين دراسة أثر الضغط النفسي علي مشاكل القلب.
قليل من التعليم مزيد من الجريمة

كما أكدت دراسة ألمانية أن تحسين التعليم يمكن أن يخفض من معدلالجريمة بشكل واضح.
وتبين للباحثين الألمانيين هورست انتورف وفيليب زيجروجود علاقة سببية بين نقص التعليم وتزايد الجريمة في ألمانيا حسبما أوضحت مؤسسةبيرتلزمان في مدينة جوترزلوه.
وأشارت الدراسة إلي أن عدد جرائم العنف والسرقة يمكن أن تنخفض بشكل واضح إذا خفض عدد الألمان الذين يغادرون المدرسة بدون الحصول عليشهادة الثانوية المؤهلة للجامعة إلي النصف.
وأكدت متحدثة باسم المؤسسة الألمانية المعروفة: “وبحساب تزايد خريجي هذه المدارس في ألمانيا فإن عدد جرائم القتل انخفض العامالماضي بواقع 420 جريمة العام الماضي وكانت جرائم السطو ستنخفض بواقع 13500 وجرائمالسرقة بواقع 320 ألف جريمة”.
وقال الباحثان خلال الدراسة بحساب معدل الجريمة فيجميع أنحاء ألمانيا حسب النموذج الأمريكي بالنظر للأشكال المختلفة للجريمة معتمدينفي ذلك علي قواعد البيانات بعيدة المدي ثم ربطوا هذه البيانات بمستوي تعليمالمواطنين في كل منطقة. كما اعتمد الباحثان علي مؤشرات قياس أخري مثل نسبة المجرمين المدانين في كل منطقة.
كما لجأ الباحثون إلي نتائج استطلاع للرأي شمل 1700سجين في ألمانيا والذين قورنت إجاباتهم بمجموعة موازية من المواطنين الألمان.
وأكد الباحثان أنهما اكتشفا علاقة بين جرائم القتلوالقتل مع سبق الإصرار والسرقة والسطو من جهة وانخفاض مستوي التعليم من جهة أخري فيحين لم يجدا علاقة بين الاغتصاب وإلحاق الأذي بالآخرين من جهة وانخفاض المستوي التعليمي من جهة أخري.
وقاية من السرطان

كما توصل بحث أمريكي جديد إلي أن التعليم العالي يجعل الإنسان أقلعرضة للموت نتيجة أنواع معينة من السرطان.
وأشارت الدراسة التي أعدتها لجنة مكافحة السرطانالأمريكية إلي أن الأشخاص الذين يحملون شهادات جامعية أو تعلموا لأكثر من 16 سنةمعرضون أقل من غيرهم للموت بسبب سرطان الرئة والبروستات والثديوالقولون.
وأكد الباحثون أن التعليم ساهم في تقليص معدلات الوفيات في أوساط الرجال البيض والسود بسبب سرطان البروستاتا والقولون والرئة،والأمر عينه ينطبق علي النساء في ما يتعلق بسرطان الثدي والقولون والرئة، لكنالاستثناء الوحيد يكمن لدي النساء السوداوات في ما يتعلق بسرطان الرئة، إذ لم يتبينان التعليم العالي يساهم في تقليص الوفيات نتيجة هذا النوع من السرطان.

ووجدالباحثون -في الدراسة التي نشرت في عدد يوليو بالنسخة الإلكترونية لمجلة معهد “ناشونال كارير” – أنه بالنسبة للأشخاص الذين تعلموا أقل من 12 سنة، فمن الملاحظتراجع نسبة الوفيات بسبب سرطان الثدي وارتفاع الوفيات نتيجة سرطانالرئة.
وكشفت الأبحاث أن الوفيات الناجمة عن سرطان القولونكانت الأعلي في أوساط الرجال السود من ذوي المستوي التعليميعينه.
وتعزززززززززززز نتائج تلك الدراسة دراسة أخري تكشف أخطار الجهلعلي المرضي، حيث أكد الباحثون أن أن المرضي الأميين يعيشون لفترة اقصر مقارنةبنظرائهم المتعلمين.
وقد أرجعت الدراسة -التي أعدتها مدرسة الطب في جامعةنورث وسترن- السبب في ذلك إلي أن المرضي الذين لا يقرءون أو يكتبون يواجهون مشاكلكثيرة بسبب عجزهم عن اتباع التعليمات الطبية وقراءة النماذج الخاصة بالمستشفي أوحتي معرفة مواعيد زياراتهم للاطباء.
وقال الدكتور دافيد بايكر -الذي أعدّ الدراسة التينشرت في سجلات الطب الداخلي: “عندما لا يستطيع المريض القراءة يعجز عن القيامبالاشياء الضرورية للاحتفاظ بصحة جيدة” .
وأضاف بايكر أن المريض الأمي لا يعرف متي يأخذ أدويتهبالشكل الصحيح، ولا متي يتعين عليه زيارة الطبيب أو العناية بنفسه عند المرض .
وقد شملت الدراسة -التي استغرقت 10 سنوات- 3260 مريضاًفي اوهايو و فلوريدا وتكساس خضعوا لاختبار معرفة عن أدوية وأقراص ومواد طبيةمختلفة.
مستوي تعليمك يحدد وزنك

وفي نفس السياق، ربطت دراسة ألمانية حديثة بين السمنة والمستويالتعليمي، حيث أكدت أن معدلات الإصابة بالسمنة تزيد لدي أصحاب التعليمالمتوسط.
ووفقاً للدراسة -التي عرضها هورست زيهوفر وزير الزراعةوحماية المستهلك الألماني في برلينفإن- فإن 70 % من المتخرجين من المدارس المتوسطةيعانون من الوزن الزائد، فيما تنخفض النسبة إلي النصف لدي الحاصلين علي شهادةالثانوية، وفي الوقت نفسه تنخفض مخاطر الإصابة بالسمنة مع ارتفاعالدخل.
وشملت الدراسة -التي تناولت العادات الغذائية للألمان- نحو 20 ألف شخص في مختلف أنحاء ألمانيا تتراوح أعمارهم بين 14 – 80عاماً.
وحول فوائد التعلم بالنسبة للمسنين، أظهرت نتائج دراسةألمانية أن باستطاعة كبار السن العمل علي استمرار نمو المخ لديهم من خلال الحرص عليتعلم الجديد بشكل دائم.
واكتشفت الدراسة التي شملت 44 شخصا بين سن 50 و 67عاما نمو مناطق مختلفة بالمخ لدي هؤلاء بعد أن تدربوا علي مدي ثلاثة أشهر عليالإمساك بثلاثة أشياء في وقت واحد علي أن يكون أحدها علي الأقل في الهواء وهياللعبة البهلوانية المعروفة.
ووجد العلماء أن المناطق التي نمت في المخ هي المناطقالمهمة بالنسبة لتعلم هذه اللعبة والمناطق المسئولة عن حركات الجسم ومراكز التحفيزفي المخ.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى