التشيك

تشيكوسلوفاكيا هي اتّحاد دوليّ بين دولتي التشيك وسلوفاكيا، وقد امتدّ هذا الاتّحاد على فترتين زمنيتين: الفترة الأولى تتمثّل بين عامي 1918م و1939م، والفترة الثانية بين عاميّ 1945م و1992م، وقد كانت هذه الدولة تحت سيطرة الإمبراطوريّة النمساويّة ثمّ النازية الألمانيّة. بعد عام 1992م نشأت لدينا دولتان مستقلّتان لكل منهما سيادتها الخاصة، وهما: دولة التشيك، ودولة سلوفاكيا؛ وفي مقالنا سنتناول الحديث عن إحدى هاتين الدولتين ألا وهي “التشيك”.

التشيك

جمهوريّة التشيك هي دولة جمهوريّة تقع في وسط قارة أوروبا، تحدّها من جهة الشمال دولتي بولندا وألمانيا، بينما تحدّها دولة “سلوفاكيا” من الشرق، أمّا من جهة الجنوب فتحدّها دولة النمسا، وأخيراً من الغرب فتحدّها ألمانيا مرّةً أخرى. ودولة التشيك هي دولة داخليّة حبيسة، وهي لا تطلّ على أيّة بحار، لكن توجد فيها عدّة أنهار منها نهر الإلبة، ونهر فلتافا، ونهر مورافا، ونهر أودرا؛ وهذه الأنهار تصبّ في البحر الأسود وبحر البلطيق وبحر الشمال. وهي دولة صغيرة من حيث المساحة، وفي الأصل كانت في قديم التاريخ مكوّنةً من ثلاثة أقسام، ألا وهي: بوهيميا، ومورافيا، وشليزيا. أمّا المناخ العام للبلاد فهو معتدل.

يزيد عدد سكّان دولة التشيك عن العشرة ملايين نسمة، ويمثّل التشيكيّون الأصليّون الغالبية العظمى من سكّان البلاد، بينما توجد فيها أعراق أخرى كالسلوفاك، والرومان، والبولنديون، والألمانيون، والمورافيون، وغيرهم. واللغة الرسمية في البلاد هي اللغة “التشيكيّة”؛ وهي من اللغات السلافيّة ذات الأصول “الهندوأوروبيّة”. وديانة معظم السكان -أي أكثر من النصف- هي “الإلحاد”؛ أي من دون ديانة، بينما يوجد فيها أشخاص آخرون تابعون للمسيحيّة الكاثوليكيّة والمسيحيّة البروتستانتية، والأرثوذكسيّة، وغيرهم، وقد ساد الحكم الشيوعي في البلاد لفترات طويلة.

عاصمة دولة التشيك هي مدينة “براغ”، وهي المدينة الأكبر في البلاد، ومن المدن الأخرى فيها: مدينة برنو، ومدينة أوسترافا، ومدينة بيلزن، ومدينة بادفايس، ومدينة أولوموتس. أمّا اقتصادها فقد كان تابعاً مسبقاً خلال فترة الاتّحاد للكوميكون الاقتصادي والدول الاشتراكيّة الشيوعيّة، ولكن بعد انفصالها وانهيار الاتحاد السوفييتي أخذ اقتصادها بالنموّ تدريجياً، إلى أن أصبح من أفضل اقتصاديات دول العالم.

يعتمد اقتصاد البلاد على العديد من المناحي؛ فالأراضي الزراعيّة مستغلّة بكفاءة وفعالية في هذه البلاد، كما أنّ التعدين مهم فيها؛ حيث يستخرج منها الفحم الحجري، وتنتج الكثير من صناعات الحديد، والصلب، هذا بالإضافة إلى إنتاج المنسوجات، والكريستال، والمواد الغذائيّة، وغيرها. بالإضافة إلى ما سبق، فإنّ السياحة تعتبر عاملاً مهماً في اقتصاد التشيك، ففيها الكثير من المعالم الأثرية الطبيعية الخلّابة التي تأسر السيّاح وتجذبهم إليها، كما ويزورها الملايين من السياح سنوياً للعلاج والاستفادة من ينابيعها المعدنيّة الطبيعيّة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى