“الأدوية”.. حلول حكومية خالية من (الدولارات)

الخرطوم: باج نيوز
صفوف المواطنين تكاد تنتهي خارج أبواب صيدلية هيئة الإمدادات الطبية بمقرها الرئيسي جنوب الخرطوم..

هذه الطوابير التي تبحث عن الأدوية المنعدمة باتت شيئاً اعتيادياً خلال اليوم .
أزمة الأدوية تبدو مركبة فمع استمرار موجة الغلاء يضيف شح بعض الأصناف واقعاً سيئاً أمام المرضى ما يجعل العشرات يلجأون يومياً إلى صيدلية الإمدادات الطبية جنوب العاصمة السودانية فيما تعيش الولايات واقعاً متردياً .
اجتماع رئيس الوزراء معتز موسى وشعبة الأدوية الخميس الماضي، أسفر عن تصريحات تحدثت عن اقتراب حلول جذرية للأدوية دون تقديم تفاصيل إضافية عن كيفية حل الأزمة فيما يرى رئيس اتحاد الصيادلة صلاح سوار الدهب في حديثه لـ(باج نيوز) أن الوضع بات مربك بعد رفض مجلس الصيادلة التعامل بسعر آلية صناع السوق وقراره باستمرار التسعيرة القديمة.. وفي ذات الوقت، ستضطر الشركات إلى شراء الدولارات من السوق الموازي بأسعار عالية وهي غير متوفرة آجلا أم عاجلاً .
ويعتقد رئيس اتحاد الصيدلة صلاح سوار الدهب أن استيراد الدواء سنوياً يكلف 300مليون دولار إلى 250 مليون دولار وهو مبلغ لاينبغي أن تعجز الحكومة في توفيره عبر الائتمانات البنكية أو الصناديق.
ويقول رئيس اتحاد الصيادلة سوار الدهب إن مجلس الصيدلة رفض اعتماد سعر صناع السوق وقرر استمرار سعر الصرف القديم 30جنيهاً مشيراً إلى أن الأزمة الحقيقية تكمن في عدم توفر أموال لاستيراد الأدوية لدى البنك المركزي وهي تعقيدات تواجه شركات الأدوية، ويضيف بالقول “التحركات تدور حول الأزمة لكنها لا تخاطب جذور الأزمة وهي شح الدولارات المخصصة لاستيراد الأدوية “..
ويعتبر الطبيب الصيدلاني والمتخصص في مشتريات الأدوية هيثم صديق أن ندرة الدواء أدت إلى تزايد الطوابير بصيدلية الإمدادات الطبية مشيراً إلى أن ” سوق الدواء واجراءاته تحتاج إلى حماية الحكومة بتوفير النقد الأجنبي.

وقلل صديق من الإجراءات التي اتخذتها الحكومة ومجلس الصيدلة بفك احكتار الدواء معتبراً أنه هروب من الأزمة إلى أزمة أخرى لأن القرار الأخير لم تطبقه أي دولة خلال عمله منذ نحو 20عاما في دول أخرى.
ويوضح لـ(باج نيوز) أن ندرة الأدوية تعود إلى سببين، الأول شح الدولار وعدم استيراد الأدوية والثاني إحجام بعض الشركات عن بيع الأدوية بعد قرار معتز موسى رئيس الوزراء بتعويم شبه مدار للجنيه منذ مطلع أكتوبر الماضي وإبقائها في المخازن الرئيسية لمعرفة السعر الجديد لدولار الدواء.
إجراءات حكومية نفذت الأسابيع الماضية لإنقاذ أسواق الأدوية من الانهيار، لكنها على مايبدو إجراءات غير فعالة في ظل بحث الشركات عن إجابة واحدة “لماذا لا تدعم الحكومة الأدوية وتتركها دون حماية “.
يجيب الصيدلاني هيثم صديق بالقول أزمة الأدوية تمضي إلى الأسوأ لأن الحكومة ليس بإمكانها توفير 300مليون دولار بينما يمكنها توفير أكثر من هذه التكلفة لأغراض أخرى، فالقضية تعتمد على أولويات الحكومة على حد تعبيره.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى