الاتيكيت فن التعامل مع الاخرين

الإتيكيت هو العلاج السحري

الإتيكيت هو فن كبقية الفنون وهو : سلوك بالغ التهذيب واحترام النفس واحترام الذات و احترام الآخرين و حسن التعامل معهم أو آداب في الخصال الحميدة أو السلوك المقبول اجتماعيا. فهو بذلك مفهوم راقي ومحتوى إنساني وحضاري، فالحضارة ليست قصراً ، ولا سيارة فارهة، ولا مجرد زينة في الوجه والملبس، ولكنها ـ بالدرجة الاولى ـ التعامل الإنساني الراقي فيما يعرف بـ (آداب التعامل الإنساني الراقي). يقول الرسول الكريم” اتقِ الله حيثما كنت وأتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن”. هذا رسولنا الكريم الذي وصفه الله تعالى في كتابه العزيز” وإنكَ لعلى خُلقٍ عظيمٍ” وضع القواعد للتعامل مع المسلمين لتنظيم هذا المجتمع على أسس سليمة، فالمجتمع بخير ما دام يتبع القواعد السليمة في التعامل. ونحن نعلم تماماً أن ما يصح من قول او فعل في موقف، قد لا يصح في موقف آخر.

الإتيكيت يتدرج من الفرد الواحد إلى البيت والحي وتتسع دائرته لتصل إلى مستوى العالم، فقد صار بمثابة قوانين وإرشادات وصفية حيال كل موقف يتفاهم عليها العالم ويطبقونها، ويصبح من العيب عدم الالتزام بها وتطبيقها، ونشير أيضاً إلى أن ديننا الحنيف والشرائع السماوية كلها قد أشارت إلى حسن التعامل، وفقاً لمنطلق أن الإنسان كائن اجتماعي بطبعه، ويحتاج إلى ما ينظم تعامله اليومي.

الإتيكيت مصطلح اجنبي أوروبي يعني فن التعامل أو الآداب العامة في التعامل مع الأخرين والأشياء، ومرجعيته هي الثقافة الإنسانية الشاملة، ويعنى بشؤون الحياة كافة، ويختلف من بلد إلى بلد. والإتيكيت بالعربية لها معاني كثيرة مثل الذوق العام أو الذوق الاجتماعي، آداب السلوك، فن التصرف في المواقف الحرجة. ويعتبر الإتيكيت من السلوكيات الانسانية التي يجب على المرء أن يضعها في اعتباره أينما ذهب وحيثما جلس أو تحدث مع جلسائه في موضوع من الموضوعات، وأصبح للإتيكيت أسس وقواعد معروفة يعمل بها في المجتمعات المتحضرة.

إن قوانين الإسلام كثيرة، ومن جملتها الآداب والمستحبات والمندوبات التي حثَّ الشرع المبارك عليها، لخير الناس وصلاحهم، ويعتبر القرآن الكريم بما يحتويه من قصص الأنبياء والرسل وأحوال الأمم الغابرة، ورسالة المصطفى عليه الصلاة والسلام إضافة إلى السنة النبوية المطهرة، لما تحوي من آلاف الأحاديث النبوية من أعظم الدلائل التي تشير إلى قواعد وآداب السلوك البشري القويم الذي يعتبر قواعد أساسية للإتيكيت. هذه الآداب هي التي تُسمّى اليوم “الإتيكيت” او البروتوكول الذي توافق عليه المجتمع الدولي في علاقاته ومجتمعاته المدنية، الجماعية والفردية كـدول وأفراد، وهو الذي يدرس في المعاهد المختصة بذلك، ومنها التابعة لوزارة الخارجية أو دائرة البروتوكول في رئاسات الدول.

الإتيكيت الحقيقي

مقالات ذات صلة

الإتيكيت ليس الشوكة والسكينة والملعقة، ولا هو تهذيب للتصرفات والأفعال والكلمات فقط، وإنما هو قاعدة أصلها آيات قرآنية تنص على حسن التعامل والصدق مع النفس وأصله تعاليم الدين الإسلامي، والإتيكيت له أشكال متعددة ومواقع مختلفة في حياتنا اليومية، تختلف في مجال العمل عن علاقتنا في الخارج أو تصرفاتنا مع أزواجنا وأولادنا.

لماذا الإتيكيت:

لأن أي تصرف أو سلوك قد يعطي صورة عن ذاتك جيدة أو سيئة والاتكيت يحميك من أي اساءة في أي مكان والاتكيت الدولي مقبول في أي مجتمع. متى يمكن الخروج أو كسر الإتيكيت، يحق لك كسر أي قاعدة من قواعد الإتكيت اذا عارضت مع الدين أو العادات والتقاليد أو الصحة حسب الاتفاقات الدولية. كيف تجعل تصرفاتك على الإتيكيت، فقط ابدأ في القراءة أو تعلم الإتيكيت بأي طريقة تحبها وخصوصا قواعد الإتيكيت والآداب العامة ومن مميزات الإتيكيت انه ينظم السلوك في جميع أحوالك وفى جميع المواقف التي تواجهك.

اتيكيت التعامل مع الأخرين:

في العلاقات الإنسانية التي تربط الناس بعضهم البعض سنجد غياب الكثير من القيم، ولكل إنسان جانبان إحداهما يستحق المدح والاخر يستحق النقد. فكيف حينئذ تحقق السعادة لنفسك في تعملك مع الأخرين وإصدار أحكامك عليهم؟ فلا بد من ان تتحلى أنت بهذه الصفات التي سنذكرها لكي تستطيع التعامل مع أي شخص، فأنت فقط الذي بوسعك تحقيق ميزان السعادة والرخاء:

أولاً : الموضوعية

ومعنى ذلك أن تنقد نفسك قبل نقدك للآخرين بالإضافة إلى تقبل نقد الآخرين لك، ويقصد هنا “النقد الإيجابي” النقد البنّاء وليس القائم علي المصالح الشخصية.

ثانياً : المرونة

المرونة والحياد وعدم الانحياز هي كلمات مرادفة لبعضها البعض تظهر هذه المرادفات بوضوح في تعاملاتنا وعلاقاتنا في محيط الأسرة والعمل ويكون الانحياز مطلوباً وحاجة ملحة في الحق وإنجاز الأعمال وأدائها، أو لموضوع عندما تكون الإيجابيات أكثر من السلبيات.

ثالثاً : التواضع

اعرف حدود قدراتك وإمكاناتك، لا تغتر ولا تتعالى علي من هم حولك واجعل الكلمة الطيبة دائماً ضمن قاموسك اللغوي الذي تستخدم مصطلحاته في حوارك مع الآخرين.

رابعاً : الصبر والمثابرة

إذا كان هناك أشخاص يحاصرونك بالمضايقات عليك بالتحلي بالصبر والمثابرة والمحاولة في كل مرة تفشل فيها عند التعامل معهم حتى يتغيروا وتتكيف معهم حسبما تريد لكي تصل إلي نتيجة ترضيك.

خامساً : سعة الأفق

لا تتعصب لرأيك بل كن على استعداد لتغييره أو التخلي عنه إذا دعت الحاجة لذلك. لا تقبل أي شيء أنه نتيجة نهائية وحتمية بل قابلة للمناقشة والتغيير. تعلم كيف تعارض وكيف تؤيد كل حسب الموقف.

سادساً : العقلانية

عدم الخضوع للمشاعر الذاتية، لابد وأن يكون هناك تفسيرات وأعذار مقبولة لكل فعل يقوم به الإنسان تجاه غيره. فسعادتك المنشودة لا تكمن في الجفاء والكراهية وإنما في العطاء والحب للآخرين بلا حدود.

قواعد الإتيكيت بشكل عام

أن تكن وتيرة صوتك لطيفة، معتدلة، لا قسوة فيها ولا حدّة، تنازل عن الكلام لمن هو أكبر منك سناً، لا تلجأ إلى الكلام المصطنع، لا تقل لمن أخطأ (أنت مخطئ) بل قل: (قد تكون على صواب أما أنا فأظن …)، لا تحاول التعرف على أسرار غيرك، وإذا استودعك أحدٌ سرَّاً فكن كتوماً ولا تفشه، اترك جانبا الحديث عن السياسة والمواضيع الخلافية لتتجنب الاصطدام مع من تتحدث معهم، تجنّب الحديث عن نفسك وعن مآثرك وعن صحتك أو مرضك، كن متواضعاً في حديثك واستأذن لتأخذ الكلام، لا تهمس بأذن أحد وأنت في مجموعة، لا تتبادل مع بعض الحاضرين نظرات فيها غمز بالآخرين، لا تتحدث إلى صديقك بلغة أجنبية وأنتما بين أشخاص لا يعرفون هذه اللغة، يجب أن تولي محدثيك الانتباه التام، دعهم يتكلموا وأصغ اليهم بصمت واهتمام، وكلما اصغينا إلى الآخرين نكون أقرب إلى قلوبهم، لا تهزأ بأحد وامتنع عن المزاح، لا تكذب في حديثك ولا تحلف، لا تتملق ولا تَستغب ولا تُشهِّر، احذر ان تكون من مداحيّن الكذبة، بل أصدق القول، وقدِّم النصح بمحبة، وانتقد اصدقاءك بحرص، مارس الثناء والشكر بكثير من الأدب واللياقة، إذا كان لابد من المناقشة في حديثك، فناقش بهدوء ووعي، واستند في مناقشتك على علمك وثقافتك وعلى المنطق السليم، وإياك والصياح والتجريح، ويمكننا القول بأن المحادثة هي فنٌ في حدّ ذاتها، مهما اختلفت آراء المتحدثين، وهي مفيدة لأنها تنشط العقل الذي يضعف بسبب الجلسات الطويلة امام التلفزيون، حيث ان عرض المواضيع الكاملة النضج يدفع إلى الخمود الكامل، ليس من اللطف والذكاء تكرار الاستغراب لأمور تبدو عادية ومألوفة لدى الآخرين، عند الحديث كن على حذر من طرح أسئلة ذات طابع شخصي، ليس من المستحب التطوع بطرح رأي أو تقديم نصح لمن لم يُطلب منك تقديمها، لا تقاطع الآخرين، لا تكن ثرثاراً وتعتقد ان الآخرين يستمتعون بكلامك كما تستمتع به انت، لا تغرق موضوعاً تافهاً بالتفاصيل والاحداث التي لا تهم الآخرين، إذا كان النقاش يدور حول موضوع بعيد عن معارفك أو ثقافتك فمن دواعي الأدب أن تنصت ومن الذكاء أن تحاول الاهتمام به وفهمه، لا تقل (هو) أو (هي) عن شخص ثالث موجود بين المتحدثين.

أنواع الإتيكيت

للإتيكيت أنواع عديدة ومنها الإتيكيت في الحوار، الإتيكيت في العمل، الإتيكيت في الطعام، الإتيكيت في العلاقات الاجتماعية، الإتيكيت في التعامل مع الجنس الأخر، الإتيكيت في استخدام الهاتف، الإتيكيت في التعامل مع الاطفال، الإتيكيت في معاملة الجيران، الإتيكيت في المراسلات والعلاقات ضمن العمل.

ختاماً

إذا عرفنا كيفية تطبيق الإتيكيت كلاً حسب استخدامه المطلوب، سنصبح مؤثرين بالأخرين وسنحصل على ما نريد بكل سهولة ويسر وأيضاً لا ننسى أنا المعاملة الطيبة تمتلك القلوب وتلين العقول. وفي الختام فإن الهدف الأساس من وجود فن الإتيكيت هو احساس الغير بأنه محل احترام وتقدير. وهكذا ترنم القلم على قيثارة الفكر والشجن، متجولا حيناً، ومتأملاً أحيانا؛ فالموضوع كالواحة المثمرة، أغصانها وارفة، وثمارها ممتعة و لذيذة، فحقا تحتاج إلى صفحات وصفحات كي نأتي على ثمارها، فما بالنا بظلالها الوارفة. فهذا جهد متواضع، لعله أنار غصنا من أغصانها، وهفا عبر أشجان وأفكار متدافعة، نسأل الله أن يوفقنا عبر صفحات الحياة لتغدو خرائط الأمل زاهية متألقة في عالم الحقيقة ليسعد الجميع.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى