اعراض ماقبل نزول الدورة الشهرية 2019

نزول الدورة الشهرية هو أمر فسيولوجي وطبيعي يحدث لكل السيدات شهريا. وكثير من السيدات أيضا يشكو من بعض الأعراض قبل وأثناء نزول الدورة والتي يعتقد كثير منهن بل وكثير ممن حولهن أنه لا علاقة لهذه الأعراض بنزول الدورة الشهرية. وبسؤال د.سعد الدين قناوي (أمراض النساء والتوليد – مراكز د.سمير عباس الطبية) عن أهم هذه الأعراض وطرق علاجها أجاب أن هذه الأعراض التي تحدث لكثير من السيدات والفتيات هي أعراض ما قبل الدورة، حيث كان أول من وصفها فرانك في عام 1931م بكونها متلازمة جسدية نفسية تحدث بشكل دوري لكثير من السيدات في الفترة السابقة لنزول الدورة حيث تزيد هذه الأعراض مع زيادة عمر السيدة وتكون في أعلى نسبها في المرحلة العمرية من 30-40 سنة كما تزيد مع وجود بعض المشاكل النفسية المصاحبة. وتتلخص الأعراض التي يمكن أن تشكو منها السيدة في أعراض نفسية ومنها القلق أو الإكتئاب أو ضعف مؤقت بالذاكرة أو ميل للكسل أو فقدان التركيز مع تغيير عادات النوم وزيادة أو فقدان الشهية وزيادة أو قلة الرغبة الجنسية، بل ويصل الأمر نادرا إلى محاولة إيذاء نفسها أو إيذاء الغير.
كما توجد أنواع من الآلام المصاحبة والتي قد تكون في صورة صداع بالرأس أو تقلص بالعضلات أو آلام بالمفاصل أو آلام بالحوض.
وقد تشتكي بعض السيدات من ميل للقيء وهبات حارة بالجسم. ومن هذه الأعراض أيضا نوبات الإغماء أو الدوخة وحالات ضيق التنفس. وقد تظهر أعراض جلدية مثل الحساسية وحب الشباب والأرتيكاريا أو أعراض تضطر السيدة أو الفتاة للذهاب لطبيب العيون مثل زيادة ضغط العين أو التهاب بملتحمة العين أو لطبيب الأنف والأذن والحنجرة مثل آلام بالحلق مشابهة لأعراض التهاب الحلق أو آلام في منطقة الجيوب الأنفية وأخيرا لطبيب العظام مثل حدوث تورم وآلام بالمفاصل.
ولكن للتأكد من أن هذه الأعراض هي مجرد الأعراض التي من الممكن أن تسبق الدورة، يجب أن تحدث في الفترة السابقة لنزول الدورة، وألا تحدث في الفترات الأخرى من الشهر. كما يجب التأكد من خلو السيدة أو الفتاة من أي أمراض عضوية أخرى قد تؤدي لحدوث هذه الأعراض وذلك بمراجعة الطبيب المختص طبقا لنوع الشكوى.
أما عن الطرق المتبعة والعلاجات التي يمكن أن تعالج أو على الأقل تقلل من هذه الأعراض يقول د.سعد الدين قناوي انه من هذه الطرق اتباع بعض النصائح الطبية مثل محاولة التحكم في نوبات القلق والعصبية أو زيارة طبيب نفسي لإعطاء بعض المهدئات وعمل جلسات من العلاج النفسي في حالة زيادة الأعراض النفسية. ومن النصائح أيضا ممارسة الرياضة بانتظام مما يزيد من افراز بعض الهرمونات بالمخ مثل هرمون الإندورفين مما يفيد في مثل هذه الحالات كما يمكن أخذ بعض أنواع المسكنات للصداع وتقلص العضلات.
وثاني هذه الطرق اتباع نظام غذائي جيد يساعد على التخلص من كثير من هذه الأعراض مثل تناول الوجبات متوازنة القيمة الغذائية والإكثار من تناول البروتينات والإقلال من تناول القهوة والتدخين والإقلال من كميات الطعام بالذات في حالة مرضى السمنة المصاحبة لهذه الأعراض وأيضا تناول الأطعمة التي تحتوي على فيتامين ب6 مثل الحليب والبيض والحبوب والخضراوات أو تناول الفيتامين مباشرة في صورة دوائية مما يساعد على زيادة نسب بعض الهرمونات في الدم مثل الدوبامين والسيروتونين مما يقلل من أعراض ما قبل الدورة، ويمكن أيضا الإكثار من الأكلات التي تحتوي على الماغنيسيوم.
آخر هذه المراحل هي تناول العلاجات الهرمونية بعد مراجعة طبيب النساء والتوليد، حيث يتم إعطاء بعض الهرمونات مثل البروجيسترون أو إعطاء الهرمونات المركبة من الإستروجين والبروجيسترون لفترة قد تطول أو تقصر حسب شدة الحالة وتقدير الطبيب. كما يمكن إعطاء مضادات للإستروجين مثل الأندروجين أو الدنازول أو إعطاء مثبطات لهرمون الحليب والذي قد يصاحب هذه الأعراض وجود ارتفاع في نسبته.
ولكن في النهاية على الفتاة أو السيدة أن تكون على وعي كاف بحيث تدرك أن هذه الأعراض هي أعراض وقتية ومرتبطة بفترة معينة ما قبل نزول الدورة، وهذا الوعي يساعد كثيرا في العلاج حيث تقاوم السيدة نفسيا هذه الأعراض ولا تنساق وراء بعض موجات القلق والاكتئاب التي قد تصاحب هذه الفترة مما يصعب معه العلاج بل قد لا تلجأ بسبب ذلك أصلا للطبيب للمساعدة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى