الأدوية المنقذة للحياة.. محاولات (حكومية) لإنقاذ الموقف…

السودان اليوم:

لا تنفصل قضايا وإشكالات الأدوية المنقذة للحياة عن بقية الأدوية، وكلاهما يعاني الأمرّين من حيث الندرة والنقص والانعدام الكلي، بسبب نقص الاعتمادات المالية اللازمة لتوفيرها عبر الاستيراد، يحدث ذلك رغم أنها ليست كبقية الأدوية لكونها تتعلق بالحياة إن غابت أزهقت الأرواح، ما يستلزم جهداً مضاعفاً واهتمامًا خاصاً من الجهات المختصة لتوفيرها، لكن ذلك ما لم يحدث، فما هي تلك الأدوية المنقذة للحياة وما هي مشكلاتها.

1

المركزي … 10 ملايين يورو لتوفير (الأدوية)

أول من أمس، كشف وزير الصحة، محمد أبوزيد مصطفى، عن تخصيص بنك السودان المركزي مبلغ 10 ملايين يورو للإمدادات الطبية لتوفير الأدوية المنقذة للحياة، وأكد أن المركزي وعد بتوفير المزيد من العملة الصعبة خلال الأيام القليلة القادمة، معلنًا التزام رئيس الوزراء، ومحافظ البنك المركزي بتوفير المال اللازم للإمدادات الطبية، وقال إن هذا الالتزام يؤكد دعم الدولة المتواصل للعلاج وتوفيره بالصورة المطلوبة للمواطن، وقال إن المبلغ الذي وفره بنك السودان من شأنه العمل على توفير الكثير من أنواع الأدوية والأمصال العاجلة من الشركات المصنعة مباشرة، وستشهد الفترة القادمة وصول الأدوية المطلوبة لسد النقص الذي حدث في الفترة الماضية”، وطمأن المواطنين بالعمل عبر مؤسسات وآليات الدولة المختلفة، لتوفير العلاج بالصورة المطلوبة والمرضية في كل أنحاء البلاد.

2

الصيدليات.. هذه الأصناف غير متوفرة حالياً

في الوقت الحالي، تخلو أرفف ومخازن الصيدليات، من الأدوية المنقذة للحياة، والإجابة الثابتة لكل طالب عقار منها أنه، “غير متوفر هنا”، تلك الحقائق على كونها معلومة وتقر بها حتى الحكومة ووزارة الصحة، سعينا لتقصيها على الارض بجولة سريعة على بعض الصيدليات بوسط الخرطوم أمس. في عينة عشوائية من أربع صيدليات بالخرطوم لم نجد عند أي منها ولا صنفاً من الأدوية المنقذة للحياة، وأشار بعض المختصين إلى انعدام بعض الأصناف حتى في مخازن الإمدادات الطبية.

تحدث مصدر بإحدى الصيدليات لـ “الصيحة” حول أزمة الأدوية المنقذة للحياة، ووصف أساس الأزمة بأنه ناتج عن شيئين أولهما ارتفاع سعر الصرف الذي أخرج عددا من شركات الاستيراد من السوق كلياً، وقلل من نشاط أخريات مع عدم وضوح الرؤية حول تسعيرة محددة للدواء.

وفي تفصيل الحديث، يقول المصدر، إن شركات الاستيراد ليست مستعدة لتوفير أصناف دوائية بالسعر الحالي للدولار، وهو على إرتفاعه تواجه الشركات رسوم أخرى قال إنها تتراوح ما بين “30- 40%” من قيمة الدواء المستورد نفسه، ثم يتساءل هل تستطيع الشركات تسويق وبيع هذه الأصناف بعد تكبد كل هذه التكاليف دع عنك وضع هامش الربح على الصنف المعني، وقطع بأن الأزمة لن تحل بغير توفير الدولار للشركات بالسعر الرسمي السابق، ووصف دون ذلك من معالجات بأنها غير ذات جدوى.

3

قطاع الصيدلة.. إشكالات تتطلب تضافر الجهود

ويصف رئيس اتحاد الصيادلة، الدكتور صلاح الدين إبراهيم مشكلات الأدوية المنقذة للحياة بأنها لا تنفصل عن كل مشكلات قطاع الدواء بالبلاد، وقال لـ “الصيحة” أمس، “لا جديد يذكر ولا قديم يعاد”، موضحاً أن أساس الأزمة هو عدم توفر الدولار للشركات بالسعر الرسمي حتى تتمكن من الاستيراد للأصناف الدوائية المطلوبة، مردفاً أن هذه الإشكالية مع التسعيرة غير المجزية للمستوردين أصابت قطاع الدواء في مقتل. ولكن رئيس لجنة الصحة بالبرلمان، امتثال الريح، قالت إن القضية ليست سهلة وتتطلب تضافر الجهود للوصول لأنسب صيغة لتوفير الأصناف الدوائية عامة دون تخصيص الأمر بالأدوية المنقذة، لأن كل الأدوية مهمة بالنسبة لمن يحتاحها من المرضى، وترى إمتثال في حديث لـ “الصيحة” أمس، أن قضية توفير دولار الدواء خلقت بعض الإشكالات بتهرب بعض الشركات عن استيراد دواء بحسب المبالغ المتحصل عليها مما يستلزم إحكام الرقابة.

4

شركات الأدوية … محاولات لـ(فهم) الوضع

وألقى قرار تحرير سعر الصرف بتبعات سالبة على سوق الدواء لحد أصيبت فيه شركات الأدوية بالهلع وأحجمت كثير منها عن استيراد الدواء، فضلاً عن أن طلبات الصيدليات على شركات الأدوية ظلت تتراكم منذ صدور القرار وسط مجيب للشركات على الصيدليات وآخر ممتنع سيما أن عدداً كبيراً من شركات الأدوية الخاصة تجابه صعوبات، وانعكست كل هذه التبعات على المرضى الذين يحملون وصفة طبية ولم يجدوا ضالتهم، رغم تكبدهم تكلفة تحرير الوصفة نفسها بمقابلة الطبيب التي تبلغ في المتوسط “300” جنيه للمقابلة. والثابت أن شركات استيراد الأدوية المنقذة للحياة باتت تتهيب توفير هذه الأصناف التي لا غنى عنها للمريض في ظل عدم وضوح الرؤية وضبابية الموقف الذي ربما تتكشف عما لا يحمد عقباه وليست هناك جملة يتفوه بها أصحاب الشأن غير أن (الوضع غير مفهوم)، فكثير من الأدوية المنقذة للحياة مفقودة منها أصناف لعدد من الأدوية النفسية والعصبية وبعض قطرات العيون، وبعض أدوية المصران، وأدوية السكر والضغط وأمراض القلب والشرايين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى