الأنانية أول طريق لنهاية الحياة الزوجية 2019

الأنانية هي الاهتمام المفرط بالمصلحة الشخصيّة الفردية على حساب الآخرين، مما يجعل المصلحة الشخصيّة الفردية هي المبرر لكل أفعال الإنسان، ومن مظاهر الأنانية نكران الجميل، والافتتان بالنفس، والغرور، بالإضافة إلى القلق النفسي غير المنتظم، أو ميل للتحدث عن النفس بتعالي وكبرياء، وكثيرون يفهمون حب النفس بشكل خاطئ، فالمتخصصون يؤكدون أن الإنسان يجب أن يحب نفسه أولاً، لكي يستطيع أن يحب الآخرين، ولكن ليس حب النفس يعني الأنانية.

حب امتلاك
من أصعب المشكلات التي تقابل الطرفين في أي علاقة عاطفية أو زوجية، لأن الزوجة الأنانية غالباً ما تسعي وراء طموحها وأهدافها الشخصية، مما يجلعها لا تضع لشريكها رقم واحد في حياتها، ولكنها تعتبره حلم من أحلامها وطموحاتها، ومن هنا يلحظ الزوج اهمال زوجته له ولمشاعره، بل يشعر أنه مهمش بعض الشئ في حياته، ومع الوقت يشعر الزوج أيضاً أن زوجته لا تحبه لشخصه بل حبها له مجرد حب امتلاك مؤقت وسريعاً ما يزول، وبالتالي يشعر الزوج حينها بعدم الأمان والاستقرار.

أسباب الأنانية
خبراء علم النفس أوضوحوا أن أسباب الأنانية كثيرة، أهمها تعود الفرد منذ صغره على امتلاك الأشياء، ويأتي هذا من التربية حيث يتعود الطفل على تنفيذ كل ما يريد أو يفكر به، ومن هنا تتأصل صفة الأنانية بداخله حتى الكبر.
ومن أسباب الأنانية أيضاً كما يرى المتخصصون، هو المرور بمواقف استوجبت الأنانية، كأن يكون الفرد واجه الكثير وعاني في حياته من كثرة التضحية للآخرين وعدم الحصول علي مقابل، أي أنه كان أولا محباً للغير، معطاءاً، ولكن لأشخاص لا يستحقون، ومن هنا يتعلم أن يفعل العكس تماماً، وهو انا يأخذ لمجرد أن يأخذ، بل ويأخذ دون مقابل يقدمه لمن يأخذ منه، ومن هنا تترسخ لديه فكرة الأنانية من قسوة الآخرين عليه.

الأناني يخسر دائماً
تؤكد الدكتورة سامية الساعاتي استاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس أن “الشخص الأناني هو شخص لا يعي أهمية لمشاعر الآخرين،ـ فهو يتكلم ويفعل دون حساب ودون مراعاة لشعور الآخر”، موضحة أن “الزوجة الأنانية بطبعها لا تركز على سعادة الشريك، ولا تهتم بمشاكله وهمومه الخاصة، فكل ما يهمها مصلحتها الشخصية فقط”، وتنفي الدكتورة سامية الساعاتي “أن تكون الزوجة الأنانية سعيدة في حياتها”، مؤكدة أن الزوجة الأنانية ” تخسر الكثير ولا يمكن أن تربح حب زوجها، ولا يمكن أن تكتسب عطفه عليها في ظل ايثارها لنفسها ولأنانيتها، فهي الخاسر الوحيد في العلاقة، وبالطبع ستواجه صعوبة في مواصلة الحياة الزوجية، التي حتماً ستنتهي ببحث الزوج عن شريكة أخرى تهتم بشؤونه، أو بالانفصال عن الزوجة التي لا تعبأ به ولا باحتياجاته”.

إلى ذلك يقول الداعية عمر عبدالكافي، ” الأناني لا يرى في العالم إلا نفسه، والأنانية تنهي حياة صاحبها نهاية سيئة، فالمرض العضال عند فرعون كان الأنانية، وهي التي أهلكته، والأناني من صفاته السيئة أنه لا يسمع نصيحة الآخر، ولا يرى نفسه مخطئاً أبداً، وبالتالي فهو ينزع الحب من قلوب محبيه ويزرع مكانها البغضاء،وزوج المرأة الأنانية يعتبر نفسه ضحية فالزوجة الأنانية تترك في نفس زوجها أثراً سيئاً، ومن هنا يلجأ دائماً إلى المتنفس عن هذه الحياة التي لا تطاق”، داعياً إلى “ضرورة تحلي الزوجة بصفة التواضع والايثار على الذات، ومراعاة مصالح وأمور زوجها وأولادها، وأن تنحي أنانيتها جانباً وأن تبذل كل جهدها في التخلص من هذه الصفة البذيئة”.

كيف تتخلصي من صفة الأنانية
• تسامحي مع ذاتك وحاولي أن تحبي نفسك وتغفري لها ما قد تظنين أنه أخطاء، فالدراسات تؤكد أن نسبة كبيرة من النساء لا يشعرن بالرضا عن أنفسهن، نتيجة خطأ ارتكبنه أو فعل معين فعلنه، ويحاولن تعويض ذلك بإفناء أنفسهن في التضحية من أجل الآخرين.
• صلحي العيوب التي تكتشفيها في شخصيتك أولاً بأول.
• اتخذي قدوة حسنة من السيدات الناجحات زوجياً ممن حولك من صديقات وأقارب.
• أقرأي عن الصحابة والسلف الصالح، وكيف كانوا يؤثرون على أنفسهم، واستمعي للبرامج التلفزيوينية التي تتناول مثل هذه الموضوعات.
• قومي بعمل ثورة على نفسك ، عن طريق تصحيح الإرادة بأن يكون عندك إرادة قوية أن تتحلي بأخلاق جديدة.
• عودي نفسك دائماً على الأمور التي تنمي فيكِ صفة التضحية، تصدقي أو اكفلي يتيم، أو اعيني محتاج، فكل هذه أفعال يمكن أن تبدأي بها للتخلص من هذه الصفة.
• تعودي على انتقاء الكلمات الجميلة، وتحلي دائماً بالابتسامة الصافية الخالية من الحقد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى