استسلم لجروحك أرجوك! 2019

– ليس بشراً من يمضي حياته بلا جراح ولا صدمات، فكل إنسان على هذه الأرض يدفع ضريبته للحياة على شكل خيبات أمل ومفاجآت حزينة، وبالتالي هي حقيقة وواقع لا مفر من وقوعه، لكن المفر موجود في طريقة التعامل معه.

يضطر البعض لخداع الناس كي يصبروا على الأوقات الصعبة والجروح التي يسببها الزمان، ويأتي هذا الخداع على شكل منظومة نصائح يتبعها الشخص ليجتاز الأزمات التي تواجه، فيطبقها كثيرون ويشيدون بها بعد أن يتحسنوا ويعترفوا بسحرها وقدرتها على المساعدة.

لكن الفائدة والعلاج ليست بهذه النصائح صدقوني وإنما بمسألة مرور الوقت والاعتقاد بأننا نتحسن فقط، فالإنسان مصمم بشكل جعله محتوياً على كل العلاجات الروحية لمشاكله وجروحه التي تصيب قلبه، وما يحتاجه هذا العلاج ليعطي مفعوله هو الوقت وعدم المقاومة، فمقاومة ما يحدث لنا بمحاولة تغيير الماضي أو إقناع أنفسنا بعودة من لا يعود أو لا يستحق العودة يؤخر مفعول هذا الدواء، فنأخذ وقتاً طويلاً، ولو بالغنا بالمقاومة فإنه قد يفسد وعندها تظهر الأمراض الأخرى كالاكتئاب وغيره.

من الأمثال العالمية الجميلة “عندما ينفطر القلب لما فقده، تبتهج الروح لما اكتسبته”، ولكن محاولتنا تغيير الواقع المؤكد تجعل القلب ينفطر والروح تتسمم، فمن خسر حبيباً خانه أو خيب ظنه بهجر غير مبرر، لن يفيده محاولة إقناعه بالعودة أو كثرة الكلام عما حدث بل سيؤثر على فعالية الدواء، ومن أخفق في مشروع لن تفيده “مليون” كلمة “لو”، ومن توفي له عزيز لن يعود ولن ينسى لو جلس على حافة قبره يبكي ساعات وساعات، وإنما المطلوب هو الاستسلام!

نعم الاستسلام، أن نتوقف عن الحديث ونقبل بكاءنا كلما جاء يزورنا، ونقبل شعورنا بالحزن كلما طرق الباب، لا نحاول أن نقاومه ولا نبرر له ما حدث، فهو ضيف ويجب إكرامه وسيرحل بعد ساعات، ولكنه في النهاية سيملنا ولن يعود لزيارتنا، فالوقت كفيل لإنهاء الألم.. فقط “استسلم”، فما حدث قد حدث، والأهم دوماً “ما سيحدث”.

ملاحظة مهمة : فكرة الاستسلام للألم كوسيلة علاج اقترحها معالج نفسي
وإعلامي أمريكي اسمه دانييل غوتليب وهذا المقال جاء لشرحها للقراء في العالم العربي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى